سيتم إطلاق أول مشروع استثماري في مجال إنتاج الخشب على مستوى السد الأخضر نهاية السنة الجارية 2025، حسبما أفاد به الأحد المدير العام للمديرية، جمال طواهرية. أوضح طواهرية في لقاء مع الإذاعة الجزائرية أن المديرية العامة للغابات ستفتح نهاية السنة الجارية باب الاستثمار في مجال غرس الاشجار الغابية الموجهة لإنتاج الخشب، وهذا في إطار المساعي الرامية لخلق القيمة المضافة وإضفاء الطابع الاقتصادي للسد الاخضر. ويتعلق الأمر بمشروع استثماري نموذجي لغرس أشجار البولونيا على مساحة تقدر ب500 هكتار بولاية الاغواط، استنادا للمدير العام، الذي لفت إلى أن مثل هذه المشاريع يسمح بتثمين جهود التشجير بالسد الأخضر. وبهذا الخصوص، أكد طواهرية أن عمليات التشجير بالسد الأخضر شملت إلى غاية الآن 24 ألف هكتار، مع التركيز على الأشجار المقاومة والمثمرة كالزيتون، اللوز والفستق. وأضاف بأن الجهود متواصلة لإعادة تأهيل السد الاخضر وتوسعته لبلوغ المساحة المستهدفة وهي 400 ألف هكتار، وهذا بالاعتماد على وسائل حديثة والتركيز على اختيار نوعية الاشجار بعناية وبشكل يناسب نوعية التربة وكمية المياه والمناخ. ..تفعيل مبكر لمخطط مكافحة حرائق الغابات وبخصوص مكافحة حرائق الغابات، أكد طواهرية أن المديرية العامة للغابات شرعت، وللسنة الثانية على التوالي، في تنفيذ المخطط الوطني لمكافحة حرائق الغابات، ابتداءً من ال1 ماي الجاري، وذلك بهدف ضمان صيف هادئ وآمن من حرائق الغابات، لاسيما في المناطق المعروفة بارتفاع معدلات اشتعال الحرائق. وأوضح أن إطلاق المخطط بشكل مبكر ساهم في تسجيل نتائج إيجابية للغاية مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن المساحة المتضررة من الحرائق خلال شهر ماي الجاري لم تتجاوز هكتارين ،مقابل 25 هكتار اخلال نفس الفترة من سنة 2024. وأضاف قائلا، "المناطق الغابية التي تضررت خلال السنة الماضية، والتي قُدرت ب 3 آلاف هكتار، استعادت غطائها النباتي الطبيعي وعادت إلى حالتها الأصلية، مؤكداً أن التحقيقات أظهرت أن غالبية الحرائق المسجلة نشبت في أراضٍ تابعة للخواص قبل أن تمتد إلى الغابات." كما شدّد طواهرية على أن الاستراتيجية الحالية تركز بشكل أساسي استناداً إلى التجارب الميدانية السابقة، على الوقاية والتحسيس، مؤكداً أن الجهود المبدولة في هذا المجال تتم بالتنسيق والتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، والتي تلعب دوراً فعالاً في تحسيس العائلات المقيمة بالقرب من المناطق الغابية من خطر الحرائق. وبخصوص عمليات التدخل، أوضح أن المديرية تعتمد على أعوان الغابات، إضافة إلى الوسائل المادية مثل الشاحنات، كما تقوم بتنفيذ مخططات الأشغال الغابية وتشمل تهيئة المسالك وشق الطرق لتسهيل الوصول السريع إلى أماكن اندلاع الحرائق، حيث كشف بأن هذه المسالك أصبحت حالياً في حالة جيدة جداً. وأضاف، "يتم حفر خنادق مضادة للحرائق بعرض 50 متراً وعلى امتداد المساحات الغابية، كإجراء وقائي فعال". وفي مجال الرصد والإنذار، أشار طواهرية إلى أن المديرية تعمل بتنسيق يومي مع مصالح الأرصاد الجوية، التي تزودها بنشرات جوية خاصة بالغابات، وخصوصاً بالمناطق الأكثر عرضة للحرائق وارتفاع درجات الحرارة . وتابع، "تستعين مصالح الغابات أيضا بخدمات الوكالة الفضائية الجزائرية لرسم وتحديد خريطة للمناطق الأكثر عرضة لاندلاع الحرائق، لتعبئة الوسائل الضرورية بالقرب منها وضمان التدخل السريع والفعال". وأردف، "نستخدم التكنولوجيا الحديثة، ومنها "الدرونات" لرصد ومتابعة الحرائق بدقة، وتحديد طبيعتها وأسبابها وبما في ذلك الأسباب البشرية، ونجدد التذكّير بأن المنظومة القانونية الجزائرية صارمة وقد تتجاوز العقوبات 30 سنة سجناً في حال تسبب الحريق في وفيات أو أضرار جسيمة". كما أشار إلى أن مصالح الغابات تستفيد أيضا من خدمات المؤسسات الناشئة، مثل مؤسسة من ولاية تيزي وزو، تقدم خدمة الكاميرات الحرارية لرصد الحرائق بدقة وفي الوقت المناسب. وأكد طواهرية أن الجزائر تمتلك أسطولاً جوياً متطوراً من طائرات الإطفاء متعددة المهام، من بينها الطائرة العملاقة Beriev Be-200 التابعة للجيش الوطني، والتي أثبتت فعاليتها في الميدان. وأوضح أن الوسائل الجوية تُستخدم في تقليل شدة النيران، وتساهم في فتح الطرق أمام الفرق الأرضية للتدخل داخل عمق الغابات، مشيراً إلى وجود تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال مسح ومراقبة المناطق الجبلية، وقد تم إطلاق تجربة أولية ولاية البليدة، وهي تعتمد على الإنترنت والأقمار الصناعية.