أعلن مدرّب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بأن مباراة الغد أمام منتخب روسيا هي أهم مباراة في مشواره كمدرّب. وقال حاليلوزيتش في ندوة صحفية عقدها اليوم الأربعاء بقاعة الندوات لملعب "أرينا دابايكشادا" أمام جمع من الصحافيين "إنها فعلا مباراة مهمة وهي أهم مباراة في مشواري، إنها أيضا أهم مباراة في مشوار اللاّعبين وحتى الجزائر أيضا، فالأمر يتعلق بمباراة مؤهّلة إلى الدور الثاني للمونديال"، مضيفا "نعم إنها مباراة مهمة وتاريخية". وأضاف المدرّب وحيد حاليلوزيتش يقول "قبل أن نصل إلى البرازيل للمشاركة في نهائيات كأس العالم، لم يكن لدينا ما نخسره، لكن غدا، المنتخب سيخسر شيئا كبيرا وهو بلوغ الدور الثاني، هذا هو الفرق اليوم، نحن في كوريتيبا ويراودني شعور كبير، فيمكن أن ندخل غدا التاريخ بعد مباراة روسيا". "الجزائر ضيعت الفرصة في 1982 بسبب الاحتيال" وعاد مدرّب المنتخب الوطني من جديد للحديث عن جيل 1982 الذي فشل، رغم مؤهلاته الكبيرة، في بلوغ الدور الثاني في أول مشاركة له في دورة نهائية لكأس العالم. وصرح مدرب المنتخب الجزائري بأن "الخضر" في مونديال 1982 كانوا يستحقون الذهاب إلى الدور الثاني، مضيفا "في الجزائر هناك حديث كبير عن جيل 1982، لقد فاز ذلك المنتخب بمقابلتين، لقد حقق فعلا انتصارين كبيرين (أمام ألمانيا الغربية وأمام الشيلي وخسر أمام النمسا)، لكنه لم يتأهّل إلى الدور الثاني بسبب الاحتيال (يقصد ترتيب مباراة ألمانيا الغربية أمام النمسا). ثم عاد حاليلوزيتش للحديث عن مباراة الغد أمام المنتخب الروسي ليؤكد بأن الأمر يتعلق بموعد تاريخي، وبأنه يتعين على اللاعبين أداء مباراة استثنائية، مشيرا "حتى لو يشعر اللاعب بالتعب، فعليه أن يقاوم ويبذل مجهودات استثنائية، لأن الأمر يتعلق بتأهّل تاريخي إلى الدور الثاني، وقد حان الوقت لدخول التاريخ، وعلينا أن نكون حاضرين بدنيا ومعنويا للمباراة". "سأحدث تغييرات طفيفة على التشكيلة" وبالمقابل، رفض حاليلوزيتش الكشف عن أوراقه قبل موعد المباراة أمام روسيا، مكتفيا بالقول سأحدث تغييرات طفيفة على التشكيلة، في الوقت الحالي لم أفصل في منصبين على الأكثر، هناك معطيات أنا أعلمها وأنتم الصحافيون تجهلونها، لن أكشف لكم الأمر، لكن سأتخذ قراري اليوم"، مضيفا "سأتحدث مع كل لاعب اليوم وأسأله إن كان جاهزا للمباراة، لأنه من الضروري أن يكون كل اللاعبين على أتم الاستعداد لأداء مباراة استثنائية وتجاوز كل الآلام والمتاعب، أعلم بأننا سنتعب كثيرا أمام منتخب روسي قوي، غير أن الأمر يتعلق اليوم بدخول التاريخ". ولم يكشف حاليلوزيتش، في رده عن سؤال حول الحالة الصحية للمدافع بوقرة، إن كان "الماجيك" سيشارك في المباراة من عدمه، موضحا في هذا الشأن "إنه يعاني من مشكل بدني بسيط، لكن يتعين على أي لاعب في مباراة مثل المباراة المقررة غدا أن يكون في أعلى مستوى من الناحية البدنية، لا أريد إحداث تغييرات في خط الدفاع خلال المباراة، لذلك سأتخذ القرار المناسب بشأن هذا المنصب". "لن نلعب من أجل التعادل فنحن إما نفوز أو ننهزم" وترك حاليلوزيتش الانطباع بأنه سينتهج خطة هجومية أمام منتخب روسيا، وقال بأن المنتخب الجزائري لا يفكّر في الاكتفاء بالتعادل "لأن من يفكر في التعادل عليه أن يسجل الأهداف أولا"، مضيفا "المنتخب الجزائري نادرا ما يتعادل في مبارياته، ويمكن أننا تعادلنا مرة واحدة أو مرتين، ففي كل مبارياتنا إما نفوز أو ننهزم، لذلك فإننا سنلعب أمام منتخب روسيا من أجل تحقيق الفوز وليس من أجل التعادل، لكن إذا كان هناك من يضمن لي أن المباراة ستنتهي فعلا بالتعادل، فلا مانع أن أكتفي بذلك". وقال المدرب حاليلوزيتش بأن المنتخب الجزائري يملك فعلا لاعبين بارزين، غير أن الخبرة تنقصهم على هذا الصعيد من المنافسة "ما يدفعني إلى تحضير عناصر المنتخب جيدا من الناحية المعنوية"، مضيفا في رده على سؤال لصحفية برازيلية حول طريقة لعب المنتخب غدا "أنتم البرازيليون تعشقون اللعب الجميل، لكن في مباراة مهمة مثل مباراة روسيا، لا يهم اللعب الجميل إنما أكثر ما يهم هو النتيجة، سيكون جميلا الجمع بين اللعب الراقي وضمان نتيجة