صدمة فشل الترجي خلفت انتكاسة جماعية لفرق الولاية لم يكن الموسم المنقضي موفقا بالنسبة للكرة القالمية، بدليل أن جميع ممثلي الولاية أخفقوا في تحقيق حلم الصعود الذي ظل يراود آلاف الأنصار، والنكسة كانت كبيرة في نهاية المشوار، لأن الفشل كان جماعيا والحصاد كان كارثيا، إلى درجة أن مديرية الشباب والرياضة لن تجد فريقا لإدراجه في قائمة المعنيين بتكريمات نهاية السنة الرياضية، من أصل 29 فريقا كرويا يزاولون نشاطهم، عدا بطل الولاية نادي الحماية المدنية، والذي يبقى تكريمه أوتوماتيكي باعتباره متوج بلقب منافسة ولائية، لتبقى المواسم تمر تباعا و الكرة القالمية تفقد هيبتها ومكانتها بتوالي النكسات، و بقاء الأنصار يتحسرون على فرقهم ونتائجها، دون المبادرة إلى محاولة تشخيص الأسباب الحقيقية التي تبقى وراء هذا الفشل الجماعي، مادام مشكل التمويل لم يعد مطروحا. قراءة : صالح فرطاس السرب أهدر فرصة العمر و الصراعات تنخر جسده أكبر انتكاسة للقالميين تبقى الصدمة التي تسبب فيها السرب الأسود، لأن الجميع كان يراهن على هذا الموسم لقطع خطوة أولى في رحلة البحث عن أمجاد الترجي الضائعة، سيما بعد مبادرة الوالي إلى تنظيم "تيليطون" على مرحلتين، تم خلاله جمع قرابة 4 ملايير سنتيم لفائدة ترجي قالمة، ما اسقط حجة شح مصادر التمويل من قاموس الإدارة، وزاد في تفاؤل الأنصار الذين عادوا بقوة إلى المدرجات، و كلهم أمل في نجاح التشكيلة في تجسيد حلم الصعود إلى حظيرة وطني الهواة عبر بوابة المجموعة الشرقية لبطولة ما بين الجهات، وهو الحلم الذي كان قابلا للتجسيد، على اعتبار دخول الترجي مباشرة في صلب الموضوع، وتصدر البطولة بفارق 5 نقاط عن أقرب المطاردين، فضلا عن تتويجه باللقب الشتوي، لكن المعطيات تغيرت في النصف الثاني من المنافسة، بطفو مشاكل و صراعات داخلية كانت عواقبها التنازل عن أريكة الريادة للغريم إتحاد تبسة في مرحلة الحسم، لتكون نهاية المشوار على وقع الحسرة والندم، بعدما أهدر الترجي فرصة العمر بسبب خلافات هامشية غذتها حرب الزعامة في محيط المكتب المسير، و كثرة " القيل و القال " في الشارع، مع نشر الغسيل في وقت كان فيه التبسية يخططون بدقة بحثا عن السبيل الأمثل المؤدي إلى منصة التتويج، حيث انتزع الكناري تأشيرة الصعود و جعل ولاية قالمة تعيش على وقع حمى الصراعات التي تبقى مجرد بكاء على الأطلال، لأن عهد ترجي الأمجاد قد ولى و الفريق الذي توج قبل 57 سنة بكأس شمال إفريقيا لا يستحق أن يحتضر بهذه الكيفية، ولا يوجد أي مجال للمزاوجة بين صفحة التاريخ المجيد و ما يعيشه الفريق في السنوات الأخيرة، مادام الترجي أصبح ينشط في المستوى الرابع، مع منافسين أغلبهم يمثلون بلديات و قرى و أحياء بالولايات الكبرى، على غرار حي الجسر الأبيض بعنابة، حي بوعقال بباتنة و حي حمة لولو بسوق أهراس. هذه الوضعية وخزت المشاعر ودفعت ببعض قدماء اللاعبين إلى التحرك والتخطيط لسحب الثقة من اللجنة المسيرة الحالية، في سيناريو تعودت عليه الساحة الكروية القالمية. "القلعة" انهارت في منعرج الموسم و حضور رمزي لبومهرة و البوليس إلى ذلك فقد لاحقت النكسة فرق الولاية في بطولة الجهوي الأول الممثلة فيه ب 3 فرق، يتقدمهم أولمبي قلعة بوصبع الذي كان من أكبر المرشحين للظفر بتأشيرة الصعود إلى حظيرة ما بين الجهات، سيما و أن القلعة سجلت نتائج جد إيجابية نصبتها ضمن كوكبة الصدارة منذ بداية المشوار، و ظلت في دائرة السباق إلى غاية الجولات ال 5 الأخيرة، وكانت هزيمتها في قمة الموسم بسدراتة بمثابة الضربة القاضية على الحلم، وكانت حسرة أنصار الأولمبي كبيرة بعد إهدار فريقهم 4 نقاط داخل القواعد خلال مرحلة الذهاب، أمام كل من إتحاد سدراتة و نجم العقلة. أما شباب هيليوبوليس فظل وفيا