على هامش أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يلتقي بالرئيس السنغالي    امتحانا التعليم المتوسط والبكالوريا: تحديد تواريخ سحب الاستدعاءات    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: التوقيع على 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين جزائريين وموريتانيين    في حملة وطنية أطلقت أمس للتوعية بمخاطرها: تحذير من الاستعمال السيّئ لوسائط التواصل الاجتماعي    الرئيس الصحراوي يؤكد مواصلة الكفاح لغاية نيل الحرية    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    ما سيسمح بوصول التغطية إلى 100 بالمئة: مساع لربط 467 سكنا بالغاز في بوراوي بلهادف بجيجل    الرئيس تبون يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتها أمام التاريخ ويؤكد: البشرية فقدت في فلسطين المحتلة كل مظاهر الإنسانية    تواصل مساعيها الدبلوماسية لفضح الصهاينة و وقف العدوان على غزة    باتنة على موعد مع الطبعة الرابعة: مهرجان إيمدغاسن الدولي يحتفي بنجوم السينما الجزائرية    اليوم العالمي لحرية الصحافة: عميد جامع الجزائر يدعو للتصدي للتضليل الإعلامي الغربي    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    الرئيس تبون.. جهود كبيرة في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي    الجزائر الجديدة.. حركية كبيرة وتدابير تشجيعية    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي    الصحافة الوطنية تلعب دورا كبيرا في المشهد الإعلامي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    وسام مالي لمصطفى براف    تحضير المراسيم الجديدة الخاصة ب"عدل 3"    "طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية        الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    26 مراقبا في دورة تكوينية    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    رخروخ: الجزائر مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز حضورها الاقتصادي اقليميا وقاريا    السيدة كريكو تبرز "المكانة المرموقة" التي تحظى بها المرأة ضمن المشروع المؤسساتي لرئيس الجمهورية    الدرك الوطني يحذر من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الانترنت    أم البواقي : افتتاح التصفيات الجهوية لمسرح الطفل بمشاركة 11 ولاية    الأمين العام لحركة النهضة من برج بوعريريج: لا بديل عن الانتخابات الشفافة والنزيهة في اختبار من يقود البلاد    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاء بمناسبة الذكرى ال93 لتأسيسها    منشآت رياضية : بلعريبي يتفقد أشغال مشروع ملعب الدويرة    المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تدعو إلى الاستمرار في النضال في وجه التحديات    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية بعين الدفلى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد غياب عن الساحة دام قرابة عشرية
نشر في النصر يوم 09 - 05 - 2012

كناري تبسة يحلق في سماء ما بين الجهات و يحط في عش الهواة
نجح إتحاد تبسة في صنع الحدث باقتطاعه تأشيرة الصعود إلى بطولة وطني الهواة، في إنجاز يعتبر خطوة نحو الأعلى في رحلة بحث الكناري عن أمجاده الضائعة، سيما بعد تدحرجه إلى غياهب القسم الجهوي الثاني، بسبب أزمة غياب سلطان المال و كذا الرجال. العزوف الجماعي عن حمل المشعل أجبر مجموعة من الغيورين على تحمل المسؤولية لإنقاذ الاتحاد من الاندثار و الزوال، مع وضع إستراتيجية عمل قوامها الإستقرار على جميع الأصعدة، و محاولة ضمان الإستمرارية في العمل، و هي السياسة التي أتت بثمارها، مادام الإتحاد التبسي قد نجح في إقتطاع تأشيرة الصعود في 3 مناسبات خلال المواسم الأربعة الأخيرة، وهو ما جعل الفريق يستعيد شعبيته التي فقدها لسنوات، بدليل أن معظم لقاءاته أصبح تجرى بحضور نحو 25 ألف مناصر، و كل المدينة تتزين باللونين الأصفر و الأسود.
هذا الإنجاز اعتبره المتتبعون مفاجئا، لأن الكناري لم يكن مرشحا في بداية الموسم للتنافس على تأشيرة الصعود، بالنظر لتواجد منشطين تقليدين أمثال ترجي قالمة، هلال شلغوم العيد، إتحاد الحجار و شباب الميلية، إضافة إلى أن الكناري كان من بين الضيوف الجدد بعد صعوده من الجهوي، ومع ذلك ظهر في ثوب الكبار ودخل المنافسة بقوة، حيث ظل يتابع السباق عن كثب، ليتربع على عرش المقدمة في بداية مرحلة العودة، واحتكرها إلى غاية خط النهاية، ليلتحق بحظيرة ما بين الجهات، بعد اختطافه التأشيرة من ترجي قالمة، الذي كان يسبقه ب 7 نقاط.
