أم القرى يا جنة اليوم والغد *** ويا زينة الماضي التليد المجدد ترابك أندى من فتيت معطر *** وصخرك أجدى من كريم الزمرد أعز بلاد الله في الأرض موطنا *** ومولد خير الأنبياء محمد بهذه الأبيات بدأ الشاعر الراحل حسين عرب معلقته (أم القرى) مادحاً وواصفاً زمان مضى ومستقبل لاحق لمحبوبته، ومحبوبة زهاء مليار مسلم حول العالم، تهوى قلوبهم وجباههم، قياماً وركوعاً وسجوداً، صوب بيت الله العتيق في مكةالمكرمة. وفي حين يحفظ الكثير من زائري مكةالمكرمة بعض المسميات لشوارع وأماكن متفرقة في العاصمة المقدسة، حباً وكرامة في مكةالمكرمة، فإن ما قد يثير الانتباه في منشور عبر موقع جامعة أم القرى، تحت عنوان (أماكن وشوارع مكةالمكرمة قديماً وحديثاً)، اختلاف بعض المسميات عن تلك التي درج العامة على تسميتها بها. فعلى سبيل المثال، ما يعرف اليوم ب(شعب أجياد السد) كان يعرف قديماً ب(المتكا) فيما يسميه البعض (شعب قريش)، وفيما يصف البعض مكان إقامته أو نزوله في مكةالمكرمة عندما يكون في شعب عامر، فإنه حتماً لا يتنبه بأن تسميته القديمة كانت (شعب بني عامر)، والحال نفسه ينطبق تماماً مع شعب علي، الذي كان يعرف ب (شعب أبي طالب). ويوضح المنشور في موقع الجامعة أن حي جرول كان مسماه القديم (ذو طوى) والحال ذاتها مع حي العتيبية، الذي كان يعرف قديماً ب (بطن ذي طوى)، وحتماً فإن البعض قد لا يدرك أن جزءا كبيرا من حي الششة، محبس الجن، منطقة العزيزية بكاملها، بطحاء قريش وشارع كدي حتى جبل ثور، كانت قديماً موقعاً واحداً يسمى (المفجر). في حين حلت مسميات أخرى مختلفة مكان مسميات قديمة فمثلاً شعب عثمان بات اليوم يعرف ب(حي الروضة)، وشعب عمرو أصبح يعرف ب(الملاوي)، فيما دار المولد النبوي حلت مكانها (مكتبة مكةالمكرمة)، وهذا بحسب ما نشره موقع جامعة أم القرى أيضاً. ويظهر المنشور أن ما يعرف اليوم بحي الغسالة كان في الأساس يسمى (نقبة)، وكذلك الطندباوي التي لم تكن بهذا الاسم سابقاً وإنما الضناطب، إذ إنها، وبحسب الموقع، عبارة عن موضع فيه شجر ملتف أخضر ريان، واحدة من هذه الشجر يقال لها ضنطبة جماعة الضناطب. في حين ذكر الموقع أن ريع ذاخر كان يعرف سابقاً ب (ثنية أذاخر)، كما أن (الأدهم) ما هو إلا التسمية القديمة لما يعرف اليوم ب (محبس الجن)، والذي يقال إن تسميته جاءت من حبس الحارث بن عبيد المخزومي لغلمانه، وصرتها العامة للجن. وبشكل عام فإن عقارب الزمن تسابق الزمن نفسه في بعض التحولات المصاحبة لعمليات العمران والتطوير التي تشهدها منطقة الحرم المكي والمشاعر المقدسة، من عمليات توسعة وتطوير للمرافق العامة والخدمات، التي من شأنها تسهيل تنقل البشر في بقعة جغرافية محدودة، خاصة في أوقات الكثافة البشرية التي تشهدها مكةالمكرمة في موسمي الحج والعمرة.