"حماس": شوقنا ل"الأقصى" ليس مبررا للتطبيع مع الاحتلال أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أن السلطة الفلسطينية تعترف باختصاصها بالنظر في الجرائم التي ارتكبت بدءا من 13 جوان الماضي، تاريخ شنّ إسرائيل حملة اعتقالات واسعة أعقبتها بالعدوان على قطاع غزة. وأوضحت المحكمة في بيان أن "كاتب المحكمة الجنائية الدولية هرمان فون هيبل تلقى في أول جانفي بيانا مقدما بموجب البند 12 (3) من اتفاقية روما، من الحكومة الفلسطينية يعلن قبولها باختصاص المحكمة اعتبارا من 13 جوان 2014". وأشار البيان إلى أن قبول الاختصاص "لا يعني انضماما إلى اتفاقية روما المعاهدة المؤسسة للمحكمة"، وهو الطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية في الثاني من جانفي الذي يتعين أن تبت فيه الأممالمتحدة. وفي بيان سُلّم للمحكمة الجنائية الدولية، أوضحت السلطة الفلسطينية أن إعلان قبول الاختصاص "لا يحول دون أي إعلان آخر يمكن أن تقرر الدولة الفلسطينية تقديمه مستقبلا". وتعتبر المحكمة الجنائية الدولية "هيئة قضائية دائمة ومستقلة تحاكم الأشخاص المتهمين بارتكاب أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي بأسره، وهي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب". يشار إلى أنه بحسب نظام روما الأساسي المنظم لعمل المحكمة ومجالات اختصاصها، فإن قبول اختصاص المحكمة لا يؤدي تلقائيا إلى فتح تحقيق، إذ يعود إلى المدعية العامة للمحكمة أن تقرر توافر الشروط التي قررها نظام روما الأساسي للشروع في التحقيق وأن تطلب - إذا كان ذلك ضروريا - إذن قضاة المحكمة الجنائية الدولية لذلك. وفي ردها على هذا الطلب أعلنت إسرائيل الأحد تجميد تحويل نحو 130 مليون دولار لحساب السلطة الفلسطينية من أموال الضرائب التي تجمعها للسلطة. كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح بمثول جنودها أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وفي جوان الماضي خُطف ثلاثة شبان إسرائيليين قرب كتلة استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة ثم قتلوا، وأعقب ذلك قيام مستوطنين باختطاف صبي في القدس وإحراقه حيا. وخلال الأشهر الثلاثة التي تلت خطف المستوطنين اعتقل أكثر من ألفي فلسطيني في الضفة الغربيةوالقدس. وتفاقمت دوامة العنف وخصوصا في القدس التي شهدت مواجهات واعتداءات. وبعد أقل من شهر شنت إسرائيل ثالث هجوم لها على قطاع غزة في ست سنوات مما أدى إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، في حين قتل أكثر من سبعين إسرائيليا معظمهم من العسكريين. من ناحية أخرى، أعربت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن رفضها دعوة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدنى المسلمين إلى زيارة القدس، مؤكدة أن المقاومة والجهاد هي الطريق الأوحد لتحرير الأقصى. وقالت الحركة في بيان - تعقيبا على دعوة أمين عام منظمة التعاون الإسلامي؛ المسلمين لزيارة القدس- "إننا في حركة حماس ومن منطلق المسؤولية الدينية والوطنية وحرصا منا على وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بهذا الموضوع بعدما تكررت مثل هذه الدعوات نؤكد أن تحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال هو واجب على كل المسلمين في كل بقاع الأرض، ولا يجوز التخلي عن هذا الواجب"، مضيفة أن "تحرير القدس والمسجد الأقصى ليس له إلا طريق واحد، طريق المقاومة والجهاد لأن عدونا لا يفهم إلا هذه اللغة". وتابعت "إن شوقنا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه لا يمكن أن يكون مبررا للتطبيع مع الاحتلال". ودعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى بذل الأموال للحفاظ على الأقصى والمقدسات والقدس وإلى دعم المقاومة وصمود أهل القدس.