رغم توفر مدينة عنابة على العديد من الشواطئ المحروسة إلا أن شاطئ واد بقرات الواقع ببلدية سرايدي الجبلية يبقى المنتجع الأمثل للاصطياف والاستجمام وهذا بالنظر لموقعه الساحر في أحضان جبال الإيدوغ التي تطل على زرقة مياه البحر الأبيض المتوسط ، وتستند على مرتفعات غنية بأشجار الفلين ، بالإضافة إلى بساتين متعددة الثمار تبعث في نفوس هواة الاستجمام الإحساس بمتعة الراحة والسكينة هروبا من ضوضاء المدينة. تحقيق : صالح.ب لدى زيارة «آخر ساعة» أول أمس إلى شاطئ واد بقرات أو جنان الباي أو الشاطئ الكبير على الرغم من تنوع اسمه إلا أنه يبقى الوجهة الأولى والمفضلة للعديد من المصطافين من داخل الوطن وخارجه،وجدناه مكتظا عن آخره نظرا للمناظر الخلابة التي تميزه عن باقي الشواطئ و الخدمات والأمن اللذين يتوفران به ،كما أن هذا الشاطئ لايقصده كل من هب ودب نظرا لوعورة مسالكه حيث تتطلب سيارة قوية وسائقا جيدا بالنسبة للمسالك الوعرة والمنعرجات الخطيرة التي يتميز بها إضافة إلى ضيق الطرقات ،حتى أن أصحاب الفرود باتوا يقيلون الأشخاص الراغبين في التوجه إلى الشاطئ الكبير بضعف المبلغ حيث أن المبلغ الذي يطلبونه من عنابة إلى الشاطئ من 1000دج إلى 1200 دج ،رغم قرب المسافة التي تصل إلى 15 كم ،والتي قد يصل ثمنها في أحلك الظروف إلى 600دج لكن حجتهم دائما مسالكه الوعرة و طرقاته الضيقة لهذا لايقصده كل من هب ودب، من جانب آخر و قبل بلوغ واد بقرات يتمتع قاصدو الشاطئ بفسحة مريحة في أحضان الطبيعة، ونسيم الهواء العذب حيث يسلكون أثناءها طريقين جبليين يقطعان قلب جبال الإيدوغ وسط ديكور تصنعه أشجار غابية قبل أن يطل عليك منظرا خلابا يمزج بين زرقة المياه و رمال الشاطئ الذهبية إضافة إلى الغابات المحيطة به. يستقطب حوالي 15000 مصطاف في العطل الأسبوعية نظرا للإقبال الهائل على شاطئ واد بقرات الذي يقصده يوميا المئات من المصطافين ويزداد العدد في عطل الأسبوع مثلما لاحظناه أول أمس حيث أكد لنا المكلف بخلية الإعلام والاتصال لمصالح الحماية المدنية أن الشاطئ الكبير يستقبل يوميا حوالي 10000 مصطاف ، ويزداد العدد في العطل الأسبوعية ليصل إلى حوالي 15000 مصطاف ،يتنقلون عن طريق 400 مركبة، ورخصت البلدية مساحات لركن المركبات غير محدودة السعة وذلك بالجهتين الشرقية والغربية، ويشرف على تسييرها شباب من أبناء المنطقة مرخصين ويتقاضون مبلغا قيمته 100 دج مقابل ركن المركبة الواحدة وسط تعزيزات أمنية وحراسة مشددة من قبل عناصر الدرك الوطني. يعتبر الوجهة المفضلة للمغتربين و السياح الأجانب والزوار يعرف شاطئ جنان الباي إقبالا كبيرا من طرف المصطافين يوميا ومن مختلف ولايات الوطن وهو ما وقفنا عليه أول أمس حيث تجد ألواح ترقيم السيارات من مختلف ولايات الوطن على غرار أم البواقي ،باتنة ،الطارف ،بسكرة،سطيف،سوق أهراس،قسنطينة و قالمة الذين يعتبرون من أكثر الوافدين على الشاطئ مقارنة بالولايات الأخرى كما يعتبر أيضا الوجهة المفضلة للسياح الأجانب وكذا الزوار والمغتربين والمفتونين بعبق الأزهار البرية خاصة الجزائريين المقيمين بفرنسا حيث يقصدونه كثيرا نظرا للهدوء الذي يميزه والمناظر الخلابة التي تسحر كل مصطاف وتجعله يفكر في العودة من جديد لهذا الشاطئ الساحر.