ملعب الخرطوم، جمهور قليل، أرضية صالحة، طقس حارّ جدا، تنظيم محكم. تحكيم للثلاثي: كوليبالي(مالي)، إيديبي(نيجريا)، سونڤي بولو(كوت ديفوار). الحكم الرابع: عصمان (السنغال). الإنذارات: لعيفاوي (د33)، جاليط (د85) من الجزائر. مونكو كاوينزا (د44)، كاويسا (د 43) من أوغندا. الطرد: كاسول (د 54)، أودور (د70) من أوغندا. الأهداف: جابو(د18)، سوداني(د62). الجزائر زماموش مفتاح معيزة لعيفاوي (بلكالام د 45) يخلف لموشية مترف مسعود جابو(ڤاسمي د 75) سوداني(حاج عيسى د68) المدرب: بن شيخة ---------- فاز المنتخب الوطني المحلي في أول مباراة خاضها لحساب منافسة كأس إفريقيا للمنتخبات المحلية بنتيجة هدفين مقابل لا شيء أمام المنتخب الأوغندي الذي لم يتمكن من الصمود أمام براعة رفقاء جابو، الذين أدّوا مباراة حسنة إلى حدّ بعيد وأبانوا انسجاما كبيرا فيما بينهم فوق المستطيل الأخضر، كما كشفوا عن نيتهم في لعب ورقة الهجوم منذ الدقائق الأولى من المباراة. سوداني يفعلها، الحكم يحتسب هدفا ثم يتراجع دخل المنتخب الجزائري بقوة في المباراة ولم يتوان كثيرا للعب ورقة الهجوم منذ الدقائق الأولى من المواجهة، خاصة عن طريق المهاجم سوداني الذي تحرّك كثيرا في الخط الأمامي وخلق العديد من الصعوبات لدفاع المنافس. فبعد محاولة أولى كان فيها متسلّلا، أعاد الكرّة بعدها في (د8) بعد أن خطف الكرة من بين أحضان الحارس “موانڤي“ داخل منطقة العمليات لتصل إلى المدافع “موكينيا“ الذي خادع حارسه وسجّل ضد مرماه، ليحتسب حكم المباراة هدفا لكن بعد تشاور مع مساعده حكم التماس تراجع عن قراره وألغى الهدف. جابو بقذفة قوية وجميلة يسكن الكرة في الشباك ولم يستسلم لاعبو المنتخب الوطني بعد إلغاء الهدف الأول بل واصلوا هجماتهم وتوغلاتهم في منطقة المنافس، عن طريق بناء اللعب من وسط الميدان والقيام بتمريرات قصيرة في الأرجل بين مسعود، مترف جابو وغيرهم.. ففي (د 18) تمكن جابو من افتتاح باب التسجيل بعد أن قذف كرة قوية جدا من بعد 20 مترا لم يحرّك لها الحارس ساكنا، وأمضى هدفا في منتهى الروعة. وتواصلت هجمات المنتخب الوطني بعدها وكان قريبا من إضافة هدف ثانٍ عن طريق المتألق سوداني الذي كان معزولا نوعا ما في الهجوم. زماموش يتألّق ويحافظ على نظافة شباكه وشهدت المواجهة بعد ذلك عودة المنتخب الأوغندي الذي حاول لاعبوه العودة في النتيجة عن طريق التركيز على الهجمات المعاكسة تارة وبناء هجمات ابتداء من وسط الميدان تارة أخرى. ففي (د 33) نفذ “بوينكا“ مخالفة خطيرة عن الجهة اليمنى حاول من خلالها المهاجم “كاسولي“ تحويلها إلى الشباك وتسجيل هدف التعادل، لكن براعة الحارس زماموش حالت دون ذلك وتمكن من إبعاد الخطر والحفاظ على نظافة شباكه. وواصل الأوغنديون محاولاتهم للعودة في النتيجة لكن تكتل دفاع المنتخب الوطني في منطقته لم يمكنهم في بلوغ أهدافهم. سوداني كاد يفعلها ومفتاح يتألّق في الدفاع وتمركزت الكرة في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول في وسط الميدان، الذي شهد معركة كبيرة بين الطرفين خاصة من جانب المنتخب الأوغندي، الذي سعى جاهدا للعودة في النتيجة، كما أن المنتخب الوطني حاول هو الآخر إضافة أهداف أخرى وتعميق الفارق. وكاد المتألق سوداني يضيف الهدف الثاني في (د 44) بعد أن توغل في منطقة المنافس ووجد نفسه وجها لوجه مع الحارس “موانڤي“، لكنه لم يحسن ترويض الكرة وقذفها وضيّع فرصة حقيقية. وبعدها في هجمة معاكسة وسريعة من الأوغنديين كاد “كاويزا“ يفعلها لكن المدافع مفتاح تمكن من إبعاد الخطر. وانتهي الشوط الأول بعدها بتفوّق المنتخب الوطني بهدف دون ردّ. سوداني يُبدع ويضيف الهدف الثاني المرحلة الثانية من اللقاء دخلها رفقاء جابو بقوة وسعوا لإضافة