مع دخول الحملة الانتخابية للتشريعيات اليوم أسبوعها الثالث والأخير، تجد التشكيلات المتنافسة نفسها في منعرج الحسم ضمن ماراتون الإقناع، الذي يرتقب أن تشهد أشواطه النهائية، تكثيفا في خطاب استمالة الناخبين والعمل الجواري، الذي يرى فيه البعض الوسيلة الأمثل لكسب ثقة المواطن وتحسيسه بقرب المترشحين إليه، بينما يتوقع مراقبون الوصول خلال هذه الفترة لذروة التراشق السياسي والوعود الوردية. وترمي الأحزاب المنافسة خلال اسبوع الحسم كل ما في جعبتها من أوراق تعتبرها رابحة في خطاب استمالة المواطنين الذين بدوا غير آبهين بدليل غيابهم عن التجمعات الشعبية وعدم تفاعلهم مع برامج المترشحين لهذا الموعد الهام. ويعتبر مراقبون بأن الأحزاب السياسية قد وفرت خطاباتها وجهودها الميدانية إلى غاية بدء العد التنازلي لنهاية الحملة الانتخابية الذي يسبق الدخول في فترة الصمت تحسبا لاقتراب موعد الرابع ماي اين سيكون الفصل عبر صناديق الاقتراع. ولن يدخر خطاب التشكيلات المنشطة للحملة الانتخابية، خلال الاسبوع الاخير، أي ملف أو ورقة من الأوراق الرابحة التي يمكن أن يعوّل عليها، للتعبير عن الاهتمام بخدمة مصالح الشعب والاستجابة لانشغالاته الرئيسية. فمن ورقة الشباب إلى ورقة دعم الاقتصاد الوطني وتحسين المستوى المعيشي، ودعم المكاسب الاجتماعية للجزائريين، إلى الالتزام بخدمة تطلعات الشعب، والتكفل بتحسين مستوى التعامل مع كل هذه الملفات الحسّاسة، وغيرها من الملفات التي ستعمل وفق تعهداتها على معالجة النقائص المطروحة فيها، لتلتقي في رسائل مشتركة، تعد في مجملها بزرع الأمل في نفوس الجزائريين، وتدعو إلى نبذ اليأس والإحباط والثقة في النخب التي تقترحها لتمثيل الجزائريين وحمل همومهم والاستجابة لتطلعاتهم. ومن المرتقب أن يبلغ التراشق السياسي بين قادة الاحزاب اوجه بعدما انطلق فعليا في الاسبوع الثاني من الحملة الانتخابية بين الغريمين الافلان والارندي من جهة، وبين الإسلاميين والديمقراطيين من جهة اخرى، في سياق خطة للفت انتباه المواطنين. بدورها، ستعرف تجارة الوعود الوردية ازدهارا في هذا المنعرج الاخير من اجل خطب ود المواطنين، اين يرتقب أن تركز الاحزاب جهودها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر برامجها على اوسع نطاق، مع إطلاق العنان للغة الوعود والالتزامات والإغراءات في الفضاء الافتراضي الذي شهد مراقبون قلة تفاعله من الاستحقاق المقبل، رغم الكم الهائل من الصفحات المخصصة للغرض.