أكد أمس المشاركون في الملتقى الوطني حول المذهب المالكي المنعقد بولاية عين الدفلى على ضرورة العناية بخطة الفتوى واحترام المرجعية الفقهية للشعب الجزائري حفاظا على وحدته وتماسكه مع التفتح على التراث الإسلامي تحقيقا للمصلحة· وتطرق الملتقى الذي دام يومين واحتضنت فعالياته دار الثقافة بولاية عين الدفلى إلى المذهب المالكي بعد مرحلة التأسيس وانتشاره في المغرب العربي على أيدي ثلاثين رجلا كلهم تلقوا العلم على يد الإمام مالك ومن بينهم علي بن زياد وعبد الرحمان الأشرس، حيث ساهموا في تأسيس المدرسة المغربية بعدما كان مذهب الكوفيين هو السائد، كما تطرق المشاركون إلى بعض المدارس التي نشأت كمدرسة المدنية التي تعد من أولى المدارس التي أنشئت في عهد الإمام وبقيت نشيطة بفضل رجالاتها إلى غاية القرن الخامس ومن خصائصها المحافظة على طريقة التدريس وكثرة الاتفاق بين أئمتها، أما المدرسة المصرية فإنها لا تقل تأثيرا في المجتمع حيث ساهمت هي الأخرى مساهمة فعالة في "تنمية قدرات المجتمع ثقافيا وعقائديا، وهي امتداد- كما قال- بعض المتدخلين للمدرسة المدنية، ومن روادها عبد الرحيم بن خالد وعثمان بن الحكم الجذامي· وقد طالب البعض بالإرتقاء بالملتقى من الطابع الوطني والمغاربي إلى الطابع العربي والعالمي حتى يتسنى أيضا الإستفادة من تنوع البناء الأصولي للمذهب المالكي وسعته في إثراء المنظومة التشريعية والاجتهادات الفقهية المعاصرة، مع تفعيل لجان الفتوى على كافة المستويات سواء محليا أووطنيا ومن ثم إنشاء هيئة وطنية تضطلع حسب بعض المشاركين بوظيفة الفتوى وتجميع القدرات الفقهية الوطنية ·