أهداف أخرى لتوسيع الفارق وتسيير المباراة بكل هدوء بعدها. كما شهدت بعض التدخلات الخشنة وغير الرياضية من الأوغنديين، لكن ذلك لم ينقص عزيمة الجزائريين الذين تمكنوا من إضافة هدف ثانٍ عن طريق المهاجم سوداني في (د 62) بعد أن تلقى كرة من زميله يخلف في العمق، حيث توغّل داخل المنطقة ويراوغ مدافعين ويقذف بقوة مُحرزا الهدف الثاني ومجسّدا السيطرة الجزائرية. الأوغنديون ينهون المباراة بتسعة لاعبين في ظلّ السيطرة الجزائرية وتواصلت التدخلات الخشنة التي قام بها بعض اللاعبين الأوغنديين على لاعبي منتخبنا الوطني والتي كادت تتسبّب في إصابات خطيرة، الأمر الذي أدّى بحكم المباراة إلى طرد لاعبين من المنتخب الأوغندي الذي أنهى المواجهة بتسعة لاعبين، وهو ما سهّل كثيرا مأمورية اللاعبين الجزائريين، الذين استحوذوا على الكرة وسيطروا على مجريات اللعب وكادوا يضيفون أهدافا أخرى عن طريق عدة هجمات. وانتهى الشوط الثاني والمباراة بفوز المنتخب الجزائري بنتيجة هدفين مقابل لا شيء. ----------------- سوداني يثير فضول السودانيين أثار مسجل الهدف الثاني ل”الخضر” هلال سوداني فضول السودانيين هنا، ليس بسبب طريقة لعبه فحسب، بل بالنظر لاسمه المنشق من “السودان”، حيث ظل الإعلاميون السودانيون يسألوننا عن جذوره وأصوله وعروقه، وعن ما إذا كانت لعائلته جذور في السودان من زمان أم لا. السودانيون توافدوا، وعدد الأنصار وصل إلى ألف بعدما كان عدد الأنصار في بداية المباراة لا يفوق 300 مناصر، وصل في الشوط الثاني إلى حوالي 1000 مناصر، كلهم سودانيون تهافتوا على الملعب في النصف الثاني من اللقاء من أجل الاستمتاع بسحر جابو ورفاقه. تشكيلة منطقية ولا مفاجآت فيها لم تحمل التشكيلة الأساسية التي أدرجها الناخب عبد الحق بن شيخة أيّ مفاجآت، حيث احتكم إلى المنطق في اختيار أفضل العناصر التي تألقت خلال المباريات التحضيرية أمام المنتخب الأولمبي، التشادي والنيجيري، إذ كان متوقعا أن نرى عناصر كزماموش، مفتاح، العيفاوي، مترف، جابو، لموشية ومسعود أساسية منذ البداية بالنظر إلى وزنها وقيمتها ضمن التعداد. 6 عناصر سطايفية ضمن التعداد الأساسي مثلما جرت عليه العادة في اللقاءات الودية، فقد سيطرت عناصر وفاق سطيف على التعداد الأساسي للمنتخب المحلي، حيث كان ممثّلا بستة عناصر أساسية، والأمر يتعلق بكلّ من “يخلف، العيفاوي، مترف، لموشية، جاليط وجابو” فيما كانت بعض العناصر السطايفية الأخرى كحشود وحاج عيسى على مقعد البدلاء. “ميسي” الجزائر سجل هدفا رائعا ترك “ميسي الجزائر” عبد المومن جابو بصمته خلال هذه المباراة، من خلال هدف جميل أقل ما يقال عنه إنه على طريقة الكبار، حيث تلقى كرة على طبق من سوداني، وصوب بيسراه بقوة على بعد 25 مترا مسكنا الكرة في الزاوية التسعين لمرمى الحارس الأوغندي، وهو الهدف الذي صفق له الجمهور القليل الحاضر في الملعب طويلا، ويكون بذلك “مموش” قد أنذر المنافسين مسبقا بأنه هنا من أجل قيادة “الخضر” نحو نيل اللقب الإفريقي. الحكم احتسب هدف سوداني ثم تراجع قبيل تسجيل جابو هدف السبق للمنتخب، كان الحكم قد ألغى هدفا لمهاجم جمعية الشلف سوداني، وهو الهدف الذي احتسبه الحكم المالي في البداية، قبل أن يتراجع عقب تشاوره مع مساعده بحجة تدخل خشن على حارس المرمى الأوغندي، غير أن إلغاءه لم يثن عزيمة رفاق العيفاوي الذين واصلوا ضغطهم وسيطرتهم إلى أن تمكنوا من الوصول مجددا بهدف جابو الذي لا يصد ولا يرد ولا يرفض. بن شيخة منع لاعبيه من الاحتجاج استغرب اللاعبون قرار الحكم بعدما أقدم في بداية الأمر على احتساب الهدف قبل أن يتراجع في نهاية المطاف، وتوجهوا نحوه من أجل الاحتجاج على قراره، غير أن بن شيخة منعهم من ذلك، وأمرهم بتقبل قراره والعودة