صعود الكناري كان ثمرة السياسة الناجحة للجنة المسيرة بقيادة الرئيس سليم معلم، والتي ضبطت في بداية عهدتها خارطة طريق لرحلة بحث الإتحاد التبسي عن أمجاده.
الفريق للتذكير تأسس سنة 1936، و كان في بداية التسعينيات من منشطي بطولة الوطني الثاني، إلى أن حقق حلم اللعب في القسم الوطني الأول موسم 1998 / 1999 بعد اعتماد بطولة وطنية بفوجين، لكن تجربة الكناري مع الكبار لم تدم سوى موسما واحدا بسبب اعتماد نظام جديد للمنافسة، ليعود الإتحاد إلى الدرجة الثانية و يفقد هيبته مع مرور السنوات، بسبب مشكل المال و الديون المتراكمة، و قد تواصل السقوط الحر لثلاث مواسم متتالية، ليبلغ حد القسم الجهوي الثاني لرابطة عنابة، ما حرك مشاعر بعض الغيورين، و كانت هذه المحطة المنعرج في تاريخ النادي، بعد العزوف الجماعي عن رئاسته، ليجد معلم نفسه مجبرا على حمل المشعل، في محاولة لإنقاذ الكناري من الزوال، حيث سطر جملة من الأهداف على المديين القصير و المتوسط، والبداية بتخليص الفريق من هاجس الديون، والخروج بالإتحاد من الأقسام السفلى والرهان على التكوين، ليحقق إثرها الإتحاد الصعود في 3 مناسبات ويحط الرحال بحظيرة وطني الهواة، في انتظار الالتحاق بالرابطة المحترفة الثانية، كون التبسية يحلمون من الآن بمواصلة المشوار بنفس الديناميكية والتنافس الموسم القادم على تأشيرة الصعود، مادامت مؤشرات النجاح قد لاحت في الأفق، في ظل تلويح الطاقم المسير بالبقاء لعهدة ثانية.
سليم معلم (رئيس النادي)
الصعود كلفنا 2,3 مليار وبقائي مرهون بشروط
في البداية ما هو شعوركم بعد تحقيق الصعود؟
الحقيقة أن صعود الفريق إلى بطولة وطني الهواة لم يكن " هدية " تلقتها الكرة التبسية، بل كان ثمرة تضحيات جسام قدمتها كل الأطراف، من لاعبين، طاقم فني، مسيرين و أنصار، لأن الضغط النفسي كان رهيبا طيلة الموسم، و تواجد الفريق في الصدارة طيلة مرحلة العودة جعل " السيبسبانس " يطول، في ظل تشبث ترجي قالمة بالأمل، لكن نجاحنا في التتويج يدفعنا إلى الإطمئنان أكثر، كوننا حققنا الهدف الذي سطرناه منذ تولينا رئاسة النادي قبل 4 سنوات.
لكنكم حملتم المشعل و الفريق في الجهوي الثاني؟
موافقتي على رئاسة النادي كانت حتمية، و سببها الظروف العصيبة التي مر بها الإتحاد، إلا أن ذلك لم يمنعني برفقة المكتب المسير من تسطير برنامج عمل يرمي إلى إخراج الفريق من البطولات الجهوية، لأنني أعشق منذ الصغر " الكناري "، و لم أتخل عنه إطلاقا، و قد حاولنا قدر المستطاع تحقيق الهدف المسطر، حيث ضاع الصعود من الإتحاد في أول موسم له في الجهوي الأول لرابطة عنابة، إلا أننا تداركنا الوضع بعد ذلك، و الصعود إلى وطني الهواة كان عن جدارة و إستحقاق.
