“حب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟ انت تعرف هو معنى الحب ايه؟” هو ما تردده العديد من الزوجات اللواتي طلقن الحب بالثلاث وسط إهمال الأزواج حتى واجباتهم المحددة قانونا وشرعا وعرفا.. أزواج يعترفون بالحب فقط لإغراء امرأة لكن الزوجة عليها ان تحب أمور أخرى.. مطبخها، سريرها وأبناءها ولتدع قلب الرجل يقتات من قلوب العذارى. حفيظة عبري…. زوجي لمن لا يعرفه هو رجل أكثر ما يؤمن به بطنه.. أما وأن يؤمن بالحب فإنه ما لا يعقل أبدا.. هو لسان حال العديد من الزوجات. وبغض النظر عن كون سان فالانتين وعيد الحب غريب عن مجتمعاتنا، إلا أن الحب بين الأزواج وغيابه هو ما يفتح المجال للاستغراب.. إذا حضر الزواج.. هرب الحب من النافذة والواقع يكشف ذلك. من ذوق معايا الحب.. ذوق حبة بحبة.. لأم كلثوم إلى * أنا اعتزلت الغرام* لماجدة الرومي .. عصور الحب تختلف وحتى نظرة الفنانين المحاكية للواقع تتباين أيضا فأغلب الأزواج يعتزلون الغرام بعد أن ذاقوا الحب معا قبل الارتباط.. إن الأزواج يتحولون إلى روبهات مبرمجة على الأكل والنوم والفراش. أما الحب فهو الغائب الأكبر. صحيح أن “عيد العشاق أو سان فالنتين” والوردة الحمراء وقطع الشكولاطة غريبة عن مجتمعنا ولا تمت بصلة له بالرغم من أن الفعل يصبح عادة وتقليدا بمجرد تكراره. ونحن الجزائريين والحمد لله نرث عادات الغير وكأنها عاداتنا… إننا نعشق التقليد وهذه حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها. وعيد الحب يحتفل به عشاقنا منذ قرابة العشر سنوات وبالتحديد منذ غزو الفضائيات التي يقدس”الفالانتين داي”. في اجندات علماء الاجتماع والنفس، غياب الحب يولد الطلاق المعنوي وهذا الأخير يفتح المجال للخيانة بين الطرفين..لا تستغربوا..فالخيانة… قد طغت حتى على النساء المتزوجات جراء تجاهل أزواجهن لهن حتى في أرقى المجتمعات وأكثرها محافظة، وتزمتا وتمسكا بالتقاليد. بعيدا عن شبح الخيانة.. سنتناول عينات من أزواج آمنوا بالحب ولكن قبل الارتباط وبعد الزواج.. خرج الحب من البيت ومن القلب وملأت الكراهية الفراغ الذي تركه الحب.. قصص لأزواج لا يفلحون إلا في التنظير والفتوى بعدم جواز الاحتفال بسان فالانتين ولكنهم يبيحون إهمال المرأة بل ويقدسونه من باب أنهم رجال “قوامون على النساء”. أهداني ما أهدته إياه حبيبته يقضي أيامه في العمل والعمل الآخر، وأقصد بذلك عشيقاته. أقسم بالرغم من أنه زوجي لو أعلن إفلاسه لما نظرت إليه امرأة مرات عديدة أعمل على تنظيف المرآة جيدا قبل أن يغادر البيت في رسالة مشفرة له مفادها اعلم أيها الغبي أن النساء لا تلهثن وراءك لسواد عيونك، فمالك غطى ملامحك البشعة. تصوروا ماذا فعل يومها، يوم عيد الحب المشؤوم… دخل البيت يحمل طورطة شوكولاطة.. وبدأ في مناداتي من مدخل الباب .. هرعت اليه. أعطاني إياها قائلا: إنه عيد الحب .. فرحت رغم أنني لا أحبذ الفكرة لأنه “لوكان جاء فيه الخير. يحبني في باقي الأيام ماشي يدلني”، لكني سكت وتظاهرت بالفرح وفتحتها.. تصوروا ماذا وجدت… لقد نقشت عشيقته اسمها بالفرنسية على الطورطة. ولأنه أمي غبي ظن أنها زخرفة فكان نصيبه أن أكلها وحده بالقوة بعد أن ضربته بها على الوجه. نريد أن نشعر بالحب لا أن نلمسه، إنه ينسى كل الأيام لكنه يتذكر عيد الحب فتجده يغرقني بالهدايا.. لكن معاملته لي في باقي الأيام تختلف جذريا حتى أنني أضحيت أكره هذا العيد لأنه يذكرني دائما بأن حبه لي مناسباتي مثله مثل باقي الاعياد التي نتذكرها بالحلويات أو بكبش العيد وما تفرضه التقاليد لكن الفرحة غائبة عن القلوب. هذا ما قالته حياة مهندسة متزوجة منذ 5 سنوات. أما عن فترة الخطوبة فقالت إنها كانت حبا في حب حتى أنه كان يكره إثارة المواضيع الخاصة بالماديات كأمور المنزل والأثاث وكلما بدأت ملامح مشكل بيننا يكرر أنا أحبك ليهرب من طرح المشكل ومناقشته. أريد أن يترجم مشاعره، أن أشعر بها لا أن ألمسها في هداياه. في عيد الحب اكتشفت الخيانة… أصبحت امرأة بائسة.. أنتظره لساعات وساعات، عيناي اللتان لم تناما مذ شممت رائحة الخيانة… خداي اللذان شقت فيهما الدموع سواقي جعلتني أخجل ان أرى وجهي في المرآة وأرى نفسي وهي تحتقرني وتستضعفني، تشعرني بالقرف وبالغثيان من حالة الهستيريا التي أوصلني اليها ذاك الخائن..عيناي ذبلتا من فرط بكائي السري.. تصوروا… حتى وهو يحطمني خفت على مشاعره. بداية المشكل كانت يوم وجدت خاتما على شكل قلب في علبة حمراء بين أغراضه، ظننته لي لكني رأيته يأخذه خفية وهو يتسلل. تحول ذلك الكم الهائل من الحب والأحاسيس التي جابهت بها أهلي ذات يوم وتحديا والدي لأتزوج هذا الرجل إلى أحاسيس موجعة قاتلة تحتل كل جزء من كياني .. يأتي مبتسما بعد كل مكالمة هاتفية قد أجراها بعيدا عني في المستودع متظاهرا بأنه سمع حركة غريبة وخشي أن يكون اللصوص قد تسللوا إلى المنزل.. كان هو اللص الأكبر حطمني، دمرني ثم أصبح وقحا….. المكالمة تجري وأنا أمامه.. بجانبه وحين أعبر عن تذمري يقول “عجبك الحال راكي قاعدة ما عجبكش الباب قدامك”. أصبحت أشلاء امرأة.. لقد تآمر علي هو والقدر وعشيقته.. حتى والدي دخل في مؤامرة الصمت ضدي وكان كلما قصدته أرجعني إلى منزلي بدعوى إنني لا يمكن أن أترك هذا الرجل الغني نظير حماقات امرأة . أين هو الحب الذي صنعوا له عيدا.. لست أدري، أهان كرامتي أهنت في ذلك اليوم. هو يوم الحب بتناقضاته… برواسبه بمظاهره بأوجه عديدة قد لا تعكس الحب بقدر ما تجسد كراهية معلبة او حقدا دفينا يغطيه ورق السليكون ليظهر أي شيء إلا الحب… ومن الحب ما قتل وما كذب أيضا.