أكّد الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل يوم الخميس بأديس أبابا ضرورة تعجيل تحويل البُنى الاقتصادية الإفريقية واندماجها حتى تكون إفريقيا (طرفا فاعلا) في التحوّلات والمنافسة التي يشهدها العالم في المجال الاقتصادي. قال السيّد سلاّل في مداخلة قدّمها حول التحوّل الاقتصادي والهيكلي والاندماج الجهوي في إفريقيا إن القارّة الإفريقية (في عالم تهيمن عليه الشمولية والتجمّعات الاقتصادية الكبرى وتنافسية شديدة يجب أن تعجّل بتحويل بنياتها الاقتصادية واندماجها لكي تكون طرفا فاعلا في هذه التحوّلات). كما أكّد السيّد سلاّل في مداخلته أن (القارّة الإفريقية تتوفّر على القدرات والمؤهّلات من أجل إرساء أسس اندماج فعّال في الدوائر الدولية للإنتاج والمبادلات)، وأشار في هذا الصدد إلى أن (أشواط التقدّم الملحوظة في مجال الحوكمة والمحيط الاقتصادي والإصلاحات القطاعية والحشد الداخلي للموارد كانت بلا منازع عوامل ساهمت في بعث مسار تنويع اقتصاد القارّة واندماجه)، واعتبر في هذا الإطار أن (التصنيع في القارّة يقتضي بالضرورة إزالة العوائق حتى تعكف أكثر فأكثر على امتصاص العجز في مجال المنشآت). وذكر السيّد سلاّل بالمناسبة أن قمّة دكار الأخيرة (قد أكّدت حقّ التأكيد على أهمّية المنشآت من أجل تنمية القطاعات الاقتصادية المنتجة والمندمجة وعلى أهمّية الاستقرار القانوني والجبائي، وكذا تناسق الأطر التنظيمية من أجل التشجيع على إقحام القطاع الخاص في تمويل مشاريع المنشآت بما في ذلك في إطار شراكة عمومية-خاصة)، وأشار إلى أن آلية تقديم الخدمات التي أقامتها وكالة النيباد من شأنها من خلال التنسيق مع المؤسسات الإفريقية والدولية أن (تمكّن من تعزيز قدرات الدول والتجمّعات الاقتصادية الجهوية ومساعدة الدول في المفاوضات ونشر ممارسات جيّدة في مجال تسيير المشاريع وعمليات الشراكة العمومية-الخاصّة). وبعد أن أوضح أن (المنشآت لوحدها لا يمكن أن تكون كافية للتوصّل إلى تحويل بنيوي للاقتصاديات الإفريقية والاندماج الجهوي والقارّي)، أبرز السيّد سلاّل في هذا الشأن ضرورة (تطوير الكفاءات العلمية والتقنية والتسييرية بما يسمح بإعادة هيكلة اقتصادية لإفريقيا مؤسسة على التكنولوجيا العصرية وتستجيب لمتطلّبات الإنتاجية والتنافسية، وكذا استحداث مناخ قانوني مناسب). ولم يفوّت السيّد سلاّل الفرصة ليؤكّد اِلتزام الجزائر بإنجاز مشاريع جهوية مشتركة ومشاريع وطنية ذات بعد جهوي في مجال المنشآت، مذكّرا بأنها موّلت من جهتها العديد من دراسات الجدوى، وأكّد في نفس السياق أن (الجزائر تجتهد من أجل إنعاش تنميتها الصناعية عبر فروع بديلة للاستيراد وفي الفروع التي تتوفّر فيها على مزايا مقارنة)، وأنها (تعمل في نفس الوقت على ترقية تعاون صناعي ثنائي وجهوي). وشارك الوزير الأول عبد المالك سلاّل مساء الخميس في أشغال قمّة مجلس السلم والأمن بأديس أبابا، حيث يمثّل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في قمّة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المقرّرة يومي الجمعة والسبت. للإشارة، اِلتقى سلاّل بالمناسبة عددا من الرؤساء وكبار المسؤولين.