الموت يتهدد البراءة أطفال مدخنون.. على عاتق من تلقى المسؤولية؟؟ "أطفال بلا تدخين"... متى تتحقق الأمنية التدخين شيء أدمنا التعود عليه ورؤيته كظاهرة تفرض نفسها بالمجتمعات لكن ما يهز البدن ويفقد الصواب هو أن نرى هذه الظاهرة طالت أطفال دون الخامسة عشر مما يجعل ناقوس الخطر يدق حول هذا الوضع لا سيما أن تلك التصرفات تعد بداية لانحراف قريب، فالتدخين مشكلة حقيقية ووباء طال الكبار وبدأ يفنك بالصغار الذين يتفاخرون بحمل السجائر دون خجل أو خوف وكأن التدخين دليل على الرجولة المبكرة، فكيف للأولياء السكوت عن هذا الوضع الخطير خاصة وأن الله عز وجل أمرنا في كتابه الكريم بأن نحافظ على أولادنا ونحميهم من المهالك والأخطار، ومما يهدد مستقبل حياتهم، حيث قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)" سورة التحريم . روبورتاج: ي. مغراوي من العادات التي تقلدها العرب عن الغرب آفة التدخين التي تملكت الإنسان في هذا الجيل بكثرة سواء أن كانوا أطفالا أو يافعين، وحتى نساء فرغم وسائل الإعلام التي أصبحت في الوقت الراهن تعد أضراره وتبين الأمراض الخطيرة التي يحدثها،فإن المدخنين لا يزالون في تزايد مستمر، وتحول إلى ظاهرة خطيرة تؤثر على صحة الإنسان بمجموعة من الأضرار الدينية والمادية والصحية.. لذلك تضع الاتحاد يدها على جرح بدأ يتسع وهو على سعته يمثل ظاهرة خطيرة للغاية هي تدخين الأطفال ما يشكل خطرا على مستقبل الجزائر كون هؤلاء هم رجال المستقبل وقد كانت لنا لقاءات مع عدد من الباحثين والأطفال والأمهات والآباء والاطباء للوقوف على هذه الظاهرة وانتشارها وسبل مكافحتها . فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وماهي أضرارها؟وما الحلول المقترحة للحد من انتشارها؟ كل ما يقال عن التدخين خطأ فهو لا يقتل إسلام طفل في الثانية عشر سنة لا يكاد طوله يبلغ المتر، أشعل سيجارة وجلس عند مدخل إحدى العمارات المتواجدة بحي الرويسو، تقربنا منه وسألناه عما يفعله وهل يدرك مدى خطورته فقال: أنا أدخن وكل ما يقال عن التدخين خطأ فهو لا يقتل، فوالدي بدأ التدخين في سن الخامسة عشر ولم يصبه أي مكروه ودائما ما كان يسرد قصة بدايته مع التدخين ويقول إن صحته جيدة ولم يصبه أي مرض.. والدي فخري وقدوتي وأكد اسماعيل 14 عاما أنه بدأ التدخين قبل ثلاث سنوات مع مجموعة من أصدقائه، وقال: أشعر بالرجولة عندما تكون السيجارة بين أصابع يدي، فجميع الرجال يدخنون تماما كما يفعل والدي الذي أحبه وأفتخر بقوته ورجولته أمام الناس، وهكذا أريد أن أكون مثله رجلا. تسببت في هلاك رئتي ولدي.. أما فتيحة وهي أم قاصر دون السابعة عشر فقد ندبت حظها ولعنت نفسها بسبب إصابة ابنها بمرض التدرن الرئوي الذي أخبرها الأطباء أن التدخين هو العامل الرئيس في ذلك وندمت على إخفاء الأمر عن والده، فقالت: ضبطته وهو في سن العاشرة ولكنه كان قد تعود عليه، وشيئا فشيئا بدأ يدخن أمامي دون خوف أو خجل وفي البيت وكنت دائمة التستر عليه خشية أن يضربه والده واليوم ندمت على فعلتي خاصة وأن الأطباء نصحوني باستئصال الرئة المصابة ما يؤثر على صحة ولدي ويجعله عرضة للموت نتيجة جنوني وجهلي المدرسة ليست مسؤولة عن التلميذ في الشارع ودافع معلم في المدرسة الابتدائية عن دور المدرسة بعدما نسبت إليه التهمة إحدى أولياء التلاميذ فقال: إننا في المدرسة لا نتحمّل أية مسؤولية فالتلميذ عندنا محاط ومراقب طالما هو موجود في هذا الاطار التربوي اضافة الى ان بعض المواد التي تدرس تحتوي على دروس توعية وتثقيف صحي (تلوث، تدخين، عنف...). أما اذا ما خرج من هذه المدرسة فإن مراقبة الطفل ومعرفة أجوائه وطبيعة المحيط الذي يقحم نفسه فيه امر موكول للأولياء.. سلامة صحة اطفالنا مسؤولية الجميع وكشفت س. نبيهة أخصائية أمراض الرئة بمستشفى بينام عن وجود عادة التدخين بين الأطفال خصوصاً في العالم الثالث وعالمنا العربي حيث تنتشر ظاهرة التدخين بين الأطفال فنرى بأن الأمراض التي كانت تصيب كبار السن سابقا بدأت بالظهور الآن في الأطفال ، و نصحت الأمهات بالاهتمام بصحة أولادهن ومراقبتهم لأن التدخين خطير جدا، كما أن تدخين الصبيان والأطفال يسرع من إصابتهم بأمراض مهلكة تنتج عنها حالات تؤثر على صحتهم في المستقبل ولربما يتعرضون بسببها للموت، خاصة وأن الظاهرة تاخذ أبعادا خطيرة في مقدمتها الإضطرابات الأسرية وسوء معاملة الآباء لأطفالهم ،إضافة الى تقليد الكبار، وتلك تجارب تعبر عن البيئة المحلية التي تحيط بالطفل. وقال: سيضع المجتمع معالجات من واقعه اذا توفرت النيات السليمة من قبل جميع الجهات ذات العلاقة ، عادا تدخين الأطفال والصبيان مخالفة أسرية بالدرجة الأولى ، داعية إلى دراسة أسبابها ووضع برامج إرشاد تربوي توعوي شامل ، مؤكدة أن سلامة صحة اطفالنا مسؤولية الجميع. معدل وفيات الأطفال المدخنين يرتفع بارتفاع عدد السجائر التي يدخنوها يوميا