تحتضن فرنسا هذه الأيام، أكبر ملتقى مسيحي داخلي برعاية من الكنيسة الكاثوليكية، في محاولة لفهم الإسلام و التعرف عليه وعلى حضارته. وتعود أسباب عقد هذا الملتقى إلى رغبة أكابر الدين المسيحي من القساوسة والرهبان في الإجابة عن تساؤلات تتعلق ب "الأسباب التي تؤدي إلى امتلاء المساجد بالمصلين وخلوّ الكنائس من روّادها". كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى يأتي بعد أقل من شهر على صدور تحذير من أحد مستشاري بابا الفاتيكان بشأن ما أسماه "أسلمة أوروبا". وقد نظم الملتقى"مركز العلاقة مع الإسلام" التابع للكنيسة الكاثوليكية بفرنسا، وتجري في الملتقى دورة إعداد للأساقفة تمتد لأسبوع كامل يشارك فيها أربعون أسقفا، كان السؤال الكبير فيها هو: "لماذا هذا الإقبال الكبير على الإسلام مقابل الفراغ وأزمة الرواد التي تعيشها الكنائس؟!". لكن من المفارقات، أنه في الطريق المؤدي إلى مقر الملتقى يقع مسجد صغير اكتظ بالمصلين الذين ارتادوه أول أمس الجمعة لأداء الصلاة، فافترش غالبيتهم الأرصفة. وقد وصفت جريدة "لوموند" الفرنسية الدورة التدريبية للقساوسة بأنها "الأكبر من نوعها". وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الكثير من القساوسة كان دافعهم إلى حضور هذه الدورة هو بالذات ما يشاهدونه في أحيائهم من "اكتظاظ للمساجد مقابل خلو الكنائس". ويجمع المشاركون في الدورة على أن مساجد فرنسا تشهد إقبالا غير مسبوق لا من قبل المهاجرين الوافدين من بلدانهم الأصلية فحسب، بل من الفرنسيين من الجيلين الثاني والثالث. وتقول تقديرات السلطات الفرنسية إن عدد المعتنقين الجدد للإسلام بفرنسا حتى الآن هو 50 ألف فرنسي من جملة 6 ملايين فرنسي مسلم يعيشون بفرنسا، لديهم 1500 مسجد أغلبها عبارة عن أقبية، فيما يبلغ عدد المسلمين في أوروبا قرابة 38 مليون مسلم، أي ما يمثل 10 بالمائة من سكانها.