إيجابية، لكن في هذا الوضع أفضل تحقيق النتيجة على الأداء، وأتمنى أن نؤدي مباراة جيدة وأن نتأهّل". وقال حاليلوزيتش أيضا بأنه متخوف من الجانب البدني للاعبيه قبل موعد المباراة، وبأن الاسترجاع أيضا يشكّل هاجسا له، مضيفا "أريد استغلال التغييرات الثلاثة في الوسط والهجوم خلال المباراة. "الكرواتيون والبوسنيون يساندون الجزائر وسأرقص بعد التأهل" وبقي حاليلوزيتش مشدوها وهو يجيب على بعض الأسئلة، خاصة تلك التي جعلته يسبح في الأحلام وتضعه في الدور الثاني، حيث استوقفه سؤالا لم يستطع الرد عليه ويتعلق بما يفعله فوق الميدان في حال التأهل، ليقول بعد فترة من التفكير وعيونه قد اغرورقت بالدموع "ما أفعله أنا؟ تقصد بعد المباراة؟، لا أدري إنه موعد تاريخي، يمكن أن أرقص وأغني مثل الجزائريين.. لا أدري، أفضل الانتظار وعدم استباق الأحداث". وقال حاليلوزيتش بأن كل من يعرفهم في كرواتيا والبوسنة يساندونه، مشيرا "الكرواتيون والبوسنيون يساندون المنتخب الجزائري، لقد وصلتني عدة رسائل تشجيع بعد خروج منتخبي كرواتيا والبوسنة، إنها رسائل تقدير ومساندة لي وللمنتخب، أعلم بأننا سنتعب خلال المباراة لكن علينا أنى نبذل جهدا كبيرا حتى ندخل التاريخ". الموعد التاريخي جعل حاليلوزيتش يكشف بأن أي لاعب جزائري عليه أن يدرك بأنه على موعد مع التاريخ، مشيرا "فرصة التنافس على بلوغ الدور الثاني لا تأت كل يوم، ويتعين على اللاعبين إدراك ذلك، عليهم أن يعلموا بأن الفرصة أمامهم لتقديم أفضل هدية لأهلهم ولأصدقائهم وللجزائر، عليهم أن يدركوا أيضا بأنهم سيصبحون من بين أفضل 16 منتخبا في العالم." "أحترم المدرّب كابيلو ووضعت استراتيجية للتصدي لروسيا" كما اعترف وحيد حاليلوزيتش بأن المنتخب الروسي قوي وبأنه أكثر تحضيرا من المنتخب الجزائري "لأن لاعبي المنتخب الروسي ينشطون في البطولة المحلية والمدرب يستفيد منهم في أي وقت لإقامة التربصات، على خلاف المنتخب الجزائري، ورغم أنني كنت ألفت الانتباه إلى عدم القدرة على الاستفادة من تواجد اللاعبين لفترة طويلة، إلا أن لا أحد اقتنع بذلك وكنت محل انتقاد". وواصل يقول "أحترم المدرب فابيو كابيلو كثيرا وتابعت كل مباريات هذا المنتخب لقد أنهى التصفيات المؤهلة للمونديال في المركز الأول وهو يملك لاعبين بارزين لهم فنيات عالية، وقد تابعت عمل كابيلو أيضا، لكن هناك استراتيجية وضعتها أيضا للتصدي للمنتخب الروسي"، مشيرا "تابعت مباراة روسيا أمام بلجيكا، وشاهدت الفرص الكثيرة التي أهدرها الروس، لم تكن الفعالية بجانبهم، على خلاف منتخب بلجيكا الذي فاز بفضل الهجمات المرتدة التي يتقنها جيدا، لأن بلجيكا أحسن منتخب أوروبي في تجسيد الهجمات المرتدة"، مواصلا القول "كابيلو من أحسن المدربين في العالم". "طلبت سقي أرضية الميدان" وحسب المدرب وحيد حاليلوزيتش فإن أرضية الميدان ليست كارثية بالدرجة التي كان يتوقعها، مشيرا "وقفت على الأرضية اليوم، وأعتقد بأنها ليست سيئة، لكنني طلبت فقط من المنظمين سقي الأرضية". كما بدا حاليلوزيتش متخوفا من هذه الأرضية رغم أنه وصفها بغير الكارثية "لأننا نملك عناصر تعتمد على الجانب الفني وأخشى أن تعيق الأرضية أداء اللاعبين أمام المنتخب الروسي، وكل ما أتمناه أن يتمكن اللاعبون من فرض منطقهم واستعراض قدراتهم فوق أرضية الميدان". ودعا حاليلوزيتش اللاعبين أيضا إلى التحلي بالشجاعة والثقة بالنفس، مشيرا إلى أنه من الضروري تسجيل الأهداف "لأننا سنعمل على تحقيق الفوز، فنادرا ما انتهت مبارياتنا بالتعادل"، مضيفا بأن الخطر يمكن أن يأتي من أي جهة أمام روسيا "لأن منافسنا يملك لاعبين بارزين وطريقة لعب فعالة، مضيفا "لن نكتفي بالدفاع، فحين تكون الكرة بحوزتنا سنعمل على لعب الورقة الهجومية، وحين نضيعها سنعمل على استرجاعها بطريقة سريعة". وقال حاليلوزيتش بأنه لا يبحث عن الثأر من الصحافيين بتحقيق التأهّل إلى الدور الثاني "لأنني لا أعمل من أجل الثأر من الصحافيين، وقد طويت هذا الملف ولا أريد الحديث عن ذلك، ولا يهمني انتقاداتكم لي"، مشيرا بأن خروج منتخب كوت ديفوار جعله يشعر بالأسف "لأن كوت ديفوار كانت قريبة من التأهل وضيعت ذلك بسبب أنانية اللاعبين".
