تسببت كميات الثلوج والأمطار الغزيرة التي تهاطلت عبر العديد من ولايات الوطن، خلال اليومين الأخيرين، في قطع عدة طرق أمام حركة المرور جراء تراكم كميات كبيرة من الثلوج خاصة بالمرتفعات الجبلية كتيزي وزو، بجاية، سطيف، قسنطينة، باتنة، برج بوعريرج، تيسمسيلت، البويرة وغيرها. فيما تم تنصيب خلايا أزمات على مستوى بعض الولايات لمواجهة التطورات والتكفل بالمواطنين في حال تسجيل أي طارئ، وتقديم المساعدات وتسهيل عمليات تزويدهم بالمواد الغذائية الضرورية والغاز. وبولاية قسنطينة سارعت مديرية الأشغال العمومية، لوضع تجهيزاتها من كاسحات ثلوج وجرافات عبر النقاط المهمة بالطرقات الوطنية التي تعرف حركية مرورية كثيفة على غرار الطريقين الوطنيين رقم 3 و27 من المخرج الشمالي الشرقي للولاية باتجاه ولايات عنابة، سكيكدة وجيجل، والطريق الوطني رقم 5 الذي يعد محورا هاما باتجاه الجزائر العاصمة، والطريق الوطني رقم 79 باتجاه ولايتي ڤالمة وأم البواقي، مع وضع بعض المعدات على طرق ولائية تحسبا لأي طارئ على غرار الطرق الولائية 7، 9، 17 و18. وجندت مصالح الدرك الوطني بقسنطينة، من جهتها كل إمكانياتها المادية والبشرية للمساهمة في فك الخناق المروري عبر مختلف أنحاء الولاية، حيث نصبت خلية أزمة لمتابعة كل التطورات، وقد سجلت حركة مرورية صعبة عبر مختلف الطرق مع تسجيل قطع الطريق الولائي رقم 8 الرابط بين بلديتي ديدوش مراد وبني حميدان بسبب كثافة الثلوج، لتطالب من المواطنين بتوخي الحذر والسياقة بتمهل واستعمال رقم النجدة في حالة أي طارئ. من جهته وجه اتحاد اتجار الجزائريين بعاصمة الشرق الجزائري، نداء لكل أصحاب المحلات من أجل فتح محلاتهم وتمكين المواطن من التزود بالمواد الغذائية الأساسية على غرار الحليب والخبز، كما وجهت نداء للخبازين من أجل التزود بالكميات الكافية من مادة الفارينة لإعداد الخبز خلال فترة الإضطرابات الجوية. من جهته أمر مدير الطاقة والمناجم بالولاية، الذي أشرف على افتتاح محطة بنزين جديدة تابعة لمؤسسة نفطال ببلدية عين السمارة، على محور الطريق المؤدي إلى الجزائر العاصمة، بتوفير قارورات غاز البوتان للعائلات التي لا تملك شبكات غاز المدينة خاصة في الجهة الشمالية للولاية على غرار قرى بلدية زيغود يوسف التي خصص لها حوالي 440 قارورة نهار أمس. وأدى التساقط الكثيف للثلوج بولاية سطيف، إلى قطع حركة المرور عبر 8 طرق وطنية و7 طرق ولائية و3 أخرى بلدية، حسبما علم من مصالح الدرك الوطني. حيث قامت مصالح مديرية الأشغال العمومية والفروع التابعة لها عبر البلديات بعمليات تدخل واسعة بتسخير كاسحات الثلوج وأخرى لفتح المسالك البلدية والطرق الولائية. وبلغ سمك الثلوج المتساقطة 10 سنتيمترات بمدينة سطيف، فيما وصلت إلى 25 سنتيمترا بالمرتفعات الداخلية على غرار جبال مغرس، بابور، وتيكركارت. فيما تتوقع مصالح الأرصاد الجوية بمطار 8 ماي 1945، أن يبقى الطقس مضطربا وباردا وغير مستقر مصحوبا بتساقط كثيف للثلوج الى غاية اليوم. كما أدى تساقط الثلوج بإقليم ولاية تيسمسيلت، إلى تسجيل صعوبات وشلل في حركة المرور عبر شبكة الطرقات الوطنية بشطري الطريقين الوطنيين رقم 14 بين بلديتي ثنية الحد والعيون، ورقم 19 بين بوقايد والأزهرية استنادا إلى سرية أمن الطرقات للدرك الوطني. وسجلت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني أيضا شللا تاما في حركة سير السيارات بعدة طرقات ولائية. كما تسبب سوء الأحوال الجوية في وقوع حادث مرور أمس، بعد انحراف شاحنة عن مسارها على مستوى الطريق الولائي رقم 15 الرابط بين تيسمسيلت وأولاد بسام دون تسجيل إصابات. وبولاية باتنة تسببت درجات الحرارة الجد منخفضة في تشكيل طبقات من الجليد فوق الثلوج المتراكمة خاصة بالمحاور والمسالك الجبلية مما جعل الطرقات زلجة وصعبة المرور ومقطوعة بالبعض منها. ويتعلق الأمر بالطريقين الوطنيين رقم 77 على شطره العابر لمروانة بمنطقة نافلة وكذا رقم 87 بثنية الرصاص المقطوعين إلى جانب الطريق الولائي رقم 54 ببوزينة ورقم 165 بفم الطوب والمسلك البلدي رقم 10 بين بلديتي كيمل بولاية باتنة، ولمصارة بولاية خنشلة التي ما تزال مغلقة أمام حركة المرور. وبولاية البليدة تسببت الثلوج في غلق مؤقت لبعض الطرقات وعزل عدد من القرى الواقعة في المرتفعات التي يفوق علوها 600 متر. ونفس المشهد تكرر في ولاية البويرة، حيث تسببت الثلوج التي بلغ سمكها حوالي 50 سم في غلق مؤقت لعدد من الطرقات مما نتج عنه عزل قرى واقعة في بلديات صحاريج، سور الغزلان، الأخضرية، وديرة. كما تسببت الثلوج في انزعاجات للمواطنين كوقوع حوادث مرور. وفي المدية نصبت مصالح الولاية خلية سهر لمتابعة تطور الوضع الجوي عن قرب بعد تسجيل اضطرابات مرورية وتزايد الطلب على المواد الغذائية الأساسية. وأوضحت مصالح الولاية أن هذه الخلية التي شرعت في العمل مساء الاثنين، والتي تجمع ممثلي مختلف المصالح التقنية مكلفة بتأمين تنظيم الإسعافات في حالة تسجيل حوادث خصوصا لمستعملي الطرقات الذين من المحتمل ان تحاصرهم الثلوج بالإضافة إلى السهر على فتح المحاور الطرقية الهامة تجنبا لعزل المراكز والمناطق السكنية. ومن جهة أخرى جندت المؤسسات التربوية لإيواء مستعملي الطرقات الذين حاصرتهم الثلوج، كما تعمل مصالح النشاط الاجتماعي والحماية المدنية والهلال الأحمر على التكفل بالأشخاص بدون مأوى خلال هذه الفترة التي تعرف انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة. وبولاية برج بوعريريج، لا تزال أجزاء من الطريقين الوطنيين 76 و60 مغلقة أمام حركة المرور على مستوى عديد المواقع إلى جانب الطرق الولائية رقم 46 و44 و43 و42 و41 التي تعبر القرى المؤدية إلى المناطق الجبلية بالولاية على غرار الجعافرة وزمورة والقلة. وقد تسبب هذا التغير المفاجئ في أحوال الجو في انقطاع الكهرباء على مستوى بعض المناطق بالولاية.
