استراتيجية موقع الجزائر أنها تمثل بوابة إفريقيا فبعد احتلالها سنة 1830 كانت بوابة إفريقيا قد فتحت للاحتلال الذي تسرَّب لكل ما جاورها شرقا وغربا وجنوبا وكما كانت الجزائر بوابة للاحتلال الإفريقي كانت بوابة للاستقلال الإفريقي أيضا. فثورة نوفمبر سنة 1954 لم تكن ثورة محلية كالثورة الفرنسية ضد الملكية ولا كالثورة الروسية ضد القيصرية ولا كالثورة الإيرانية ضد البهلوية بل كانت ثورة عالمية ضد الهيمنة الاستعمارية الفرنسية تردّد صداها في إفريقيا والعالم عامة وبين الشعوب المضطهدة خاصة وبصفة أخص بين المستعمرات الفرنسية التي لها حدود مع الجزائر وهي خمس مستعمرات: المغرب- تونس - موريتانيا- مالي - النيجر. حاولت الإمبراطورية الفرنسية بكل إمكانياتها العسكرية وجيوشها البرية والبحرية والجوية والاستخباراتية وحليفتها الأطلسية حاولت كتم أنفاس الثورة الجزائرية لكن فات الأوان والثورة كانت أكبر من أن تكتم فرنسا ومن معها أنفاسها وكانت ثورة أكبر من أن يقف تأثيرها عند حدود الجزائر فقبل أن تُحرِّر الجزائر نفسها حررت إفريقيا حيث بلغ عدد من تحرر منذ 1 نوفمبر سنة 1954 إلى يوم 5 جويلية سنة 1962 ما يقرب من عشرين (20) مستعمرة فرنسية هي: المغرب وتونس سنة 1956 – غينيا ومدغشقر سنة 1958- موريتانيا إفريقيا الوسطى تشادالغابون بينين بوكينا فاسو ساحل العاجماليالنيجرالسنغال الطوغو الكاميرون كلها سنة 1960. وبعدأن حررت ثورة نوفمبر الدول الإفريقية من الاحتلال الفرنسي وقبل أن تحرر نفسها فكّكت إمبراطورية الاحتلال والاضطهاد. فكما كانت الجزائر حجر الأساس في بناء تلك الإمبراطورية الفرنسية في إفريقيا كانت ثورتها بمثابة دق المسمار الأخير في نعش تلك الإمبراطورية وكان مسك الختام حرية للنفس والأهل والجيران وهزيمة وانهيار وخزي وعار للاستعمار وهذا ما لا ينساه صناع القرار!!.