إلى أماكنهم حتى لا يتأثروا سلبا، وهو ما انصاع له اللاعبون على الفور. ---------- ^ بن شيخة: “فزنا على الطريقة الجزائرية والتأهل لم يُحسم” “رغم الفوز إلا أني أقرّ بأن اللقاء كان صعبا جدا وهذا أمر كان متوقعا لأن الانطلاقة في مثل هذه المنافسات القارية غالبا ما تكون صعبة للجميع، كل طرف كان يبحث عن الانتصار لمواصلة المشوار في ظروف مريحة، منافسنا وقف أمامنا الند للند في البداية لكننا تغلّبنا عليه بفضل الطريقة الجزائرية التي سمحت لنا بإحداث الفارق لاسيما أنه تراجع إلى الخلف بعد طرد لاعبيه، ورغم أننا كنا قادرين على إضافة أهداف أخرى إلا أنني طلبت من اللاعبين عدم الاندفاع كثيرا نحو الهجوم للحفاظ على طاقاتهم بما أننا كنا قد ضمنا الفوز بنسبة كبيرة”. “حرارة الطقس أثرت في اللاعبين” وبخصوص اللاعبين الذين تعرضوا إلى إصابات في اللقاء أضاف بن شيخة قائلا: “لا يخفى عليكم أننا لعبنا تحت حرارة شديدة أثرت كثيرا في اللاعبين إلى درجة أن أغلبيتهم صارت لديهم فقاعات مائية في الأرجل، فضلا على خروج جابو متأثرا بشدّ عضلي جراء التعب تحت ظل حرارة شديدة كهذه، وشخصيا تمنيت لو أننا لعبنا في المساء مثلما كان عليه الحال في لقاء الافتتاح لتفادي الإصابات والإرهاق”. “هذا مجرد انتصار وسننام جيدا اليوم” وتحاشى بن شيخة تضخيم الانتصار في النهاية وختم قائلا: “هذا مجرد انتصار يسمح لنا بالاستراحة قليلا ويسمح لنا بالنوم والأكل جيدا هذه الليلة (يضحك)، على أن نشرع في التحضير للقاء الغابون المقبل بداية من الغد لأننا لازلنا لم نحسم التأهل”. ----------- ^ ويليامسون: “آسف للشعب الأوغندي والطرد الثاني غير شرعي” “أودّ في البداية أن أعتذر للشعب الأوغندي، أنا متأسف لهم كثيرا لأنهم كانوا ينتظرون منا الكثير في هذه المنافسة القارية، لكننا خيّبنا ظنهم بهذه الخسارة التي تسببت فيها عدة عوامل أبرزها طرد لاعبين اثنين من تعدادنا، الطرد الأول كان منطقيا وشرعيا لأن اللاعب الجزائري أصيب لكن الثاني غير شرعي وتسرّع فيه الحكم، وكان من الصعب في ظل النقص العددي أن نصمد أمام المنافس وهو ما جعلنا نتراجع إلى الخلف للدفاع عن عريننا، لا يمكنني الآن أن أتحدث عن المستقبل، غدا ستتضح لنا الرؤية وسنفكر فيما سنقوم به في المباراتين المقبلتين”. ---------- مترف غير قميصه بعد تمزقه لم يجد المنافس من حلّ للوقوف في وجه مهارات لاعبي “الخضر” سوى اللجوء إلى الاندفاع البدني والمسك من القميص والتدخلات الخشنة، وكان مترف ضحية مسك من قميصه الذي تمزق عن آخره، واضطر على إثر ذلك إلى تغييره على جناح السرعة بقميص جديد كان جاهزا مسبقا، ما يؤكد التطور الذي عرفته منتخباتنا في السنوات الأخيرة، عكس ما كان عليه الحال من قبل عندما كان اللجوء في مثل هذه الحالات التي تعرض لها مترف إلى ترقيع القميص. ويليامسون أنهضه هدف سوداني من مكانه بدا مدرب المنتخب الأوغندي هادئا جدّا خلال المرحلة الأولى رغم التفوق الواضح ل”الخضر”، إذ أنّه لم يتزعزع من مكانه ولو للحظة ربما لأنه كان يتوقع صحوة من أشباله خلال الشوط الثاني، غير أنه ثار في المرحلة الثانية في وجه لاعبيه بعد تلقيهم الهدف الثاني، من طرف سوداني، حيث نهض من مكانه وأنبهم بشدة على الطريقة التي سجل بها الهدف. -------------- ^ معيزة: “لابد أن نحسم التأهل أمام الغابون” “أهم شيء بالنسبة لنا هو الظفر بالنقاط الثلاث وهو ما حققناه، لقد بدأنا المباراة بشكل جيد وسجلنا هدف السبق في الوقت المناسب وبعد ذلك أضفنا هدفا ثانيا جعلنا نلعب بكل راحة، صحيح أننا خطونا خطوة كبيرة نحو التأهل غير أننا لازلنا لم نتأهل ولا زالت هناك مباراة الغابون التي سنلعب من أجل الفوز بها حتى نحسم التأهل قبل خوض اللقاء الثالث أمام السودان”.