ومن أهم الخصوصيات التي تميز واد بقرات أن أغلب الذين يقصدونه من الطبقة الميسورة الحال والمغتربين، وكذا الأجانب والوافدين من الولايات المجاورة، لأن التنقل إليه يعتمد على امتلاك سيارة ، نظرا لعدم توفر خطوط للنقل الجماعي نحو الشاطئ. مجانية الشواطئ حبر على ورق يضاف إليها ارتفاع الأسعار أثناء وصولنا لرمال الشاطئ وقفنا على نقطة سلبية وهي أن تعليمات مجانية الشواطئ تبقى حبرا على ورق فقد لاحظنا طاولات وكراسي ومضلات مغطاة بنبات الديس الطبيعي تمتد على طول الشاطئ الذي يزيد عن 1 كلم ،تسير من طرف شباب المنطقة حيث تجدهم يتفنون في وضع الأسعار فإن كنت من ابن المنطقة ولسانك طويل كما يقول المثل فإن السعر سيكون منخفضا أما إن كنت عكس ذلك فإن أصحاب الباراسول لن يرحموك حيث أن مظلة مغطاة بنبات الديس و أربعة كراسي وطاولة يتجاوز سعرها في العطل الأسبوعية إلى 1000 دج ويرتفع السعر عند منتصف النهار عندما يكثر عدد المصطافين وقد يصل إلى 1600 دج،وفي حال حدوث العكس فإن السعر ينخفض وقد يصل إلى 900دج ،خاصة في الأيام الأخرى ،يضاف إلى ذلك ارتفاع الأسعار في محلات الأكل الخفيف والمشروبات وبخصوص سعر المأكولات الخفيفة و المشروبات بإختلاف أنواعها فإنها حدث ولا حرج، و تكون دائما الضعف حيث أن سندويتش بسعر 150 دج في محلات عنابة تجده عندهم ب 300 دج ،كوب شاي ب 50 دج. تعزيز الجانب الأمني يبعث الطمأنينة في نفوس المصطافين أهم شيء شد انتباهنا أثناء زيارتنا للشاطئ هو الجانب الأمني و التغطية الأمنية لمصالح الدرك الوطني ، حيث خصصت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني فرقة لتأمينه، إلى جانب الدوريات العادية لفرقة الدرك الوطني بسيرايدي، حيث تجد رجال الدرك في كل مكان عند الدخول و على طول الطريق وهو ما يبعث الطمأنينة في نفوس المصطافين ، ماأكده لنا عياشي الذي كان رفقة عائلته من قالمة حيث يرى أن توفر الأمن والهدوء الذي يسود هذا الشاطئ هو الذي دفعه لزيارته في العديد من المرات ،وهو ما ذهب إليه فاروق حيث يرى أن تعزيز الجانب الأمني في هذا الشاطئ الخلاب هو الذي شجعهم على زيارته ،ويساهم التواجد الأمني المكثف في إقبال الزوار بأعداد أكبر وبالتالي انتعاش السياحة، إضافة إلى تأمين الطرق المؤدية إلى الشاطئ فإن مصالح الدرك أيضا تقوم بجولات روتينية على رمال الشاطئ من أجل التأكد من سلامة الجميع ،إضافة إلى كل ذلك فإن هناك رقابة شديدة على أصحاب الجاتسكي و القوارب الذين يمنع عليهم الإقتراب من الشاطئ نظرا للإزعاج الذي يسببونه للمصطافين ،لكن تبقى النقطة السلبية من بعض الشباب الذين تجدهم يلعبون بالكرة على الشاطئ مسببين الإزعاج للمصطافين بهذه الكرات وللأطفال الصغار الذين يسبحون بالقرب من الشاطئ غير آبهين بمن حولهم وكأن الشاطئ مكتوب باسمهم . شاطئ يخفي في طياته من الجمال أكثر مما ظهر الكثير من السياح لايعرفون عن شاطئ واد بقرات إلا القليل حيث أنه يخفي من السحر والجمال في طياته أكثر من الذي يظهره وهو ما أكده لنا أحد أصحاب القوارب الذي يقوم بنقل السياح الذين يعشقون حب الإكتشاف إلى أماكن لم يشاهدوها من قبل والتي لا يمكن زيارتها إلا من خلال القوارب خاصة المغارات الساحرة التي تخفي في طياتها من الأسرار والجمال أكثر مما ظهر ،حيث أكد لنا سمير من باتنة أنه زار من قبل هذا الشاطئ لكنها المرة الأولى التي يقوم فيها بجولة على القارب حيث عبر لنا عن انبهاره بالسحر الذي يخبئه وزاد من تشويقه لزيارته خلال الأيام القادمة. رغم سحره إلا أنه يعاني من بعض النقائص رغم السحر الذي يتميز به هذا الشاطئ إلا أنه يعاني من بعض النقائص خاصة فيما يتعلق بالنظافة و الأبقار الضالة التي تفسد الوجه الجمالي لهذه المنطقة ،ورغم حملات النظافة التي قام بها مجموعة من الشباب والنوادي والجمعيات إلا أن الأمر يتطلب إمكانيات كبيرة خاصة في ظل امتداد الشاطئ على طول يزيد عن 1 كلم ،هذا إضافة إلى ضيق طرقاته يضاف إليها مسالكه الوعرة والتي تدفع بالعديد من المصطافين إلى تجنبه رغم جماله وهدوئه والتوجه إلى وجهة أخرى.