ذكر تقرير التقييم العالمي بشأن الحد من المخاطر لعام 2009 أن الجزائر من أكثر الدول المعرضة للخطر بالقياس الى متوسط عدد السكان المعرض لخطر الزلازل، والذي يفوق المليون والنصف مليون شخص لوقوع الجزائر ضمن منطقة شمال المغرب العربي الزلزالية، وهو ما يجعلها قابلة للضرر الاقتصادي الكبير بالاضافة الى خطر الفيضانات التي أصبحت تجتاح الجزائر في السنوات الاخيرة، وإن كانت أقل حدة من تلك التي تجتاح دولا عربية أخرى كالسودان ومصر والعراق والصومال والمغرب، غير أنها لا تقع ضمن الدول التي تعاني من الجفاف ومن ارتفاع مستوى البحر كما هو الشأن بالنسبة للمغرب ومصر. وأضاف التقرير أن العالم العربي ليس في منأى عن الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية بما فيه ارتفاع مستوى البحر والجفاف، وهي مخاطر متواجدة بصفة مستمرة، الامر الذي يدفع المجتمعات المحلية للاستعداد والمواجهة. وأشار التقرير أيضا الى أن تغير المناخ يشكل تهديدا آخر للمنطقة العربية بشأن ارتفاع مستوى البحر، فمصر هي تاسع أكبر دولة عرضة للخطر عالميا، ذلك أن أكثر من عشرة ملايين نسمة من مواطنيها يعيشون في المدن الواقعة في مناطق ساحلية ارتفاعها أقل من 10 أمتار فوق سطح البحر، فارتفاع البحر بمعدل 50 سم يعني تهجير أكثر من مليوني شخص في الاسكندرالية ورشيد وبورسعيد، مما يؤدي الى فقدان 214000 وظيفة وحدوث خسائر بحوالي 35 مليار دولار. أيضا دولة البحرين التي تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم عرضة للخطر. وحسب قاعدة بيانات الكوارث الدولية فإن 37 مليون مواطن في العالم العربي تأثر من الجفاف والزلزال والفيضانات والعواصف خلال 28 سنة الماضية، فيما بلغ حجم الخسائر 19 مليار دولار خلال نفس الفترة. وذكر نفس التقرير أن كوارث طبيعية أخرى بدأت تزحف نحو المنطقة العربية كالأعاصير التي ضربت سواحل اليمن وعمان وهي أمواج التسونامي في أعقاب الاعصار الذي اجتاح المحيط الهندي في 2004. وبخصوص الجفاف، ذكر التقرير أن المغرب يوجد به أكبر مساحة من الزراعات المعرضة للجفاف، كما أن اقتصاده الثاني عالميا بالقياس الى الناتج المحلي المعرض للخطر. ذات التقريرذهب الى التأكيد على أن العالم العربي مقبل على تسجيل نقص كبير في المياه، مما سيؤثر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية مستقبلا، وهو ما قد يتسبب في نشوب نزاعات وانعدام للأمن. وجاء هذا التقرير على هامش أشغال الورشة التدريبية للاعلاميين حول التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث التي انتهت أول أمس بتأكيد المشاركين على أهمية دور الاعلام في التعبئة والتحسيس وأيضا اشراكه في تحريك الرأي العام بخصوص التكيف والوقاية للحد من حجم الكوارث، وخصت اشغال اليوم الثاني من الورشة الى مشكلة نقص المياه والجفاف وأثره على التنمية، وخلص المشاركون من خبراء ومختصين وممثلين عن جمعيات البيئة وموارد المائية الى جملة من الاقتراحات التي ستؤخذ بعين الاعتبار من الشركاء الفاعلين كالشبكة العربية للبيئة. مبعوثتنا إلى الرباط: نادية زيات