عاد هاجس نقص قارورات غاز البوتان ليلقي بظلاله على سكان المناطق الجبلية بولاية جيجل وذلك موازاة مع توالي الإضطرابات الجوية نزول درجات الحرارة بشكل متسارع على مستوى أغلب مناطق الولاية وسط تحذيرات من اضطرابات جوية أكثر حدة قد تحمل معها كميات من الثلوج الموسمية . ومع بداية تباشير فصل الشتاء الذي بات على الأبواب ببرودته الشديدة وأيامه الماطرة والمثلجة بدأت أغلب العائلات القاطنة بالمناطق الجبلية بجيجل في التهيؤ لهذه الأيام الصعبة من خلال رفع مخزونها من مختلف المواد الضرورية في فصل الشتاء وفي مقدمتها قارورات غاز البوتان التي عرفت خصاصا بعدة مناطق بجيجل خلال الأيام الأخيرة حيث فشل الكثيرون من سكان هذه المناطق في الحصول على حاجتهم من هذه القارورات بعدما نفذت بشكل سريع ومفاجئ من المحال المخصصة لبيعها خصوصا مع حديث مصالح الإرصاد الجوية عن امكانية تساقط أولى الثلوج بمرتفعات الولاية الأمر الذي دفع بالبعض الى التنقل على مسافات بعيدة بحثا عن هذه القارورات ، وأرجع أصحاب المحلات نفاذ مخزونهم من القارورات الى تدهور الأحوال الجوية والهبوط الحاد لدرجات الحرارة التي بلغت مستويات متدنية خصوصا على مستوى القمم الجبلية والمناطق البعيدة عن الشريط الساحلي للولاية الأمر الذي دفع بأغلب العائلات القاطنة بهذه المناطق الى اقتناء أكبر عدد ممكن من القارورات تحسبا لأي طارئ . وطرح النقص المسجل في قارورات غاز البوتان بجيجل مجددا أسئلة كثيرة بشأن المخطط الذي وضعته السلطات لتعزيز مخزون الولاية أو بالأحرى البلديات سيما الجبلية من قارورات الغاز تحسبا لأيام الشتاء الطويلة والقاسية وكذا مدى قدرة مركب التعبئة المتواجد بمنطقة أولاد صالح بالطاهير على تلبية حاجيات سكان الولاية من قارورات الغاز خصوصا بعد صدور تطمينات متكررة من مسؤولي هذا الأخير بخصوص رفع ساعات العمل وزيادة معدلات الإنتاج بشكل يلبي حاجيات السوق المحلية علما وأن نسبة التغطية بغاز المدينة على مستوى الولاية تتجاوز ال65 بالمائة حسب الإحصائيات الرسمية وهو مايعني آليا تراجع الطلب على قارورات غاز البوتان غير أن واقع الحال يؤكد عكس ذلك .