قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه حسب العالم الحق أن تسلم له عقيدته ودينه، مؤكدا أنه حاشا للّه أن يتنازل الراسخون في العلم عن شيء من ثوابت دينهم أو أن يرضوا أحدا من الناس كائنا من كان بما يسخط اللّه أو أن تختطف عقولهم وفهومهم بما يخالف سُنّة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم. في خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة وجَّه السديس أول أمس الدعوة إلى العلماء للحفاظ على هوية الأمة الإسلامية ووحدتها ووسطيتها وتعاهدها بالتثقيف والتربية وتصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للشبهات، فيما أكد على ضرورة تصدي العلماء إلى فوضى تكفير المسلمين وتفسيقهم واستحلال دمائهم، داعيا إلى تقوية الروابط مع شباب الأمة لتعزيز نهج الوسطية بينهم وتحذيرهم من التفرق والتحزب والتعصب والمذهبية والطائفية والتحلي بأدب الخلاف صونًا لمصالح الأمة العليا. وحذَّر السديس من بث الإشاعات للوقيعة بعلماء الأمة، لا سيما فيما يعرف بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن علماء الأمة يقفون بالمرصاد لهذه الحملات يكشفون زيفها بالفهم الدقيق للوحيين الشريفين. واستشهد السديس بقول الشاعر أبي الطيب المتنبي: وكم من عائب قولا صحيحا ** وآفته من الفهم السقيم ولكن تأخذ الآذان منه ** على قدر القرائح والعلوم إلى ذلك، دعا السديس شباب الأمة إلى أن يعرفوا قدر علمائهم والاعتصام بالكتاب والسُنّة والاستمساك بنهج العلماء الربانيين، محذرا من إعطاء الفرصة للمجاهيل وأنصاف المتعلمين لهز الثقة في العلماء الربانيين، كما طالب وسائل الإعلام بمؤازرة العلماء في تصديهم لأصحاب الأفكار الضالة وتوظيف الإعلام لنشر الوعي بحرمة الدماء والتصدي لمروجي الإشاعات والفتاوى الشاذة.