78 بالمائة من الاستهلاك المحلي للطاقة غير منتج كونه موجه للبيوت أكد عبد المجيد عطار وزير الطاقة، أمس أن الجزائر لا يمكن أن تبنى إلا من خلال إعطاء الفرصة للشباب. ودعا عطار، خلال زيارة قادته إلى ولاية غرداية، الشباب إلى تكثيف جهودهم لبناء الجزائر الجديدة، جزائر المؤسسات الناشئة لإنعاش الاقتصاد الوطني، وأوضح وزير الطاقة أن الجزائر لا يمكن أن تبنى إلا من خلال تساوي الفرص وإعطاء الفرصة للشباب للتعبير وترقية أفكارهم وكفاءاتهم للمساهمة في استحداث الثروة وتوفير فرص العمل للشباب، مشيرا في السياق ذاته أن استحداث مؤسسات ناشئة ومؤسسات مبتكرة في الجزائر الجديدة التي يكون فيها الشاب قادرا على التعبير وتطوير كفاءاته من أجل بناء اقتصاد وطني وامتصاص البطالة. كما اغتنم وزير الطاقة المناسبة ودعا المواطنين للتوجه بقوة يوم الفاتح نوفمبر القادم نحو مكاتب التصويت من أجل تشييد الجزائر الجديدة. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر من وزارة الطاقة أنّ الأرقام الرسمية الأخيرة تشير إلى ارتفاع الاستهلاك المحلي من الطاقة بوتيرة كبيرة، قدرتها بحوالي 8 في المائة سنويا، الأمر الذي يهدد مستوى الصادرات الوطنية من هذه المواد، وبالتالي المداخيل الجزائرية لاسيما وأنّ قطاع المحروقات يمثل أكثر من 93 من عموم الصادرات الوطنية. وبناء على هذه المصادر فإنّ الجزائر أضحت بالنظر إلى ارتفاع عدد السكان خلال السنوات القليلة الماضية كميات من الطاقة أكثر مما تصدره، ومن هذا المنطلق فإنّ حجم الاستهلاك المحلي يقدر حاليا ب 43 مليار متر مكعب سنويا، وأغلبيته أو ما يعادل 78 في المائة منها استهلاك غير منتج موجه بالمقام الأول إلى المنازل أو الاستهلاك العادي بدلا من المصانع والمشاريع المنتجة للثروة ومناصب العمل. وتسعى الحكومة في إطار توجهاتها الاقتصادية الجديدة لتغيير هذه الرؤية من خلال العمل على تقليص حجم الإنتاج الوطني من مختلف أنواع الطاقة ومراجعة المنظومة الطاقوية للإسهام في الدفعة الاقتصادية المرجوة، وبالتالي التركيز على تفعيل دور الطاقات الجديدة والمتجددة من جهة وتقليص وترشيد الاستهلاك المحلي من الكهرباء والغاز من الناحية المقابلة، وعلى الرغم من أنّ الحكومة لا تسعى لمراجعة أو رفع أسعار الكهرباء والغاز في خطتها المستقبلية، إلاّ أنها تسطر إعادة تنظيم التسعيرات في حالة بلوغ حجم الاستهلاك مستوى معين.