ألم يراودكم الشك لحظة بأن الصعود سيكون حليف فريق آخر؟
ما هو مؤكد أننا كنا قد حضرنا بجدية للموسم، حيث إحتفظنا بالنواة الأساسية للتعداد، مع تدعيمها ببعض العناصر التي لها خبرة أمثال عثماني، لبو و الحارس جاب الخير، مع محاولة توفير كافة الظروف المواتية للعمل بالنسبة للطاقم الفني و اللاعبين، لكن ذلك لا يعني بأننا فكرنا في الصعود منذ الجولة الأولى، لأن اللعب في المجموعة الشرقية " صعب " للغاية، بالنظر إلى الطابع الذي تكتسيه معظم المباريات، إلا أن النتائج الإيجابية التي سجلناها خارج تبسة دفعتنا النظر لمستقبل الفريق من زاوية التفاؤل، خاصة بعد إنهاء مرحلة الذهاب في المركز الثاني، بفارق نقطة عن ترجي قالمة، لأن رزنامة الإياب كانت تخدم " نظريا " فريقنا، فضلا عن كون اللاعبين تحرروا من الضغوطات النفسية المفروضة عليهم، و تحقيقهم تسعة إنتصارات متتالية ساعد الفريق على المحافظة على فارق 5 نقاط إلى غاية مقابلة الموسم بقالمة، حيث كانت نتيجة التعادل المسجلة كافية لطمأنتنا على الصعود، رغم أن المنافسة تواصلت إلى الجولة ما قبل الأخيرة من المشوار.
وماذا عن تكاليف هذا الإنجاز؟
لا أخفي عليكم شيئا إذا قلت بأن التكلفة الإجمالية لصعود إتحاد تبسة إلى وطني الهواة قدرت بمليارين و 3000 مليون سنتيم، و هو المبلغ الذي خصصنا شطرا منه لتسديد جزء من ديون المواسم الفارطة، المتعلقة بالإطعام و النقل، كما أننا كنا قد سوينا الوضعية المالية للاعبين في بداية الموسم الجاري، بعد نجاحهم الموسم المنصرم في الصعود من جهوي عنابة ، وكذا المتعلقة بهذا الموسم، منها علاوات المباريات، و منح الإمضاء، رغم أن الإعانات التي تلقاها النادي من السلطات المحلية التي لا تتجاوز في مجملها مليار و 100 مليون سنتيم، منها دعم من البلدية، و آخر من المجلس الولائي، إضافة إلى حصة الإتحاد من ميزانية الصندوق الولائي، لكن تواجد الفريق في وضعية مناسبة لتحقيق الصعود أجبر بعض الغيورين من رجال المال و الأعمال و كذا المقاولين، و حتى المناصرين البسطاء على تدعيم التشكيلة إلى غاية النجاح في تحقيق الهدف المسطر.
ما هي وضعيتكم تجاه الفريق بعد تحقيق الصعود و نهاية العهدة الأولمبية ؟
تقديم الاستقالة أمر مفروغ منه بحكم نهاية العهدة الأولمبية، لكنني سأعقد الجمعية العامة في غضون أسبوعين على أقصى تقدير، و ذلك لتقديم حصيلة نشاط عهدة كاملة، مع فتح باب الترشيحات أمام أعضاء الجمعية العامة، و لو أن الأمور شبه محسومة، لأننا وضعنا نصب أعيننا مستقبل النادي في المقام الأول، و نجاح السياسة التي إنتهجناها تجبرنا على البقاء على رأس الإتحاد لعهدة أخرى، شريطة الإحتفاظ بأعضاء المكتب المسير الحالي، مع تدعيمه بوجوه جديدة قادرة على إعطاء الإضافة المطلوبة، و كل شيء يبقى مرهونا بقرارات الجمعية العامة.
يفهم من كلامكم بأنكم شرعتم في التفكير مبكرا في الموسم المقبل ؟
لقد تحدثنا مع اللاعبين و الطاقم الفني في هذا الشأن منذ نحو أسبوعين، حيث أكدنا لهم بأننا نعتزم مواصلة العمل بنفس المجموعة الموسم القادم، مع تلميحنا إلى النية في تجديد الثقة في المدرب سعدان فلاح، و الإحتفاظ بالنواة الأساسية للتشكيلة التي حققت الصعود، مع تدعيمها ببعض العناصر التي لها خبرة طويلة في الميادين، غير أن الأمور الرسمية تبقى معلقة إلى غاية إنعقاد الجمعية العامة، رغم أننا نراهن على الإستقرار و محاولة ضمان الإستمرارية في العمل.
