كشفت وزارة الداخلية التونسية أمس، أن الشرطة اعتقلت رعيتين ليبيين تسللا إلى التراب التونسي انطلاقا من الجزائر، بهدف الالتحاق بليبيا. ونقلت في بيان عن أحد الموقوفين أن القنبلة اليدوية التي وجدت بحوزته جلبها من الجزائر. وتزامنت الحادثة مع مخاوف أظهرتها الجزائر بخصوص الفراغ الذي تركته القوات الليبية بالحدود الشرقية بعد انسحابها. أصدرت الداخلية التونسية بيانا نشرته وكالة تونس إفريقيا للأنباء، ذكرت فيه بأن دورية أمنية بمدينة تاطاوين (جنوبتونس قريبة من الحدود الجزائرية)، اشتبهت في شخصين من جنسية ليبية كانا يقيمان بأحد فنادق تاطاوين. وأوضح البيان بأن الأمن التونسي اعتقلهما ''وبعد التحري معهما تم العثور لدى أحدهما على قنبلة يدوية الصنع، وحقيبة تحوي مواد غذائية''. وأضاف البيان بأن إخضاع المعتقلين للتحقيق، كشف بأنهما قدما من الجزائر وتسللا إلى التراب التونسي بنية التوجه إلى التراب الليبي. مشيرا إلى أن أحدهما ''ذكر أن القنبلة اليدوية التي بحوزته جلبها معه من الجزائر''. وورد في البيان ما يشبه الرد على جهة معينة قدمت معلومات خاطئة، من وجهة نظر الداخلية التونسية، حول الحادثة. إذ قال ''خلافا لم تم ترويجه لم يتم العثور على أي سلاح آخر.. ولا تزال الأبحاث جارية للوقوف على ملابسات هذا الموضوع''. وحرص البيان الرسمي على التأكيد بأن ''الوضع الأمني بمدينة تاطاوين يتسم بالهدوء والاستقرار خلافا لما أشيع''. ويظهر من خلال معلومات أخرى حول الحادثة، كتبتها ''رويترز'' نقلا عن ضابط شرطة بتاطاوين، أن بيان وزارة الداخلية صدر بغرض تصحيح هذه المعلومات. وذكرت الوكالة البريطانية أن الشرطة التونسية ألقت القبض على ليبي في سيارة محملة بذخيرة بنادق كلاشنيكوف في جنوب البلاد أمس على بعد 80 كيلومترا من الحدود مع ليبيا. ونقلت عن ضابط شرطة بالمنطقة تحدثت معه هاتفيا، أن الشرطة ألقت القبض على شخص ثان من جنسية جزائرية ''كان ينقل قنابل''. وعلى عكس المعطيات التي قدمها بيان الوزارة بشأن البلد الذي قدم منه الموقوفان، تقول وكالة الأنباء البريطانية إنه ''يبدو أن السيارتين قادمتان من ليبيا''. وتشير إلى أن القبض عليهما تم في عمليتين منفصلتين ببلدة تسمى بئر عمير في جنوبتونس. أما وكالة الأنباء الفرنسية فقد تعاطت مع القضية استنادا إلى مصدر بوزارة الداخلية التونسية، الذي قال بأن ليبيين قدما من الجزائر تعرضا للاعتقال بجنوبتونس. وقد كان يحملان قنبلة تقليدية، حسبه وقال بأنهما كانا يريدان التنقل إلى ليبيا. وتم الاعتقال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء حسب ذات المصدر الذي أفاد بأن الرعيتين الليبيين اللذين يبلغ كليهما 25 سنة، توجها إلى فندق بمنطقة تاطاوين الحدودية. وذكر نفس المصدر بأن الشرطة التونسية اشتبهت في تصرفات الشخصين واعتقلتهما، دون توضيح مكان الاعتقال بالتحديد، ودون ذكر اسمي الشخصين، لكن المعلومات لا تخلو من التلميح إلى أن الشخصين ينتميان إلى القاعدة المغاربية. وجاءت هذه التطورات المتسارعة بالحدود المشتركة بين البلدان المغاربية الثلاثة، لتعزز مخاوف السلطات الجزائرية من الانفلات الأمني بتونس وليبيا، والذي كان من نتائجه غياب المراقبة بالحدود، مع ما يحمله ذلك من احتمال أن تستغل ''القاعدة'' الوضع لتسريب عناصرها إلى ليبيا خاصة. وقد ذكر وزير الداخلية دحو لولد قابلية أول أمس، بباريس بمناسبة الاجتماع الوزاري لمجوعة الثمانية، أن الحدود الشرقية للجزائر ''أضحت جبهة مفتوحة بعد انسحاب القوات الليبية لتي التحقت بالجزء الشمالي، ونحن اليوم مجبرين على حماية أنفسنا من أجل منع أي تسلل للإرهابيين على مستوى حدودنا''. وقد كان الهاجس المتعلق بهشاشة الحدود بين تونس وليبيا من الناحية الأمنية، في صلب محادثات وزيرا خارجية فرنساوتونس أمس بباريس.