الآن ونحن على أبواب الموسم الثالث بعد تطبيق الاحتراف في الجزائر بات من الصّعب جدّا تنقية المحيط الكروي من الجراثيم التي تشكّل خطر على مستقبل الكرة الجزائرية، لكن بالمقابل من الضروري عدم التهرّب من الحقيقة المرةّ والاعتراف بوجود أعضاء ضمن مختلف الرّابطات المعنية يستغلّون مناصبهم لدخول معركة (بزنسة المباريات) والعمل لمصلحة الفرق التي تملك (الشكارة)، ممّا يوجب إعادة النّظر في طريقة تعيين الأعضاء المعنيين بغرض التقليل من هذه الظاهرة الخطيرة التي ستزيد من انحطاط مستوى كرتنا بشكل كبير. وعليه، فالكرة أضحت في مرمى أعلى السلطات بفتح تحقيقات معمّقة لكشف المستوى وإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية، لأن تجسيد الاحتراف زاد من تفشّي ظاهرة إرشاء الحكّام بإيعاز من طرف الأعضاء الذين كانوا بالأمس القريب يحدّدون نتائج المباريات ب (الشكارة) وليس العكس، ممّا جعل الحكّام الشبّان يدخلون في الخطّ دون مقدّمات والتفاوض على مبلغ معيّن نظير تحديد نتيجة أيّ مباراة مهما كانت المعطيات. والأكيد أن الاكتفاء بالتفرّج من بعيد وعدم الولوج في صلب قضية الرشوة سيفتح المجال لأكبر عدد من الأطراف التي تعبّد طريق دخول هطه المعركة التي تتطلّب حسن التفاوض في الخفاء وعدم التعامل بالعاطفة مع أصحاب هذه المهنة (الخبيثة) الذين لا يملكون في مفكّرتهم العاطفة فحسب وإنما العكس، ممّا يوجب الإسراع في تنقية المحيط الكروي من هذه الجراثيم التي أضحت تشكّل خطرا حقيقيا على مستقبل كرتنا (المسكينة).