هو مثل يطلقه البعض على بعض الفضوليين الذين يبينون اهتمامهم بكل صغيرة وكبيرة حتى ولو لم تكن تخصهم، وفي حال انزعاج البعض منهم يلمّحون لهم بعيبهم بطريقة مهذبة عن طريق المثل، وهو يوحي بعدم التدخل في شؤون الغير وكثرة السؤال والاستفسار عن أمور وأشياء قد لا تخص المستفسر، ومن ثمة فإنه يتبين أن الأمثال الشعبية كان القصد الأساسي منها تهذيب النفوس وتقويم سلوكات البعض، وهو ما شرحته الحاجة أم الخير التي قالت إن المثل كثيرا ما تردد على ألسن من سبقونا واستمر تداوله إلى غاية اليوم بالنظر إلى غاياته الإيجابية في تحسين الطباع وحفظ أسرار الغير كونهم غير مجبرين على التشهير بها لكل الناس، خصوصا وأن البعض في الوقت الحالي أظهروا نية اطلاعهم على كل الأمور الشخصية التي لا تخصهم من باب الفضول الزائد أو (التقرعيج) كلفظ عامّي، مما يؤدي إلى إحراج الغير بالأسئلة والاستفسارات ويهدم مبدأ حفظ الأسرار، فالغير ليس ملزم بالتشهير ببعض خصوصياته، فالمثل يحث على التحلي بمكارم الأخلاق وتفادي الفضول الزائد الذي يتجاوز حدوده ويمس بحقوق الآخرين وحرياتهم، وهو ما يوحي إليه مثلنا اليوم فمن كان خارج الجماعة وفاته الحديث فلا يجبر الآخرين على إعادته من باب التخلق، أما الجزء الثاني من المثل (اللي فاتو الطعام يقول شبعت) فيهدف إلى نفس المعنى الأول أي أن قناعة الشخص تجعله شبعان حتى ولو لم يأكل.