هل من كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار ؟
ما يمكن أن أقوله هو أن سقوط وفاق تبسة إلى الجهوي أثر كثيرا في نفسيتي، لأننا كنا نأمل في نجاح الفريق الثاني للمدينة بضمان بقائه في قسم ما بين الجهات، لكن ما باليد حيلة، و هذه " الصدمة " التي أفسدت فرحتنا بالصعود، لأن الوفاق له مكانته في الساحة الكروية بالولاية، و تمنياتنا له بالعودة السريعة إلى هذا القسم، لأن النشاط الكروي بالمدينة إنتعش بصعود " الكناري " إلى وطني الهواة.
سعدان فلاح (مدرب الفريق)
الصعود مستحق و لم يكن هدية من أحد
إعتبر المدرب سعدان فلاح صعود إتحاد تبسة إنجازا مستحقا بالنظر إلى المشوار الذي قطعه الفريق، موضحا في هذا الصدد بأن كل المؤشرات الأولية كانت توحي بأن الإتحاد باستطاعته الذهاب بعيدا في البطولة، خاصة و أن تحضيرات التشكيلة كانت في المستوى، و وفق البرنامج المسطر من قبل الطاقم الفني، فضلا عن كون التعداد عرف تدعيما حسب حاجيات الفريق، مادامت الإدارة قد قررت مواصلة العمل بنفس المجموعة التي ساهمت في الصعود من الجهوي، و عليه فإن الصعود كان بفضل تضحيات كل الأطراف الفاعلة في محيط الفريق و ثمرة المجهودات المبذولة ميدانيا، و لم يكن هدية من أي طرف آخر، و تحقق على أرضية الميدان بعيدا عن نشاط الكواليس.
وأشار فلاح في هذا السياق إلى أن إنطلاقة الإتحاد كانت بهزيمة في القرارم، إلا أنها لم تؤثر على معنويات اللاعبين، بدليل أن التشكيلة سجلت أربعة انتصارات متتالية، والمشكل كان في اللقاءات التي لعبت بتبسة، حيث أن عدم صلاحية أرضية الميدان كان من بين أبرز العوائق التي حالت دون تمكين التشكيلة من تقديم أفضل مردود ممكن، إلى درجة أن الكناري تلقى هزيمتين على أرضية ملعبه ، واحدة في الديربي أمام الوفاق، و الأخرى على يد ترجي قالمة، مع تعادل أمام مولودية بلدية قسنطينة، وهي النتائج السلبية استطر محدثنا " التي تزامنت ومرور الفريق بفترة فراغ كان من الصعب الخروج منها، سيما و أنها انعكست سلبا على وضعية الإتحاد في سلم الترتيب، كونه تدحرج إلى المركز الرابع بفارق 6 نقاط عن الرائد، لكن تسلح اللاعبين و الطاقم الفني بالإرادة، و الإصرار على رفع التحدي مكن الفريق من العودة بقوة إلى الواجهة".
إلى ذلك أوضح فلاح بأن المأمورية لم تكن سهلة، لأن السباق على الصعود كان شاقا، و التنافس كان بين مجموعة من الفرق، قبل إنفصال الإتحاد و ترجي قالمة عن باقي الكوكبة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن إستسلام بعض الفرق للأمر الواقع كاد أن يكلفها السقوط إلى الجهوي، بدليل أن نجم القرارم الذي ظل يطمح للصعود لم يضمن بقاءه سوى بالتعادل في الجولة الأخيرة، وهو ما يدل حسبه على أن التنافس كان على أشده، كون الفرق الأخرى كان تتنافس لضمان البقاء، في حين تسابق ترجي قالمة و إتحاد تبسة على تأشيرة الصعود.
و أكد فلاح بأن نتيجة التعادل المسجلة في قالمة في مرحلة العودة كانت حاسمة في أمر الصعود، و هي نتيجة تبقى على حد قوله منطقية بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به كل فريق، كما أن إتحاد تبسة نجح في تسجيل عشرة إنتصارات متتالية قبل لقاء الموسم، الأمر الذي إنعكس بالإيجاب على معنويات اللاعبين، وجعلهم يكسبون المزيد من الثقة بالنفس و الإيمان بقدرتهم على العودة من قالمة بتأشيرة الصعود.
و عن مستقبله مع الفريق لم يتردد فلاح في القول بأنه حقق الهدف الذي كان قد سطره مع الإدارة، و أنه يفضل أخذ قسط من الراحة لإسترجاع الأنفاس بعد مشوار ماراطوني، قبل التفكير بجدية في مستقبله مع الإتحاد، رغم أنه اللجنة المسيرة عرضت عليه فكرة البقاء لمواصلة مهامه للموسم الثاني على التوالي.
