تعليمة لمديري الصحة باستكمال البطاقية الرقمية لتسيير ملفات القرض شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف على أنسنة القطاع وتحسين ظروف إستقبال المرضى باعتبارها النقطة السوداء التي تشوه وجه المرفق العمومي وتضفي النظرة السلبية لسير المصالح الصحية والإستعجالات على وجه الخصوص. جاء هذا في اللقاء التقييمي الجهوي الذي توقفت “الشعب” عنده ورصدت تدخلات الفاعلين بعين المكان. أكد الوزير لدى إشرافه على اللقاء التقييمي الجهوى الثالث لقطاع الصحة لولايات الغرب والجنوب الغربي أن انعدام التواصل مع المريض يلغي كل المجهودات المبذولة مهما بلغت درجتها قائلا: “بأنه إذا نسي فاعل واحد من المنظومة الصحية أن مهمته تكمن في الخدمة الحصرية للمريض فسيلقي ذلك بظلاله على كل الأداء الذي تم تحقيقه”. أضاف بوضياف أن عملية التشخيص التي أجريت خلال الثلاث السنوات الماضية خلصت نتائجها إلى اعتبار أن الإستقبال من أكثر المشاكل التي تعيق سير المصالح الإستشفائية أين أبرز التقرير درجة الإهمال الذي بلغته العديد من الهياكل الصحية في هذا المجال خاصة على مستوى مصالح الإستعجالات التي تعد الواجهة الأمامية لأي مؤسسة صحية ،وهو ما دفع بالوزارة إلى وضع الإشكالية ضمن خطة الطريق المستقبلية ،باعتبار أن وظيفة الهياكل الصحية تكمن في ضمان الإستقبال، المتابعة والتكفل الطبي وتحديد مسار المرضى.وهنا دعا الوزير مسيري القطاع إلى تحسين ظروف الإستقبال وتعزيز مختلف التدابير الخاص به. ذكر بوضياف بالهدف الأساسي من اللقاءات الذي يرتكز على التحضير لأرضية خاصة بتنفيذ الورشات الكبرى لسنة 2017 بدءا بقانون الصحة الجديد الذي يضع خارطة طريق للقطاع ويحدد سياسته على المدى المتوسط والبعيد، فضلا عن تطبيق النمط الجديد في التسيير،الذي يعتمد على نقاط كثيرة أهمها ،إخراج الفحوصات المتخصصة إلى العيادات الجوارية والعودة بالمستشفى إلى وظائفه الأصلية في التكفل بالحالات الإستشفائية الثقيلة . أكد على إرسال تعليمة لكافة مسيري وإطارات القطاع تلزمهم بتحديد قائمة للفحوصات المتخصصة التي يجب إخراجها كل حسب إمكانياته وقاعدته الصحية لتعزيز مفهوم الصحة الجوارية وتقريب الفحوصات من المرضى وكذا تخفيف الضغط عن المستشفيات الكبرى. فضلا عن خلق مقاطعات صحية وغرس ثقافة صحية جوارية من شأنها توثيق العلاقة بين المستشفيات الكبيرة و الجامعية و المؤسسات الجوارية مما يتيح خدمة أفضل واستغلالا أمثل للموارد البشرية و المادية، كما تطرق لأهمية الإستشفاء المنزلي باعتباره من أولويات الإصلاحات الصحية القادمة ومعيارا لنجاحها. وفي ذات السياق شدد الوزير على إستكمال الشبكات الإعلامية المحلية للمؤسسات قبل نهاية السنة المقبلة 2017، بهدف الإستغناء مستقبلا عن التعاملات الورقية وتسهيل عملية إيصال المعلومة ومن ذلك البطاقية الصحية والملفات الإلكترونية للمرضى وغيرها من العمليات التي تعتمد على تكنولوجيات الإتصال الحديثة والإعلام الآلي تماشيا مع التطورات الحاصلة. عن النظام التعاقدي