حالة الارتباك التي ظهرت على المنتخب الجزائري في سنوات ما بعد مونديال البرازيل 2014 بسبب خلل في وسط دفاعه، تعود بالأساس إلى اعتزال مجيد بوقرة، فقد كان من دون منازع أحسن قلب دفاع في تاريخ الكرة الجزائرية وبالتحديد في تاريخ المنتخب الجزائري. شرّف مجيد منذ أن تقمّص ألوان الخضر وهو القادم من بريطانيا حيث لعب في ربيع عمره، شرّف حضوره، إلى أن أكرم بمشاركتين في المونديال إحداهما جاءت بعد ملحمة أم درمان التي لن ينساها الجزائريون أبدا وكان هو قائدها، والثانية توّجت بالتأهل للدور الثاني في مونديال البرازيل، ومن الطبيعي أن يتنقل هذا اللاعب الكبير والخلوق والعاشق للجزائر إلى التدريب، ويصل إلى قيادة واحد من المنتخبات الجزائرية العُمرية في انتظار التحاقه بألوان المنتخب الأول يوما ما. خلال تصفيات كأس العالم، كان مجيد بوقرة برفقة كريم زياني الثابت الدائم والاستقرار، وكما منح كريم الأمان في الوسط، قاد بوقرة الدفاع فكان يغطي على أخطاء بلحاج وعنتر يحيى وخاصة رفيق حليش، يعمل في الدفاع في صمت كما كان أيضا مع ناديه البريطاني غلاسكو رانجرس، حتى قيل عنه بأنه اللاعب الوحيد الذي لا يرتكب الأخطاء فوق المستطيل الأخضر سواء كانت هفوات بسيطة أو فادحة، وللأسف فإن بوقرة الذي تم ترشيحه لقيادة دفاع برشلونة خلفا لبويول المعتزل لم ينعم باللعب لفريق أوروبي كبير، وكان أجدر بذلك، كما ساهم في تأهيل الخضر لمونديال البرازيل وسجل هدف الفوز أمام بوركينا فاسو، وهو هدف ضمن أهداف لا تنسى من مجيد في زامبيا وفي أنغولا أمام كوت ديفوار. مجيد بوقرة صخرة الدفاع الصامدة هو تاريخ كرة جزائرية، فمنح الأمان للمنتخب الجزائري من خلال تأمين الدفاع، وإذا كان سعدان قد تلقى الانتقاد لأنه لم يسجل أي هدف في مونديال جنوب إفريقيا 2010، فإنه في المقابل لم يتلق سوى هدفين أحدها من هفوة قاتلة من الحارس شاوشي أمام سلوفينيا والثاني في الوقت بدل الضائع أمام أمريكا، وهذا بفضل صخرة يدعى مجيد بقرة الذي يمكن البصم على أنه أحسن مدافع عرفته الجزائر، وتحوّل اعتزاله الخضر إلى أزمة دفاعية بخّرت حلم التأهل لمونديال روسيا 2018.