كان مهدّدا بخمس سنوات حبسا البراءة لعامل في السكك الحديدية من تهمة دعم الإرهاب عالجت محكمة جنايات العاصمة أمس ملف المتّهم (س. بشير) عامل سابق في محطة السكك الحديدية ينسب إليه أنه كان يقوم بتزويد الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة خميس الخشنة بالمواد الغذائية وشرائح الهاتف النقّال إضافة إلى تشجيع أعمالها بغرض تجنيد الشباب قبل أن تقضي هيئة المحكمة ببراءته. حسب ما دار في جلسة المحاكمة فقد تمّت إحالة المتّهم لمواجهة جناية تمويل وتشجيع الأعمال الإرهابية بعدما تبيّن أنه كان على اتّصال دائم بالإرهابي (عيسى) الذي ينشط ضمن الجماعات الإرهابية المتواجدة في منطقة خميس الخشنة والذي طلب منه الالتحاق بمعاقل الجماعة لكن المتّهم رفض وأخبره بأنه مصاب بمرض الربو ولا يستطيع تحمّل العيش في المناطق الجبلية حينها طلب منه العمل معهم كعنصر دعم وإسناد وتمويلهم بالمؤونة وشرائح الهواتف النقّالة. وتوصّلت التحرّيات الأمنية إلى أن الإرهابي (عيسى) حدّد موعدا للمتّهم (س. بشير) لتزويده بالمؤونة وكان ذلك بتاريخ 11 ديسمبر 2008 حيث اِلتقيا بالقرب من مركز التكوين المهني أين سلّمه مقابل المؤونة مبلغ 1600 دينار وطلب منه مساعدته في تجنيد عناصر إرهابية جديدة بسبب تضييق الخناق عليهم من طرف مصالح الأمن في المنطقة ليقرّر المتّهم بعدها التوجّه إلى مسجد الإمام (الشافعي) بحسين داي بالعاصمة أين اِلتقى بالمدعو (موح سردينة) مروّج مخدّرات وعرض عليه فكرة الانضمام إلي الجماعات الإرهابية فطلب منه هذا الأخير إعطاءه مهلة للتفكير في العرض كما كان كثير التردّد على مسجد (الزمخشري) بنفس المنطقة لاصطياد الشباب الراغبين في الجهاد. وهي الوقائع التي أنكرها المتّهم جملة وتفصيلا وصرّح بأنه ليس مسبوقا في قضايا إرهابية حيث استفاد من البراءة في أحد الملفات سنة 2007 بعدما تمّ توقيفه وإيداعه رهن الحبس بالبليدة لمدّة 21 يوما وأن ما جاء في محاضر الضبطية القضائية كان تحت الإكره حيث تمّ إرغامه على التوقيع على ورقة بيضاء وليس على محضر استجوابه. ممثّل الحقّ العام شدّد على خطورة الوقائع والتمس إدانة المتّهم ب 5 سنوات حبسا نافذا قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره.