شكّلت مسألة حماية التراث الوثائقي، لاسيما منها المخطوطات بميزاب ونقلها إلى الأجيال الصاعدة ونشرها، محور يوم تحسيسي نظم بغرداية بمبادرة من الجمعية الثقافية الشيخ أبي إسحاق أطفيش ، بالتعاون مع مديرية الثقافة بالولاية. ويتوخى من هذه المبادرة التي نظمت في إطار فعاليات شهر التراث تحسيس السكان المحليين حول ثراء التراث الوثائقي لاسيما منه المخطوطات النادرة وغير المنشورة وأهمية المحافظة عليها ووضعها في متناول الشباب، حسبما أوضح مدير الثقافة بالولاية. ويندرج هذا اليوم التحسيسي أيضا في إطار مشروع مخطوط ميزاب2 المدرج ضمن برنامج دعم وحماية وتثمين التراث الثقافي بالجزائر ضمن اتفاقية ممضاة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2012، مثلما أضاف ذات المسؤول. وتهدف هذه المبادرة كذلك إلى استرجاع المخطوطات القديمة والنادرة ووضعها في متناول الاستعمال لفائدة الأجيال الحاضرة والمستقبلية وهو الرأسمال التاريخي الفريد من نوعه والتراث الثقافي الذي لا تقدر قيمته بثمن، كما ذكر من جهته، الخبير الرئيسي للتراث الثقافي بوحدة الدعم للبرنامج، أليكسي كاسترو، وأضاف: هدفنا يتمثل في الرفع من مستوى الوعي بخصوص إشكالية المخطوطات النادرة وغير المنشورة التي يحتفظ بها أعضاء المجتمع والمعرضة لأخطار متعددة تهددها ، مشددا بأن حمايتها تتطلب مخطط استعجالي لمرافقة جهود الجرد والمحافظة. وذكر كاسرو بالمناسبة، أن ما لا يقل عن ثمانية عشرة مشروعا للحماية وتثمين للتراث الثقافي وجه لفائدة الجزائر والتي سيتم مرافقتها من قبل برنامج الدعم بهدف المحافظة وترقية هذه الكنوز التراثية، لاسيما منها المخطوطات والوثائق ذات الأهمية والقيمة التاريخية. وتزخر منطقة غرداية بأكثر من 12.440 مخطوط تم جرده من قبل جمعيتنا من ضمنها 7.300 مخطوط متكفل به للمحافظة عليه وحفظه ، حسبما أوضح من جهته، عضو بجمعية الشيخ أبي إسحاق أطفيش ، محمد الحاج سعيد، وأضاف: تكعف جمعيتنا منذ عدة سنوات على إحصاء هذه المخطوطات الثمينة بهدف المحافظة عليها وحفظها من أخطار التدهور السريع المعرضة لها، لاسيما منها الأخطار المناخية والتدهور الناجم من تصفح هذه الوثائق القديمة. وأكد الحاج سعيد أن المحافظة على هذا الموروث الوثائقي القديم والثمين لا يمكن تحقيقها دون انخراط مجموع الفاعلين في المجتمع وتشجيع الذين يملكون هذه الوثائق والمخطوطات العائلية لوضعها في متناول أعضاء الجمعية بغرض توفير الشروط الملائمة لحفظها. وأعرب أعضاء برنامج دعم وحماية وتثمين التراث الثقافي الجزائري عن تثمينهم لدرجة اهتمام أعضاء الجمعية بخصوص إعداد وتنفيذ المشاريع وتكريس ثقافة المحافظة على التراث الوثائقي القديم في أوساط سكان غرداية. وتم خلال هذا اليوم التحسيسي حول المخطوطات وغيرها من الوثائق القديمة إلقاء سلسلة من العروض تناولت بالخصوص جهود رقمنة تلك المخطوطات القديمة وطرق ترميمها وحول ضرورة وضع مخبر يتوفر على كافة التجهيزات الدقيقة التي تمكن من المحافظة على أصل ونوعية الوثائق التاريخية، وفق المعايير العالمية.