قد يكون موسم الصيف، الذي تقصر فيه ساعات الليل، وتطول فيه ساعات النهار، وبالتالي فانه من العادي أن تكون الساعة الخامسة صباحا، ساعة يكون قد طلع فيها ضوء النهار، لكن ذلك لا يعني أبدا أن هنالك – عدا العمال والموظفين في مناطق بعيدة طبعا- من يستيقظ في تلك الساعة المبكرة، ويكون من الطبيعي أن يمارس نشاطاته اليومية، ولا ينزعج من أية حركة كانت، ولذلك فانه ربما من هذا الأساس، يطبق عمال ورشة صينية بنواحي عين المالحة بعين النعجة، هذا المبدأ على الجزائريين، بعد أن ينطلقوا في أشغالهم على الساعة الخامسة صباحا، ولا ينتهون منها إلا بعد منتصف الليل، ولسنا نعلم إن كان ذلك فرطا من النشاط الزائد وحب العمل الذي يتميز به الصينيون عنا، أم رغبة في إكمال المشروع في اقرب مدة ممكنة، أم لسبب آخر. وحسب احد القاطنين بالحي المذكور، فقد أكد أن العاملين بورشة بناء قريبة بالحي، يقومون، بممارسة أعمالهم، في وقت مبكر يبدأ في حدود الساعة الخامسة، حيث تنطلق آلات الحفر والبناء، وغيرها من الآلات الأخرى، التي تصدر اصواتا قوية، تحرم الكثير منهم من النوم والراحة، إلى غاية الساعة السادسة أو السابعة على الأقل، مضيفا أنهم لم يفهموا إلى حد الساعة لمَ يصر القائمون على الورشة، على الانطلاق في الأعمال في تلك الساعة المبكرة، ولا ينتظرون إلى غاية الساعة السابعة، كي لا يتأخروا إلى غاية الثامنة مثلا، الأمر الذي يسبب الإزعاج للكثير منهم. مواطن آخر يقطن بنفس الحي أيضا قال أن حياتهم تحولت إلى جحيم لا يطاق، وحرموا من النوم والراحة، لأنهم يضطرون إلى السهر والنهوض مبكرا، لنفس السبب دائما، وهو انطلاق الأشغال بالمشروع في أوقات غير مناسبة تماما. أما آخرُ ما يقوم به العالمون بالورشة، فهو إصدار أصوات ضرب قطع حديدية متتالية، لا تتوقف مطلقا وتسبب إزعاجا وصداعا كبيرا، دون أن يعلموا السبب وراء ذلك، وان كان من صميم نشاط وعمل عمال الورشة، مادامت في الأول والأخير ورشة بناء، وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، حسب محدثينا الذين قالوا إنهم عانوا الأمرِّين منذ انطلاق المشروع وينتظرون قبل أصحابه بفارغ الصبر موعد تسليمه، ليرتاحوا من الإزعاج الذي سببه لهم. وقال المواطنون الذين تحدثنا إليهم، أنهم لا يطلبون إيقاف المشروع، ولا تعليم الصينيين النوم والتكاسل والتماطل في انجاز أعمالهم، وتمديد فترات انجاز المشاريع مثلما يحدث بالنسبة لبعض المشاريع التي يتم انجازُها في الجزائر، ولكنهم يطلبون فقط احترام مواقيت الراحة والنوم لديهم، خصوصا وان الأمر يتعلق بعمال وطلبة وعجزة ومرضى واطفال صغار، يحتاجون للكثير من الراحة، ولا يمكنهم البقاء مستيقظين كل تلك الفترة، والسهر إلى غاية ساعات متأخرة.