لتقاليده لأنه سجل انطلاقة محتشمة، لكنه عاد بقوة في منتصف المشوار، والتحق بكوكبة المعنيين بحسابات الصعود، لكنه لم يتمكن من مسايرة الريتم في منعرج الحسم، فإضطر إلى رفع الراية البيضاء واكتفى باحتلال مرتبة مشرفة، حاله حال أولمبي بومهرة الذي كان مسيروه يعلقون آمالا عريضة على جعل هذا الموسم للتويج، سيما و أن البلدية كانت قد خصصت قيمة مالية محترمة للفريق، لكن الأحلام سرعان ما تبخرت، لأن النتائج لم تكن تتماشى والطموحات، فلازم أبناء "بيتي" وسط الترتيب طيلة الموسم. نكسة الميل الأخير تطارد آمال قالمة لسادس موسم على التوالي " الفشل " القالمي كان كبيرا في بطولة الجهوي الثاني لرابطة عنابة، لأن 5 فرق من بين الثمانية التي حملت راية تمثيل الولاية في هذا القسم ظلت تتسابق على تذكرتي الصعود، لكن نهاية المشوار كانت على وقع " الأحزان "، لأن آمال قالمة كان أبرز مرشح للتويج باللقب على مستوى الفوج الأول، غير أن تعادله داخل القواعد في مقابلة الموسم ضد الغريم الوحيد شباب بن باديس جعل " كابوس " المواسم الفارطة يتكرر، على إعتبار ان تشكيلة " الآمال " أصبحت متعودة على خسارة ورقة اللقب في الأنفاس الأخيرة من السباق و في عقر الديار، مادام هذا " السيناريو " قد تكرر للسنة السادسة على التوالي، بينما إكتفت فرق شباب وادي الشحم، نجم بوشقوف و سريع قالمة باللعب من أجل تفادي السقوط في هذا الفوج. القالة تخطف 4 تأشيرات من القالميين وسيناريو هيتشكوكي لبلخير من جهة أخرى تبقى إفرازات المجموعة الثانية لبطولة الجهوي الثاني بمثابة " سيناريو هيتشكوكي " للكرة القالمية، لأن تركيبة هذا الفوج ضمت 4 فرق من الولاية ال 24 ، و يتعلق الأمر بكل من إتحاد بلخير، شباب وادي الزناتي، إتحاد حمام دباغ و نصر الفجوج، و هي الفرق التي ظلت تتنافس على تأشيرة الصعود إلى غاية منتصف مرحلة الإياب من البطولة، قبل أن يرهن الثلاثي وادي الزناتي، الفجوج و حمام دباغ حظوظه بصفة تدريجية، مع بقاء إتحاد بلخير طرفا بارزا في المعادلة برفقة نجم القالة، لكن إفتراق " الغريمين " على نتيجة التعادل دون أهداف في قمة الموسم ببلخير أخلط حسابات القالميين في هذه المجموعة، سيما و أن الإتحاد مني بهزيمة مفاجئة بالدريعة و تعادل بشبيطة، الأمر الذي جعله ينهي المنافسة في " الريادة " ميدانيا بفضل فارق الأهداف عن منافسه نجم القالة، إلا أن رابطة عنابة الجهوية جردته من " اللقب " بعدما قررت خصم نقطة من رصيده بسبب إحدى قضايا مباريات صنف الأصاغر، طبقا للمادة 52، و هو ملف جعل " الزرقاء البلخيرية " تضيع حلم الصعود بقرار إداري، مع توجيه اصابع الإتهام للرابطة الجهوية من طرف مسيري النادي و أنصاره. بطولة ولائية عرجاء بعد رفع 6 فرق الراية البيضاء بالموازاة مع ذلك فإن البطولة الولائية لرابطة قالمة هذا الموسم عرفت إقدام 6 فرق على رفع الراية البيضاء و إعلان إنسحابها النهائي من المنافسة قبل إسدال الستار، مما أثر بصورة مباشرة على سير البطولة، و أبقى المنافسة عرجاء، بالإكتفاء بخوض 3 مقابلات في كل جولة ، رغم أن المجلس الشعبي الولائي كان قد تكفل بتسديد إجمالي حقوق الإنخراط، و مشكل المستحقات المالية لم يكن مطروحا، و مع ذلك فإن نجم وادي الزناتي و جيل بن جرح إنسحبا في منتصف مرحلة الذهاب، بينما عرف النصف الثاني من المشوار إلتحاق كل من نجم تاملوكة، شباب بوعاتي، نجم عين آركو و مولودية الفجوج بقائمة المنسحبين، الأمر الذي جعل 10 فرق تنهي المشوار، مع تتويج نادي الحماية المدنية باللقب في آخر محطة. شبان خارج مجال التغطية وحلم السير على خطى سعيود يراود الكثير على صعيد آخر فإن النوادي القالمية و التي كانت تشتهر بالتكوين و العمل القاعدي فقدت الكثير من ميزاتها، بدليل أن نتائج