شرع إطارات المحطة الجهوية لوقاية النباتات بمستغانم، صبيحة أمس الأول، في استكمال خطة الحل البيولوجي للقضاء على الفراشة حفارة أوراق الطماطم للموسم الثالث على التوالي، بإطلاق أعداد كبيرة من الحشرات التي تتغذى على يرقات الفراشة التي تهدد محصول الطماطم بعد فشل الحلول الكيميائية في القضاء عليها. وقد أشرف إطارات المحطة على إطلاق 800 حشرة تدعى بقة النيزوبيو كوروس، والتي تم استيراد أعداد منها من إسبانيا قبل 3 سنوات ليتم التحكم في تكاثرها داخل مخبر المحطة هذه السنة. وتتغذى الحشرة التي لا يتعدى طولها 4 ملم على يرقات الفراشة حفارة أوراق الطماطم ما يقضي على دورتها الحياتية، وقد تم إطلاق الحشرات النافعة في مزرعتين.. الأولى بدوار أولاد عبد الله ببلدية سيدي لخضر والثانية بدوار المساعيد ببلدية خضرة، بحضور مفتشي حماية النباتات وممثلي المصالح الفلاحية بالولاية، إلى جانب عدد من الفلاحين. وتتم العملية بالتوازي مع استكمال توزيع الفورومونات على الفلاحين مجانا، ويعتبر الفورومون حلا بيولوجيا آخر يقوم على جلب ذكور الفراش عن طريق هرمون خاص إلى أفخاخ محكمة بمعدل 20 فخا لكل هكتار، يحوي كل منها سائلا ممزوجا بمطهر حتى يقضي على ذكور الفراش وليمنع أيضا دورتها الحياتية في غياب حل كيميائي فعال. كما تستمر المحطة الجهوية لوقاية النباتات في تقديم أدوية كيميائية خاصة للفلاحين المعنيين بتجريب بقة النيزوبيو كوروس مجانا، حتى لا تقضي على دور البقة التي ينتظر توسيع عملية إطلاقها بشكل دوري بعد ثلاث سنوات من بدء العملية في أكتوبر 2010 بمستغانم كأول خطوة على الصعيد الوطني. كما أكدت مصالح ذات المحطة قيام أخصائيين بالمتابعة الميدانية بشكل دوري لنتائج الحل البيولوجي ومراقبة تطور الحشرة الضارة إلى جانب مراقبة تأقلم البقة مع المناخ المحلي، وتأثير الفورومونات الموزعة منذ سنوات. وقد تم توزيع 14 ألف فورومون الموسم الماضي فيما فاق عددها 12 ألف فورومون قبل انتهاء الموسم الحالي الممتد بين شهري سبتمبر 2012 و جوان 2013. للإشارة، تعتبر الفراشة حفارة اوراق الطماطم أكبر خطر على المحصول وتدعى علميا بالتوتا أبسولوتا، وقد دخلت أولى أسرابها إلى الوطن منذ ثلاث سنوات بعد أن انتشرت في البلدان المجاورة كالمغرب وإسبانيا، وتعتبر أمريكا اللاتينية موطنها الأصلي. ويفسر انتشارها ارتفاع سعر الطماطم خلال السنوات الماضية. يذكر أن ولاية مستغانم معروفة بزراعة الطماطم في كامل أنحاء الولاية على طول السنة، حيث تنتشر البيوت البلاستيكية في بلديات عشعاشة وسيدي لخضر وأولاد بوغالم على الجهة الشرقية، بينما تزرع الطماطم الموسمية في بلديات سيرات بوقيرات وماسرى على الجهة الجنوبية. كما تزرع الطماطم المتأخرة في بلديات مزغران و حاسي ماماش وعين النويصي على الجهة الغربية، مستفيدة من الرطوبة.