الأنصار صنعوا أجواء مميزة
تبسة تستعيد هوس الكرة الذي فقدته لمواسم طويلة
مما لا شك فيه أن كل زائر لمدينة تبسة طيلة الموسم المنقضي يقف للوهلة الأولى على المكانة المرموقة التي يحظى بها " الكناري " في قلوب أنصاره، خاصة بعد نجاح الفريق في تسجيل سلسلة من النتائج الإيجابية في بطولة ما بين الجهات، و بقائه طرفا بارزا في معادلة الصعود ، لأن " الحلم " كبر مع مرور الجولات و الأسابيع، و تجسيده ساهم بصورة مباشرة في عودة علاقة الود بين الإتحاد و أنصاره الذين كانوا قد غابوا عن الساحة لنحو عشرية كاملة، بسبب تراجع النتائج، و كأن مدينة تبسة عاشت هذه السنة على وقع إنتفاضة " كروية " صنعها الإتحاد بعد ركود لمواسم عديدة متتالية، حيث أن " النكسة جعلت الفريق في المواسم الماضية يجري لقاءاته الرسمية أمام مدرجات شاغرة، و الكل يتذكر مباراة ترسيم السقوط من بطولة ما بين الرابطات قبل 6 سنوات، و التي كانت بتبسة أمام شباب الميلية، و التي جرت بحضور 50 مناصرا، من بينهم الرئيس الحالي سليم معلم و إبنه الصغير سيف الدين، لكن عودة " الكناري " إلى التغريد بنغمة الإنتصارات، في رحلة البحث عن الأمجاد الضائعة كانت كافية لجلب أكبر عدد ممكن من الأنصار، و معظم المباريات أصبحت تجرى بحضور ما لا يقل عن 15 ألف مشجع، فضلا عن كون الشوارع تكتسي كل جمعة حلة مميزة ، يمتزج فيها اللونان الأسود و الأصفر بالرايات و الأعلام الوطنية ، الأمر الذي جعل عاصمة الولاية ال 12 تستعيد " هوس " كرة القدم، الذي تجردت منه منذ عشرية من الزمن، و " سيناريو " لقاء كأس الجزائر أمام وفاق سطيف يبقى أفضل عرس عاشته المدينة، من دون الإنقاص من الأجواء التي صنعها الأنصار في معظم لقاءات البطولة، خاصة المباراة الأخيرة في عقر الديار أمام نجم بوعقال، كما أن الأنصار ساهموا بصورة مباشرة في تحقيق حلم الصعود، كونهم رافقوا تشكيلتهم في جميع المباريات التي جرت خارج الديار.
15 مليار سنتيم لترميم مركب 04 مارس
إذا كانت إشكالية عدم صلاحية أرضية مركب 04 مارس قد صنعت الحدث طيلة الموسم الكروي المنقضي، و دفعت بالمناصرين إلى حد القيام بحركات إحتجاجية لمطالبة السلطات المحلية بالترخيص لفريقهم بالإستقبال بملعب مختار بسطانجي، فإن المؤكد أن " الكناري " لن يغير مكان إستقبال ضيوفه الموسم القادم، لأن مركب 04 مارس إستفاد من مشروع لتهيئة الأرضية، و كذا ترميم باقي الملاحق، في عملية رصد لها غلاف مالي بقيمة 15 مليار سنتيم، و الأشغال من المرتقب أن تنطلق في غضون الأيام القليلة المقبلة.
هذا ما كشف لنا عنه رئيس النادي سليم معلم، و الذي أوضح في معرض حديثه بأن إشكالية الملعب طرحت بحدة على طاولة السلطات المحلية، مادام صعود الإتحاد يجعل الإستقبال بملعب بسطانجي أمرا شبه مستحيل، لأن بطولة وطني الهواة تستقطب آلاف الأنصار، و طاقة إستيعاب ملعب بسطانجي لا تتجاوز 10 آلاف مناصر، مما دفع بالجهات المعنية إلى برمجة عملية تهيئة و تجديد على مستوى مركب 04 مارس تحسبا للموسم الكروي الجديد.