الأصناف الشبانية بالنسبة لجميع فرق الولاية لم تكن إيجابية، بإستثناء أولمبي بومهرة الذي نجح أشباله و أواسطه في تتويج بقلب الأفواج على مستوى الرابطة الجهوية، لكن من دون النجاح في إنتزاع اللقب الجهوي، بينما غابت كل فرق قالمة عن أدوار تصفيات كأس الجزائر و دورات " البلاي أوف "، بصرف النظر عن الصعوبات الكبيرة التي وجدها الشبان في إنهاء الموسم بسبب الإفتقار لأدنى شروط الممارسة الكروية، لأن إجراء التدريبات في " ساحات اللعب " بالأحياء خيار لا مفر منه بعاصمة الولاية، فضلا عن عدم توفر الكرات و العتاد، و إسناد مهمة التدريب لأشخاص لا يحوزون على شهادات، لتكون الكارثة بترك الشبان خارج مجال التغطية حتى في المقابلات الرسمية، و أبرز " سيناريو " يمكن الإستناد إليه في هذا الطرح تغريم ترجي قالمة بمبلغ 14 مليون سنتيم بسبب إعتداء 4 لاعبين من صنف الأواسط على الحكم في لقائهم ضد شباب الميلية، مع تعرض المعنيين للإقصاء من الميادين لفترة تفوق السنة، و لو أن الملفت للإنتباه هو تفاقم ظاهرة " هجرة الشبان "، لأن كل صائفة تشهد إقدام العشرات من العناصر الشابة على حزم الحقائب و خوض تجارب في أصناف الأشبال و الأواسط مع وفاق سطيف، مولودية قسنطينة و إتحاد عنابة، و الأمثلة كثيرة و متعددة في قائمة الساعين للسير على خطا أمير سعيود الذي كان قد تنقل من ترجي قالمة إلى وفاق سطيف أواسط، قبل أن يلج عالم الإحتراف. قوادرية يتفق مع لطرش لتدريب ترجي قالمة كشف الأمين العام السابق لنقابة أرسيلور ميطال عنابة أول أمس عن نيته في تدعيم المكتب المسير لترجي قالمة، تجسيدا للوعود التي كان قد قدمها للأنصار بعد ظفره بمقعد في البرلمان كممثل لولاية قالمة، حيث أوضح قوادرية في اتصال مع النصر بأنه لا يمتلك حق الترشح لرئاسة النادي بحكم التزاماته البرلمانية، لكنه قرر وضع بصمته على السرب الأسود لإخراجه من الوضعية الراهنة، وذلك بشغل منصب ناطق رسمي مكلف بالعلاقات الخارجية، مشيرا إلى أنه شرع في ترتيب البيت تحسبا للموسم القادم، وأولى الخطوات التي قطعها في هذا الشأن تتمثل في حصوله على الموافقة المبدئية للمدرب عبد الكريم لطرش من أجل قيادة الترجي في رحلة البحث عن تأشيرة الصعود إلى بطولة وطني الهواة، سيما وأن الرجلين تربطهما علاقة وطيدة منذ أن كانا سويا في إتحاد عنابة. و أضاف قوادرية بأنه يعتزم إستقدام 4 لاعبين من أصحاب الخبرة بنية تأطير التشكيلة وقيادتها إلى تجسيد حلم الصعود، لأن السرب يبقى حسبه في صدارة الانشغالات، مادام الشارع القالمي متحسرا من نكسة الموسم المنقضي. و في سياق متصل أكد محدثنا بأن لا علاقة له بالصراع القائم حاليا بخصوص رئاسة النادي، و أنه قرر برمجة جلسة عمل نهاية الأسبوع الجاري مع السلطات المحلية لتوضيح الرؤية حول مشكل اللجنة المسيرة، معربا عن إستعداده للعمل مع مجموعة من المسيرين قادرة على إخراج الفريق من الأقسام الدنيا. إلى ذلك يبقى أنصار الترجي يعيشون على وقع صراعات بين مختلف التكتلات بخصوص مستقبل الفريق، لأن الرئيس الحالي محمد حرحوز إنتهت عهدته، و هو يعتزم الترشح لعهدة أخرى، بينما تخطط مجموعة من قدماء اللاعبين لسحب البساط من تحت قدميه، في الوقت الذي لم تحدد فيه الإدارة الموعد الرسمي لإنعقاد الجمعية العامة، حيث كشف مصدر من الإدارة أمس للنصر بأن التقرير المالي بصدد الإعداد لدى محافظ الحسابات، و أن الجمعية العامة العادية ستعقد في غضون الأسبوع المقبل، و لو أن مشكل التركيبة يبقى من أبرز النقاط التي طرحت على طاولة مديرية الشباب و الرياضة، لأن الجمعية العامة لترجي قالمة تتشكل من 21 عضوا، و قدماء اللاعبين طالبوا بضرورة حل هذه الجمعية، و فتح باب الإنخراطات أمام ممثلي الأنصار لضمان تمثيلهم في الجمعية العامة.
