تعاني العديد من المناطق الجبلية في ولاية بجاية من العزلة التي حرمتها من أبسط ضروريات الحياة، وفي إطار رفع الغبن المفروض منذ سنوات طويلة على هذه المناطق تواصل السلطات إنارة البيوت بهذه القرى، بحيث سيستفيد سكان بلدية تيزي نبرير من الغاز في الأيام القادمة بعد معاناة طويلة خاصة في فصل الشتاء. تقع بلدية تيزي نبربر على بعد 5 كلم عن مقر دائرة أوقاس و 30 كلم عن عاصمة ولاية بجاية، وقد استفادت مؤخرا بمشروع معتبر يتمثل في تمديد شبكة قنوات غاز المدينة ب 135 كلم، وهذا لربط أزيد من 1000 عائلة بهذه المادة الحيوية، وحسب المعلومات المتوفرة فإن المشروع قد شهد بداية انطلاق الأشغال وهو مقسم على خمسة فروع، وتم تعيين المقاولات التي تتكفل بالأشغال شريطة أن تحترم دفتر الشروط وتلتزم بتاريخ الانتهاء منه والمحددة ب 18 شهرا، وهو الأمر الذي خلف ارتياحا كبيرا لدى السكان، بحيث أنهم سيودعون معاناة البحث عن قارورات الغاز التي طالما أرهقتهم طوال السنين الماضية وخاصة في موسم الشتاء والبرد، أما فيما يخص القرى التي ما تزال تعاني من نقص في المياه الصالحة للشرب فإن السلطات المحلية بالولاية قد أخذت هذا المشكل على محمل الجد، وخصصت غلافا ماليا يزيد عن 8 ملايير ونصف، وذلك لإتمام ربط القرى الباقية وتوصيل الماء الشروب إلى الحنفيات التي تعاني الجفاف، وقصد تدعيم طاقة التخزين سطرت البلدية برنامجا يتضمن إنجاز 3 خزانات كبيرة وهي حاليا قيد الدراسة، ولا شك أن هذا الاهتمام يشكل في الحقيقة، قفزة نوعية في مجال التنمية المحلية، وذلك بفضل جهود المسؤولين المحليين الذين يحاولون المساهمة بشكل أو بآخر من أجل تخفيف العبء عن السكان من جهة، وإحداث تغيير إيجابي على الصعيد المحلي من جهة أخرى، ناهيك عن العملية التي استهدفت الإنارة العمومية والتي أفضت إلى توفيرها للعديد من أحياء البلدية، ومن المنظر أن تتواصل في المستقبل القريب لتحقيق تغطية عالية تمس نسبة كبيرة من مناطق البلدية، وأما الطرقات فإنها تحتاج إلى عناية خاصة رغم المجهودات المبذولة، وهناك مشاريع عديدة حول تعبيد شبكة الطرقات، ولعل الأشهر القادمة ستأتي بالمزيد من التحسينات بفضل العمل الدءوب في هذا المجال. كما أن البلدية وسعيا منها لتحسين الخدمات الصحية فإن مشروع إنجاز مؤسسة استشفائية جوارية تتسع ل 30 سريرا في الأفق، بحيث أن عملية الدراسة قد انتهت كما تم ّ تعيين القطعة الترابية الملائمة لهذا المشروع، ولا شك أن ذلك سيساعد البلدية على خلق أسباب الاستقرار الريفي، كون أن المنطقة ريفية بالدرجة الأولى، مما يؤكد جليا أن سياسة الدولة حول التنمية الريفية قد بدأت تعطي نتائج ملموسة.