أعطى الوزير المسيرين مهلة حتى 2018 كأبعد تقدير من أجل الإعداد للتعاقد الداخلي والخارجي بعد إجراء تقييم دقيق لنشاطات كل مصلحة إستشفائية،منوها في الوقت ذاته بما تحقق في مجال معالجة مشكل وفرة المواد الصيدلانية والتوزيع الأنسب للموارد الطبية المتخصصة مع الأخذ بعين الإعتبار إحتياجات الولايات الجنوبية والواقعة بالهضاب العليا ، مع إعادة بعث الإنتاج الوطني للأدوية الذي يفوق اليوم 58 بالمائة من قيمة السوق الوطنية على أن يصل إلى حدود 70 بالمائة نهاية 2017 ،مثمنا قوله بأن” صناعة الأدوية من مقومات أمن البلاد”. حث بوضياف كافة المسيرين والمهنيين على الإحتكام إلى الضمير المهني وترقية أخلاقيات المهنة وآدابها بعد أن أبرز أهمية التكوين في خلق إدارة تؤمن بمنطق المشاركة وإحترام المبادئ الأخلاقية والمسؤولية تجاه أداء المصلحة العامة وخدمة المريض. توجيهات لإطارات 11 ولاية تحضيرا لتطبيق قانون الصحة استفاد إطارات ومسيرو القطاع الصحي ل11 ولاية بغرب الوطن والجنوب الغربي، خلال اللقاء التقييمي الجهوي، من شروح مفصلة للعروض التي قدمها إطارات الإدارة المركزية والمتعلقة بالملفات التنظيمية . كانت البداية للبروفيسور محمد الحاج المدير العام لمصالح الصحة الذي تطرق لجملة القوانين وشروح حول قانون الصحة الجديد، وكذا البطاقة الصحية. أما الدكتور حافظ حمو مدير الصيدلة التجهيزات الطبية فقد تطرق لنقطتين الأولى تتعلق بتأمين توفير المواد الصيدلانية على مستوى المؤسسات الصحية وسبل تفادي الندرة، والثانية تتعلق بأهمية تعميم نظام الإعلام الآلي عبر كافة المؤسسات الصحية لتسهيل التواصل والتحكم في توزيع الأدوية وهي العملية التي تمس حاليا 16 مؤسسة بتسعة ولايات. من جهته مدير الوقاية ركز في عرضه على برنامج مكافحة التدخين،الصحة المدرسية وحملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية التي خصصت لها الوزارة 2.5 مليون جرعة لقاح ،أما مديرة التكوين فقد قدمت إحصائيات عن الطلبة المنتمين للقطاع مع توقع تخرج 13 ألف شبه طبي سنة 2017، و860 قابلة . كما تم التطرق أيضا إلى عروض عن التعاقد الطبي ونظام الإعلام الآلي أين أبرز الحاج ميلود عبد القادر أهمية استعمال وسائل الإعلام والاتصال داخل المؤسسات الصحية ومختلف البرامج التي تقوم الوزارة باستحداثها كبرنامج “صحتك”ليختتم محمد طلحي المداخلات بعرض مشروع دليل المريض لتحسين المناخ داخل المؤسسات الإستشفائية والتكفل الأمثل بالمريض وطرق توجيهه، مبرزا مشروع الاستجواب الذي يوضع تحت تصرف المريض في آخر يوم لإقامته بالمستشفى أين يسأل عن ظروف الإقامة، الاستقبال ،العلاج، الإطعام ، النظافة وغيرها من الخدمات المقدمة. عملية جراحية بالبث المباشر في إطار توأمة بين بلعباس وسعيدة تابع المشاركون في اللقاء التقييمي الجهوى الثالث لقطاع الصحة بسيدي بلعباس، بثا مباشرا لعملية جراحية أقيمت بالمؤسسة الإستشفائية لولاية سعيدة من قبل فريق طبي تابع لمصلحة أمراض ألأذن، الأنف والحنجرة بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني بسيدي بلعباس ، وهي العملية التي تندرج في إطار إتفاقية توأمة بين المؤسستين سمحت بتنقل فريق طبي متخصص بقيادة البروفيسور الجيلالي عياد رئيس مصلحة أمراض الأذن ،الأنف والحنجرة إلى ولاية سعيدة لإجراء ثلاث عمليات جراحية لفائدة مرضى من أبناء المنطقة . العملية الجراحية التي بثت على المباشر والتي أجريت على مستوى الأذن لشاب يبلغ من العمر 28 سنة ،تعد الأول من نوعها بالجهة الغربية للوطن ،على أن تعمم مستقبلا لولايات أخرى على غرار ولاية تيسمسيلت . من جهته ثمن الوزير مجهودات الفريق الطبي مؤكدا أهمية مثل هذه التوأمات في تجسيد مفهوم الصحة الجوارية وتقريب العلاجات المتخصصة للمرضى وهو المسعى الذي سطرته الوزارة ضمن المرحلة الجديدة في المنظومة الصحية التي ستقوم على إضفاء الطابع المؤسساتي لعمليات التوأمة بين مستشفيات الشمال ومستشفيات الهضاب العليا والجنوب. نحو دخول 40 مسرعا الخدمة للتخفيف من معاناة مرضى السرطان ولدى معاينته لمركز مكافحة أمراض السرطان بسيدي بلعباس كشف بوضياف عن إرتفاع عدد المسرعات الخاصة بالعلاج بالأشعة لمرضى داء السرطان إلى 40 مسرعا 18 منها يجري تسليمها تدريجيا بعد إستيلام المراكز الجديدة لمكافحة السرطان عبر كامل التراب الوطني. وأوضح أيضا أن المراكز الجديدة ستسمح بتقليص آجال المواعيد الخاصة بالعلاج بالأشعة بمجرد دخول المسرعات الخدمة و تطبيق مخطط مكافحة السرطان الذي يتضمن مقاربات بديلة في مجال العلاج البديل الذي من شأنه أن يضمن العلاج بالأشعة لعدد أكبر من المرضى. وللإشارة، فإن مركز مكافحة أمراض السرطان بسيدي بلعباس والذي تفوق نسبة إنجازه 95 بالمائة ، يعد صرحا إستشفائيا هاما تم تشييده بأحدث تقنيات البناء وتبلغ طاقة إستيعابه النظرية 120 سرير ،ويضم كل المرافق والمعدات العصرية الضرورية بما فيها السكنات الوظيفية للأطباء .حيث يحتوي الطابق تحت الأرضي على مصالح التقنية والتعقيم والبياضة فضلا عن المطبخ والمطعم .أما الطابق الأرضي فيتكون من أجنحة لفحوصات والتصوير بالأشعة ،التحاليل الطبية والصيدلة زيادة على صيانة العتاد الطبية فيما يحتوي الطابق الأول على جناح العمليات الجراحية و عدة مخابر وجناح اخر للإدارة وكذا الأرشيف ثم الطابق الثاني المتكون من أجنحة موجهة لاستقبال المرضى بداء السرطان وعلاجهم بالإضافة إلى مصلحة التخدير والإنعاش بينما خصص الطابق الثالث كقطب بيداغوجي يعنى بتكوين المهنين وترقيتهم. وحسب القائمين على المركز تجري حاليا عمليات التجهيز بمختلف المعدات الطبية والتجهيزات في إنتظار وصول مسرعين إثنين، فضلا عن تجهيز المركز بطاقم طبي متكامل حيث تم لحد الساعة توظيف 176 من الموارد البشرية من مختلف الرتب والتخصصات الطبية والشبه طبية فيما تقدر الإحتياجات ب388 منصب آخر بما في ذلك 30 إختصاصيا، 128 ممارس شبه طبي و220 موظف إداري وعامل بالخدمات .هذا وتجري التحضيرات أيضا لتكوين عدد من الممارسين في مختلف التخصصات كالأشعة، الطب النووي، والصيانة.
