لازالت أسعار الذهب تشهد التهابا كبيرا رغم حلول موسم الأفراح، إلا أن انخفاضه بات مستبعداً لذا تضطر العديد من النساء والفتيات إلى اقتناء الحليّ الفضية التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا لكن مقارنة بالذهب فهي في متناول الجميع، أما الفتيات فقد اخترن الحلي التي لا تكلف أبدا من البلاستيك والنحاس وبعض المعادن والتي تعرف بأسعارها المنخفضة والتي تتماشى مع الموضة ومع ألبسة الصيف· ففي جولة قادتنا إلى بعض محلات بيع الذهب فوجئنا بنقص كبير في الزبائن رغم أن المعروضات مغرية وأسعارها ملتهبة· يقول مجدي وهو تاجر صاحب محل بحي العربي بالمهيدي لبيع المجوهرات إن محله لم يعد يعرف العدد الكبير من الزبائن منذ ارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية وأصبحت محلات بيع الذهب وجهة العرسان فقط لاقتناء خواتم الخطوبة، في حين كنا في السابق نعرف اكتظاظا منذ حلول فصل الربيع أين تكون بداية المناسبات من الأعراس إلى الاحتفالات، حيث كان الناس يقدمون الذهب كهدية، أما اليوم فنادراً ما يحصل هذا الأمر لأن العائلات ذات الدخل المحدود لا تستطيع شراء الذهب، أما عن الزبائن الذين يقصدونه قال إن الفتيات العاملات يلجأن إلى الشراء بالتقسيط مما يوفر لهن فرصة اقتناء المجوهرات الذهبية· أما عبد الرزاق وهو صاحب محل آخر لبيع المجوهرات في تيلملي فقال إن أزمة ارتفاع أسعار الذهب أصابت تجارته في الصميم وقللت الربح كثيرا، وأمام هذا التراجع الكبير في نسبة المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية يأخذنا للقول إن تجارته لم تعد مربحة وإن تاجر الذهب سيصبح فقيرا إذا بقي الحال على ماهو عليه· ويرى الكثير من المواطنين أن ارتفاع أسعار الذهب يخص المرأة باعتبارها الزبون رقم واحد والمعني بالأمر بالدرجة الأولى، أما بعض الشباب فقد بادروا بالقول بأن الأمر فيه خير باقتناء الشاب الذي يريد الزواج أي معدن آخر ولو خاتما من حديد من أجل الارتباط بشريكة حياته· أما الفتيات فكان لهن رأي مغاير من بينهم دلال وهي فتاة في 24 من العمر ترى أن الذهب أكثر من ضرورة بالنسبة للمرأة وعلى الرجل الذي يتقدم لخطبتها أن يغرقها بالذهب مهما كان سعره، أما فضيلة فقالت بأنها لا تبالي بارتفاع سعر الذهب لأنها في كل الأحوال مضطرة للشراء بالتقسيط وهي الآن تدفع لصاحب المحل ما يقارب نصف راتبها من أجل اقتناء طقم ذهبي· ويقول توفيق وهو شاب في 32 من عمره مقبل على الزواج إنه أمام كثرة متطلبات الحياة خاصة لإقامة العرس فقد اختلطت أفكاره لأنه لم يعد قادرا على شراء طقم ذهبي لعروسه لأن السعر ارتفع إلى الضعف وهذا ما لم يكن في الحسبان· والملفت للانتباه أن ارتفاع سعر الذهب عمل على ظهور تجارة الحلي المقلدة والمصنوعة من معدن أو مواد أخرى أصبحت الفتيات وحتى النساء تتهافتن على اقتنائها مما جعل هذه التجارة تنتعش خاصة مع دخول المنتجات الصينية التي تعرف بانخفاض أسعارها مقارنة مع التركية أو الأندونيسية، وحتى الفضة الجزائرية الأصيلة تعرف ارتفاعا هي الأخرى· حيث تنتشر طاولات كبيرة لعرض وبيع الحلي تتشبه بالأصلية، هناك بعض الحلي تضاهي في كثير من الأحيان تلك المجوهرات والحلي الأصلية بعد أن تفنن صانعوها في زخرفتها، حيث تجعل الزبون لا يبرح مكانه دون اقتنائها، خاصة وأنها تباع بأسعار معقولة وفي متناول الجميع وهو ما وقفنا عليه في الكثير من المراكز التجارية بالعاصمة، وقد شهدنا التفافا كبيرا للفتيات من أجل اقتناء هذا النوع من الحلي المغري بجماله وسعره المعقول·