أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الاثنين، أنّ إدارته رفعت الحظر المفروض على مبيعات المعدات العسكرية لفيتنام، أحد آخر مخلّفات الحرب بين البلدين التي انتهت في 1975. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في العاصمة الفيتنامية هانوي إنّ مبيعات الأسلحة مازالت تخضع ”لشروط صارمة”، وأنّ إدارته ”رفعت حظر بيع الاسلحة لهانوي التي حققت تقاربا كبيرا مع واشنطن خلال العقدين الماضيين. وأضاف أن ”الدافع لقرار رفع الحظر ليس المسألة الصينية بل رغبتنا في إكمال عملية التطبيع الطويلة التي بدأناها مع فيتنام”. ومن جهته، قال رئيس فيتنام تران داي كوانج إن واشنطن قرّرت رفع الحظر على مبيعات الأسلحة الفتاكة لبلاده كليا. وأضاف كوانج: إنّ ”فيتنام تقدّر القرار الأمريكي برفع الحظر نهائيا عن مبيعات الأسلحة الفتاكة لفيتنام، والذي يعد دليلا واضحا على أن البلدين قاما بتطبيع العلاقات بينهما بشكل تام”. وكانت واشنطن سمحت في نهاية 2014 برفع جزئي لحظر شمل معدات دفاعية ”لغايات الامن البحري فقط”، مثل سفن الدوريات المسلحة. وكان أوباما وصل إلى فيتنام يوم الأحد في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية والاقتصادية مع عدو واشنطن السابق الذي تحوّل إلى محور استراتيجية البيت الأبيض واشنطن، لضبط ميزان القوة في آسيا. يشار إلى أن باراك أوباما سيكون الرئيس الأمريكي الثالث الذي يزور فيتنام بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 1995. ويرافق أوباما في جولته وزير الخارجية جون كيري الذي وصل قبله بساعات من ميانمار. ومن المقرر أن يزور أوباما أيضا مدينة هو تشي منه عاصمة جنوبفيتنام التي كانت تدعمها الولاياتالمتحدة والتي هزمت في الحرب. يذكر أنّ واشنطن تحوّلت إلى أكبر شركاء فيتنام التجاريين، وارتفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين من ملياري دولار في العام 2001، إلى ما يقارب 40 مليار دولار في العام الماضي. وفي السياق، أفادت وكالة شينخوا الصينية، أنه لا ينبغي أن يُعرّض تحسن العلاقات بين واشنطن وهانوي السلام والاستقرار في آسيا للخطر. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي وطأت فيه أقدام أوباما أرض فيتنام. وقالت الوكالة أن الصين ترحب بسعي فيتنام لتحسين علاقاتها مع أي دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدة، إلا أن مثل هذا التقارب يجب ألا تستغله الولاياتالمتحدة كأداة لتهديد، أو حتى إلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية لدولة ثالثة.