قالوا عن الصعود
أحسن بوزغاية (رئيس فرع كرة القدم)
" الأكيد أننا لم نكن نحلم بتحقيق العودة السريعة إلى وطني الهواة، لأن الفريق كان قد تراجع بشكل ملفت للإنتباه بسبب المشاكل المادية، لكننا حاولنا الإستثمار في حماس بعض المجموعة من المسيرين لتحقيق الهدف المسطر، و قد كان لنا ما أردنا، لأن إتحاد تبسة فريق عريق، و لا يستحق اللعب في الأقسام الدنيا، و التجربة المريرة التي عشناها في السنوات الماضية ستكون درسا قاسيا لا بد أن نستخلص منه العبر"
الحاج العمري خليف (رئيس سابق للنادي)
" مما لا شك فيه أن كل سكان ولاية تبسة فرحوا كثيرا بهذا الإنجاز، لأن " الكناري " يبقى أفضل سفير للكرة بالولاية، و النتائج الإيجابية التي سجلها الفريق في بداية هذا الموسم أجبرنا كغيورين على تقديم يد المساعدة للطاقم المسير و اللاعبين، من أجل المساهمة في تحقيق الصعود، لأنني شخصيا كنت قد إنسحبت من الساحة، إلا أن وضعية الإتحاد ترغمني في كل موسم على التقرب من اللجنة المسيرة، و ذلك ليس معناه نيتي في الإنضمام إلى المكتب المسير، لأن قراري لا رجعة فيه، و سأبقى تحت تصرف المسيرين ".
سفيان جاب الخير (حارس المرمى)
" صعودنا كان مستحقا، لأن إتحاد تبسة كان أحسن فريق في البطولة، و النتائج المسجلة كانت ثمرة العمل الجاد الذي قام به اللاعبون و الطاقمين الفني و المسير، دجون تجاهل الدور الكبير الذي لعبه الأنصار، لأن تواجد الآلاف منهم في المدرجات في كل المباريات حفزنا على تقديم أفضل المستويات، و تسجيل سلسلة من الإنتصارات كانت ثمارها تأشيرة الصعود إلى بطولة وطني الهواة ".
الربيع صالحي (هداف الفريق)
" ما هو مؤكد أن كل أنصار الإتحاد لم يكونوا يحلمون بنجاح الفريق في تحقيق الصعود من الجهوي الثاني إلى وطني الهواة في أربع سنوات، لكن سياسة العمل المنتهجة ساهمت بقسط كبير في ضمان الإستقرار و خلق جو ملائم بين اللاعبين و الطاقم المسير من أجل العمل بجدية لتحقيق الأهداف المسطرة، كما أن العودة القوية للأنصار إلى المدرجات دفعتنا إلى بذل قصارى الجهود لبلوغ الغاية المرجوة، و الصعود يبقى أغلى هدية يمكن تقديمها لأنصار الكناري في نهاية هذا الموسم ".
بوبكر عثماني (مهاجم)
" الحقيقة أنني كنت قد تحمست على اللعب لإتحاد تبسة قبل بداية الموسم بعدما لمست رغبة المسيرين في لعب ورقة الصعود، و عند إلتحاقي بالفريق وجدت مجموعة منسجمة تضم لاعبين سبق لهم اللعب في الوطني الأول أمثال بن عرفة و حسان غناية، فضلا عن عناصر شابة تحدوها عزيمة كبيرة للتألق، و قد عملنا بجدية كبيرة من أجل تحقيق الهدف المسطر، و قد كنا الأفضل في البطولة، بدليل الإنتصارات المتتالية التي سجلناها، رغم أن المستوى كان متقاربا، و معظم الإنتصارات التي حققناها كانت بفضل عامل الخبرة، و ذلك في الأشواط الثانية من اللقاءات "
وليد بن عرفة (قائد الفريق)
" إن نجاحنا في إقتطاع تأشيرة الصعود لم يكن بالأمر السهل، لأن المنافسة كانت شاقة بتواجد فرق عريقة، يتقدمها ترجي قالمة الذي ظل يطاردنا إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة، لكننا تحدينا كل العقبات و حققنا الحلم الذي راود أنصارنا، لأن إتحاد تبسة كان ضحية الأزمة التي مر بها في السنوات الماضية، و الرغبة الجامحة التي أبداها المسيرون الحاليون في العودة بالفريق إلى الواجهة دفعتنا كلاعبين إلى التجند من أجل المساهمة في رفع التحدي و تحقيق الصعود، بدليل أنني وافقت على تقمص ألوان الإتحاد لما كان في الجهوي، و الصعود إلى وطني الهواة يفتح لنا الأبواب للتفاؤل بالمستقبل"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.