يعد تجسيد مشروع مجمع العلوم والتسلية للأطفال، أهم هدف تصبو إليه جمعية الطفولة السعيدة لولاية غرداية، التي بدأ نشاطها سنة 2004 بناء على شعار "طالع كتابا تمتلكه"، وانطلاقا من واقع ميداني مفاده عزوف الأطفال عن المطالعة، وهو الأمر الذي تكون له انعكاسات سلبية على هذه الشريحة خلال فترات العطل. وكانت مشاركة جمعية الطفولة السعيدة "العطف" مؤخرا في الصالون الدولي للطفل بقصر المعارض الصنوبر البحري، تندرج في إطار عرض مشروع مجمع العلوم والتسلية للأطفال في غرداية. ويستوعب المشروع حسب المدير التنفيذي للجمعية، السيد سليمان بن يوب، 250 طفل دائما و2500 طفل خلال العطل. كما يتربع المشروع الذي رصد له مبلغ 5.7 ملايير سنتيم على مساحة 2000 متر مربع. وأوضح المدير التنفيذي للجمعية في معرض حديثه، أن المشروع جاهز ويشمل إنشاء قاعات مطالعة، مكتبة للأطفال، جناح لرياض الأطفال، قاعات للمتابعة الدراسية، جناح للتسلية يحتوي على مساحة خضراء، مسرح الهواء الطلق وملعب رياضي، لإعطاء بعد علمي لنشاطات الجمعية. غير أن تجسيد المشروع يبقى مرهونا بإيجاد حلول لإشكاليتي الأرضية والتمويل.. وفي هذا الصدد يوجه مسؤولو الجمعية نداء إلى وزير لتضامن لتدعيم هذا المشروع الذي سيعطي دفعا لقطاع الطفولة، وكذا إلى كافة الجمعيات المهتمة بالطفولة للمشاركة في تحويل مجمع العلوم والتسلية للأطفال إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع. وسبق للجمعية أن خاضت تجربة إنشاء مركز المطالعة والترفيه والتربية البدنية للأطفال خلال عطلة الصيف منذ سنة 2000، حيث أسفرت عن انخراط 2000 طفل يتم توزيعهم على ورشات متنوعة تتعلق بالمطالعة، المهن، الرسم والأشغال اليدوية. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن هذه التجربة التي انطلقت من واقع عزوف الأطفال عن المطالعة تمس حاليا ولاية غرداية، في انتظار تعميمها على مستوى كافة ولايات الوطن للوصول إلى مليون طفل قارئ في الجزائر، وذلك تطبيقا لتوصيات الملتقى الوطني الثاني للطفل والكتاب المنظم في شهر مارس 2008 بغرداية، والتي يراد من خلالها جعل غرداية عاصمة كتاب الطفل في الجزائر. ولا تتوقف أهداف هذا المشروع عند هذه الحدود، بل تسعى أيضا إلى توعية الأطفال حول أخطار الانحراف، إذ تبين من خلال إحصائيات الدرك الوطني، أن نسبة الانحراف أصبحت ضئيلة جدا في فترة العطلة، بعد أن تمكن المشروع من استقطاب عدة أطفال. كما أظهرت نتائج استبيان شمل المدارس الابتدائية تحسن مستوى القراءة والتعبير والإنشاء بعد انطلاق هذا المشروع.. يؤكد محدثنا. وتدعيما لهدف تحبيب المطالعة، تعكف الجمعية منذ سنة2001 على تنظيم تظاهرة إسمها "يوم مع الكتاب" في25 مارس من كل سنة بمشاركة 1200 طفلا من مختلف أنحاء الوطن يوزعون على ورشات متنوعة (المطالعة، الرسم، الشطرنج، الإعلام الآلي والفضاء الأخضر)، ليحصلوا في النهاية على كتاب. وبخصوص آفاق الجمعية، يخطط القائمون عليها لتنظيم ملتقى مغاربي حول الطفل والكتاب، ومعرض مغاربي لكتاب الطفل في مارس 2010 بغرداية. علما أن جمعية الطفولة السعيدة "العطف" لولاية غرداية، تأسست سنة 2004، بغية ضمان المتابعة الدراسية والتأطير في وسط الأطفال، إضافة إلى تشجيع المطالعة.