أتمنى أن لا تجهض البيروقراطية أحلام شبابنا، وأتمنى أن ينجحوا في إنشاء مؤسسات ومشاريع تعود بالفائدة على العباد والبلاد، بعدما فتحت الحكومة أبواب البنوك أمامهم وألغت الفوائد على القروض، وأتمنى أيضا أن تختفي البطالة نهائيا وليس لفترة زمنية ثم تعود، لكن مع كل هذا فأنا لا أشعر بالسعادة. لست سعيدا، لأنني كنت أتمنى أن تغوص حكومتنا في أعماق مشاكل الشباب، ولا تكتفي بإعطاء مسكنات وحلول ظرفية! وقد كان من الممكن أن تبني بتلك الأموال مصانع عملاقة توفر الآلاف من مناصب الشغل للشباب، وتحدد لهم أجور تمكنهم من مواجهة أعباء الحياة، وتحمي حقوقهم، ويمكن أن ينهض بذلك اقتصاد البلاد وتصبح الجزائر من الدول المصدرة وليست المستوردة، ولا يهم بعد ذلك إذا جفت آبار البترول. كان من الممكن أيضا أن تضع جملة من الإجراءات التي تستهدف مكافحة البطالة، وأعتقد أن القضاء على البطالة ليس له حلا واحدا، يتجسد في إعطاء النقود للشباب، ثم يترك الشاب يواجه مصيره، أو يحاصر بالمشاكل والديون، صحيح قد تختفي مظاهر الفقر والبطالة لمدة زمنية، لكن المؤكد أنها سوف تعود وتزداد المعاناة. أعتقد أن الشباب لم يطالب بفتح أبواب البنوك، ولم يهتف بذلك، ولم يرفع شعار "نريد قروضا من البنوك"، لأن أي شاب يطمح إلى حياة كريمة، وإلى الحصول على عمل يمنعه من التسول أو من الانحراف، ويريد أن يكون أسرة مثل بقية الناس، ولا يريد أن يكمل بقية عمره يتسكع في المقاهي أو جالسا تحت الجدار. فيجب على الحكومة أن تحس بمعاناة المواطن و تفهم ما يريده، و يجب أن تكون لها نظرة واقعية لمشاكله وقضاياه، وليس مقبولا أن تساومه أو تساويه بكنوز الأرض جميعا.