لم تردع العقوبات الأخيرة، التي بلغت حد غلق المحلات والمتابعات القضائية في حق أصحابها، من وضع حد لظاهرة بيع المواد الاستهلاكية منتهية الصلاحية للمواطنين بولاية عنابة، حيث وبعد عملية حجز كمية ”ياغورت” فاسد في عز الشتاء ولحوم الأحمرة والدواب في أكبر المطاعم السياحية بالولاية، إلى جانب عمليات العثور على مادة حليب الأطفال فاسدة لدى بعض محلات بيع المواد الغذائية بوسط عنابة، استأنفت مديرية التجارة ممثلة في أعوان الرقابة عملية تحرير مخالفات بالجملة في حق بائعي اللحوم البيضاء نتيجة عدم حصولهم على وثيقة إثبات مكان الذبح. في السياق ذاته، صادرت ذات المديرية كمية 1 طن من اللحوم البيضاء تم توجيهها لمصلحة الهلال الأحمر بعد خضوعها للفحوص البيطرية والمخبرية التي أكدت عدم وجود خطر من استهلاك الكمية. ومن جانب آخر، وفي إطار تسجيل التجاوزات وطرق التحايل، أفادت مصالح من المديرية في حصيلة عن السداسي الأول من السنة الجارية كمية جد معتبرة من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك، تقدر بأكثر من 20 طن بقيمة 315 مليون سنتيم، كما تم تسجيل تواجد مواد تجميل وأخرى كيماوية بكمية المواد المحجوزة، تم التأكد من عدم صلاحيتها نهائيا للاستعمال البشري واتضح أنها خطيرة على الصحة في حال استعمالها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم المخالفات التي تسجلها مديرية التجارة وتتابع أصحابها بولاية عنابة، هي تلك الخاصة ببائعي اللحوم البيضاء والحمراء على السواء، حيث غالبا ما تسجل تجاوزات في هذا الشأن من خلال بيع دجاج لا تتوفر فيه شروط النظافة، كما تباع اللحوم المجمدة على شكل لحم مفروم، وهي الوسيلة الاحتيالية التي يلجأ إليها التجار الغشاشون بولاية عنابة. وفي سياق بيع اللحوم، فإن مديرية التجارة وجدت نفسها متجاوزة نتيجة الانتشار المذهل لبيع اللحوم في العراء بأسواق السرول، البوني والباردة وغيرها من أسواق اللحوم الفوضوية، والتي يرتادها المواطنون نظرا لانخفاض سعر بيع اللحوم بها، دون التفكير في عواقب استهلاك مواد تتعرض يوميا للغبار والأتربة، ناهيك عن الذباب والقمامة المنتشرة بالأسواق الفوضوية التي لم يتم تنظيمها. .. وأسعار اللحوم تلتهب قبل رمضان عرفت أسعار المواد الاستهلاكية، من خضر وفواكه ولحوم خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق، رغم أن شهر رمضان لم يحل بعد، حيث وصل سعر اللحوم الحمراء إلى أكثر من 850 دينارا وهو مرشح حسب مؤشرات السوق واقتراب شهر الصيام إلى بلوغ الألف دينار، أما أسعار اللحوم البيضاء فقد شارفت عتبة 300 دينار للكلغ. وكرد فعل على هذه الوضعية، تشهد أسواق الخضر والفواكه بوسط مدينة عنابة إقبالا محتشما من طرف المواطنين، خاصة بعد الارتفاع المحسوس الذي عرفه سعر البطاطا والخضر الأخرى، حيث ارتفع سعر البطاطا إلى 35 دينارا، والبصل إلى 25 دينارا، أما الليمون فتجاوز 250 دينارا. وحسب التجار، فإن هذه الأسعار مؤقتة فقط وستعرف ارتفاعا مع دخول شهر رمضان، بسبب تراجع مستويات الإنتاج بالنسبة للخضروات، لكون أغلب الفلاحين اختاروا هذه السنة إنتاج الحبوب بدل الخضر، الأمر الذي سيسبب عجزا في العرض مع ارتفاع الطلب، وهي المعادلة التي ستدفع بالأسعار نحو الارتفاع. ومن جهة أخرى، حمّل بعض التجار مسؤولية ما يحدث إلى تجار الجملة، الذين يعمدون - حسبهم - إلى المضاربة كلما حلت مناسبة، دون مراعاة مصلحة المواطنين خاصة منهم ذوي القدرة الشرائية المحدودة، الذين يتوجسون خوفا من اقتراب شهر رمضان الذي لا يملك أغلبهم إمكانيات مواجهة مصاريفه في ظل التهاب الأسعار الحالية.