أجمعت تحليلات أمنية توالت في أوروبا عقب اعتداءات برشلونة الأخيرة، على استحالة التنبؤ بعمليات ما اصطلح عليه باستراتيجية ”الألف طعنة” أو ”الإرهاب منخفض الكلفة”، وهي عمليات قد يقوم بها عناصر خلايا نائمة أو متغلغلة، ومقاتلون عائدون من سوريا والعراق وقد اكتسبوا خبرة عسكرية، وحتى من تبنوا الفكر المتطرف من تلقاء أنفسهم على الإنترنت أو مختلون عقليا. أصدرت الشبكة السويسرية للإنذار حول التطرف تقريرا جديدا حول حجم التهديدات التي تواجهها أوروبا حاليا وبدأت تتجسد على أرض الواقع من خلال اعتداءات اتخذت الطابع الإرهابي ولكن نفذت فرديا، حيث أكد التقرير أن 5 آلاف أوروبي التحقوا بداعش منذ 2011 وأنهم بصدد العودة التدريجية إلى بلدانهم. وقد بدأت تتأكد عودة 3 آلاف عنصر منهم نساء وأطفال. وأشار التقرير إلى أن 30 بالمائة من الأوروبيين المقاتلين عادوا إلى بلدانهم فيما لا يزال 50 بالمائة منهم في سوريا والعراق قد يعودون تدريجيا بعد خسارة داعش لمعاقله في الدولتين. وتؤكد الشبكة السويسرية أن 42 ألف أوروبي من دول مختلفة توجه للانضمام إلى داعش، من كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد، وأن 20 بالمائة منهم قتلوا في المعارك. ورغم ذلك يفضل بعض الساسة الأوروبيين إلصاق تهمة الإرهاب بالمهاجرين، حيث جدد أمس النائب الفرنسي نيكولاس دوبون إينيا مطالبه لتطويق الإرهاب خاصة ما تعلق بالأجانب المقيمين في أوروبا أو تحديدا المهاجرين، وقال إنه ورغم توالي العمليات الإرهابية في أوروبا إلا أن الدول الأوروبية لم تع الدرس وأن المسؤولين لم يغيروا من سياساتهم ولا من قواعد اللعبة، مذكرا بمقترحاتهم لتطويق الإرهاب ومنها تشديد الضربات العسكرية على داعش في سوريا والعراق، وإلغاء اتفاقيات شنغن وتشديد الرقابة على الحدود والتوقيف الفوري للعائدين من سوريا والعراق، كما طالب بالطرد الفوري للمهاجرين الأجانب المتورطين في الجرائم ولو كانت صغيرة، وكل من ورد اسمه في قائمة المشبوهين، ومراقبة المصنفين في قائمة التطرف بالسوار الإلكتروني، وغلق المساجد التي تبث خطابات الكراهية وتحضير سجون جديدة، إضافة إلى الحرمان من الجنسية لكل أجنبي ورد اسمه في قضية إرهاب.