بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها.. فقد كان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان يقول: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام . وكان مالك بن أنس رحمه الله إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف. وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليال دائماً وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كل ليلة. وكان إبراهيم النخعي -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال وفي العشر الأواخر في كل ليلتين. وكان الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر. وكان سعيد بن المسيب رحمه الله إذا دخل الليل خاطب نفسه قائلاً: قومي يا مأوى كل شر والله لأدعنّكِ تزحفين زحف البعير فكان إذا أصبح وقدماه منتفختان يقول لنفسه: بذا أمرت ولذا خلقت. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مُكبّل كبّلتك خطيئتك. وكان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك ثم يقوم إلى صلاته. قال معمر رحمه الله: صلّى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ حتى أتى على هذه الآية: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ثم خرجت إلى بيتي فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . أختي أخي رعاك الله: هذه بعض نماذج يسيرة من حال السلف الصالح في رمضان فما هو حالنا في رمضان؟. اللهم وفقنا للسير على طريقهم يا رب العالمين..