اكتظّت صبيحة اليوم الإثنين قاعة الجلسات التابعة لمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة بالمحامين والمحلّفين بالإضافة إلى الأطراف المدنيّة من أجل إلقاء نظرة على ملفّ قضيّة إزهاق رجل روح زوجته بطريقة وحشيّة وهي الجريمة النكراء التي ارتكبها هذا الأخير بكلّ برودة دمّ وأمام أعين رضيعهما الذي كان نائما بين أحضان أمّه قبل أن يباغتهما الفاعل الذي أيقظها وسلبها ابنهما البالغ من العمر سنة واحدة فقط ليقوم بذبحها من الوريد إلى الوريد على مستوى العنق بواسطة قاطع ورق "كيتور" ويتركها تسبح في بركة من الدّماء رغم ترجّيه من طرف المرحومة التي كانت تبكي وتترجّاه بمختلف العبارات من أجل التراجع عن قراره الذي أصرّ على تنفيذه من دون رحمة وبكلّ قسوة قلب، وفي سياق متّصل فقد سلّطت هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة الضوء على كافّة تفاصيل الحادثة التي هزّت كيان المجتمع العنابي وحرّكت مشاعر الحزن لجميع من سمع بوقائع هاته الجريمة الشنيعة قبل أن تسلّط المحكمة في حقّ القاتل عقوبة الإعدام بالإضافة إلى غرامة ماليّة قدرها 4 ملايين دينار جزائري، علما وأنّ حيثيات الواقعة تعود أواخر شهر فيفري من السنة المنصرمة حين تلقت قاعة الارسال التابعة لأمن ولاية عنابة بلاغا عبر خط النجدة مفاده وقوع جريمة قتل بمسكن فوضوي كائن بالمدينة القديمة المعروفة باسم "لا بلاص دارم"، وهو ما جعل مصالح الضبطية القضائية تتنقّل على جناح السرعة وتبين أن البلاغ صحيح، حيث تمّ العثور على جثة شابّة في مقتبل العمر وهي تسبح في بركة دمائها داخل غرفة المسكن، وبعد المعاينة الأولية ثبت تعرضها للذّبح من الوريد إلى الوريد ويتعلق الأمر بالضحية المسماة "ب.أ"، وتمّ توقيف زوجها مقترف الجريمة الشنيعة بمدخل المسكن حيث كان واقفا يحمل ابنه الرضيع مع تحويله إلى الجهات المختصّة، وتكثيفا للتحريّات فقد ثبت أنّ الضحية كانت على خلاف مع زوجها القاتل، وأصبحت تقيم برفقة شقيقته المسماة "د.م" التي كشفت أثناء الإستماع إلى أقوالها أنها تعتبر الأخت غير الشقيقة للجاني "م.ر" صاحب 37 سنة وأن جريمة القتل وقعت داخل منزلها مرجعة السبب إلى خلافات عائلية وقعت بين أخيها غير الشقيق وزوجته الضحيّة التي طلبت منها قبل أيام من الواقعة البقاء برفقتها داخل منزلها هروبا من الخلافات، وبعد انقضاء الليلة الأولى أصبحت الضحيّة تحضر إلى بيت المسماة "د.م" كل يوم أين تترك رضيعها برفقتها وتخرج مشيرة أنّها لم تكن تخطرها بوجهتها وأوضحت خلال تصريحاتها أنّ الضحيّة كانت تعود إلى المنزل في بعض الأحيان وهي في حالة سكر وتحت تأثير المؤثّرات العقلية، وحينما استفسرت منها عن الأسباب صارحتها الضحيّة قبل موتها بأيام أن المسمى "م.ر" قام بخيانتها عن طريق ربط علاقة مع إحدى الفتيات وحين تفطّنت لأفعاله كثرت الخلافات بينهما، تجدر الإشارة أنّ المسماة "د.م" قد أزالت الستار عن تفاصيل القضيّة مؤكّدة من جهتها أنّها استيقظت صبيحة يوم 28 فيفري من السنة الماضية على الساعة السابعة صباحا من أجل إيصال ابنتها إلى المدرسة وتركت أبناءها في المنزل كما كانت الضحيّة في تلك الأوقات نائمة داخل إحدى الغرف مع رضيعها البالغ من العمر 12 شهرا، وبمجرد خروجها من البيت صادفت أخيها المتهم بمدخل المسكن، ودون أيّ سابق إنذار انهال عليها بوابل من عبارات السبّ والشتم وأرغمها على فتح باب المسكن ودلّه على الغرفة التي تتواجد فيها زوجته، مضيفة أنّ أخيها الجاني ولج إلى البيت وأشهر سلاحا أبيضا لم تلمح منه سوى الجزء الحاد الذي يوحي بأنه قاطع ورق، قبل أن تسمع صراخ الضحيّة وبكائها وكانت آخر العبارات التي سمعهتها تتلفّظ بها هي "لالالالالا"، لتتفاجأ بعدها بقيام هذا الأخير بوضع حد لحياة زوجته وهمّ بالخروج من المسكن وهو ملطّخ بالدماء ويحمل في يده الرضيع.