وينطبق عليه حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من حج ولم يفسق ولم يرفث رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأكدوا أن الحفاظ علي الأعمال الصالحة والإكثار من الطاعات وعمل الخير والتحلي بالسلوك القويم بعد العودة من الحج يعد من علامات الحج المبرور. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء إن هذا الحديث يدل علي أن من يؤدي فريضة الحج كاملة بأركانها وأحكامها وسننها ويتجنب الرفث والفسوق يعود من حجه كيوم ولدته أمه وكلمة الرفث في الحديث يراد بها كل أمر مخالف للشرع قولا أو فعلا وقد خصه بعض العلماء فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية والفسوق خروج عن الطاعة وارتكاب المعاصي وهذا لايجوز ان يكون في الحج بل علي الإنسان أن يسخر وقته كله في الطاعة والعبادة والذكر وقراءة القرآن وأداء المناسك ويشير إلي أن لفظ الجدال غير موجود في هذا الحديث الشريف لكنه ورد في قول الله تعالي الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب والجدال في هذه الآية يقصد به الجدال الذي فيه تعنت وليس المراد به المناقشة من أجل معرفة الحق فالإنسان الذي يؤدي الحج ويتجنب الرفث والفسوق والجدال يعود من الحج طاهرا كأنه مولود من جديد كما ورد في الحديث الشريف. ويضيف أن قيام بعض الحجاج بشراء الهدايا ليس محرما فطالما أدي أركان الحج فلا مانع من شراء بعض الهدايا بشرط ألا ينشغل عن أداء المناسك وألا يؤدي ذلك لارتكاب بعض المعاصي وبالنسبة للخلاف علي ثمن بعض السلع فإن هذا لا يعتبر جدالا وليس منهيا عنه لأن المناقشة في هذه الحالة تكون لمعرفة الثمن الحقيقي للسلعة لكن يجوز ألا يكون هناك حديث بصوت مرتفع أو أن يتحول النقاش لنوع من العناد والحدة في التعامل. ويري الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن التزام الحجاج بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم أن من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه يتطلب الالتزام بمجموعة من القيم والضوابط منها تجنب إيذاء الناس وعدم السب أوالشتم أوالصياح أوالقيام بمظاهرات ومسيرات تحمل دوافع سياسية وكذلك لابد من حسن أداء المناسك وعدم الإسراف في استخدام المياه سواء للاغتسال أو الوضوء والمحافظة علي نظافة البيئة وعدم رمي المخلفات في الشوارع والطرقات أو وسط تجمعات الحجيج وضرورة التحلي بالسلوك الحميد والخلق الكريم واتباع النظام والالتزام بالتعليمات والإرشادات وعدم المزاحمة والمدافعة عند الحجر الأسود سواء لتقبيله أو الإشارة إليه. ويؤكد أن المحافظة علي أن تكون الأخلاق بعد العودة من الحج أفضل مما كانت عليه تعد من علامات الحج المبرور وهناك مسئوليات كثيرة تقع علي الحاج بعد العودة من الحج أهمها المحافظة علي الفرائض والإكثار من النوافل لأنه صار بأداء الحج قدوة ومثلا يحتذي به وكذلك حرصه والتزامه بمحامد الصفات ومكارم الأخلاق في أقواله وأفعاله فلا يصدر منه إلا كل طيب من قول وفعل وأن يبتعد عن السلوكيات السيئة لأن الحاج الذي أكرمه الله عز وجل وقام بأداء الفريضة ويسر له العودة إلي أهله مطالب بالشكر العملي لله تعالي من خلال مزيد من الطاعات والقربات وتواصل أعمال البر والتقوي وصالح الأعمال دون كلل أو ملل من أجل رضاء الله عز وجل وعليه أن يعلم أنه طالما التزم بالسلوك القويم في الحج ولم يفسق ولم يرفث فإنه عاد كيوم ولدته أمه خاليا من الذنوب وعليه أن يبدأ صفحة جديدة في التعامل مع الله والتعامل مع الناس لأنه قام بأداء فريضة عدها الرسول صلي الله عليه وسلم من أفضل الأعمال كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الأعمال قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله وحج مبرور.