الحرب الدائرة رحاها في حزب جبهة التحرير الوطني هي صورة مستنسخة عن حروب سابقة ينتهي فيها الحزب إلى صدام داخلي عشية استحقاق وطني.. هكذا هو حزب جبهة التحرير الوطني الذي تسلقته كل الكائنات السياسية حتى تلك التي كانت تنبذه ولا ترى فيه سوى جهاز بيروقراطي تحولت بقدرة قادر إلى قيادات فاعلة. السلطة لا تريد لحزب بحجم الأفلان أن يبتعد عنها كثيرا ولا تجد في بقية الأحزاب الأخرى الغطاء المناسب الذي يضمن لها الظهر والضرع، ولا تجد في قيادات أحزاب أخرى الولاء الذي تلقاها من قبل المتسلقين الجدد، ولذلك قد يكون كل الصراخ الدائر هو حرب ثانوية للتغطية على ساحة المعركة الحقيقية التي ستحتضن ما تنتفض من أجله هذه الكائنات المحيطة بالأفلان. حزب جبهة التحرير الوطني لم يكن في أي مرحلة من مراحل تاريخه غرفة “تهارش" للآخرين، فقد كان مخبرا لصناعة القرار السيد. وفي أيام الحزب الواحد كانت سلطة أمين قسمة تضاهي سلطة رئيس الدائرة والوالي، ولم يكن لا ظهرا يُركب ولا ضرعا يُحلب فقد كان الحزب وهو الحاكم سيد كل المواقف، والذين يعرفون الأفلان جيدا يؤكدون أن ضعف الحزب الحائز على أغلبية المقاعد في كل المجالس المنتخبة ناتج اليوم من تحوله إلى غرفة في سرايا السلطة، والذين قرروا صناعة هذه “الهوشة" حول الأفلان يريدون فقط أن تكون هذه المعارك حرب طواحين.. أمام مغارة علي بابا… حرب فرجة لا غير.. لأن المعركة الحقيقية تدور في ساحة أخرى..