عرض أمس، وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون، سياسة السكن في الجزائر ومنجزات القطاع خلال مؤتمر الأممالمتحدة الثالث للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة الذي يقام حاليا بالإكوادور، مؤكدا أن الإستراتيجية التي تجسدها الدولة منذ سنوات نجحت في تطوير عرض عقاري بصيغ متنوعة، وتدارك كل النقائص المسجلة، كما سمحت هذه السياسة بالقضاء الكلي على البيوت القصديرية. أبرز تبون خلال تدخله في أشغال مؤتمر الأممالمتحدة للإسكان والتنمية الحضرية بكيتو، الذي يقام كل عشرين سنة، إشكاليات السكن والتنمية الحضرية المستدامة في الجزائر والسياسة المتبعة من طرف الجزائر منذ مطلع سنوات 2000 والتي ترمي إلى حصول أكبر عدد ممكن من المواطنين على سكن ملائم في بيئة مزودة بكافة المرافق الضرورية (سكن مدمج)، حسب ما جاء في بيان للوزارة. وتهدف هذه السياسة أساسا -يضيف الوزير- إلى امتصاص العجز في السكنات الذي كانت تعرفه البلاد على مر السنين والقضاء على البيوت القصديرية التي انتشرت بضواحي المدن لاسيما الكبرى منها. وفي بداية 1999 كانت الجزائر تعرف عجزا في السكن يقدر بثلاثة ملايين وحدة سكنية وتحصي أكثر من 350 ألف عائلة تسكن في البيوت القصديرية، وفي إطار هذه السياسة تم تطوير عرض عقاري للسكنات بتنويع الصيغ وإطلاق عديد البرامج السكنية في الفترة من 2000 إلى 2015 لمواجهة هذه الإشكالية مع تدارك كل النقائص المسجلة في التزويد بالمياه والكهرباء والتطهير الصحي والمدارس والثانويات والجامعات. ومن 2000 إلى 2015 بلغت السكنات المنجزة 2.9 مليون وحدة سكنية من مختلف الصيغ منها 60 بالمائة في الوسط الحضري و40 بالمائة في الوسط الريفي، حسب الأرقام التي قدمها تبون، وتمثل السكنات من النوع الاجتماعي الإيجاري-الممولة كليا من طرف ميزانية الدولة 30 بالمائة من إجمالي السكنات، والسكنات الريفية مدعمة من طرف الدولة 40 بالمائة، والسكنات الحضرية المدعمة من طرف الدولة والموجهة للفئات الاجتماعية ذات الدخل المتوسط 15 بالمائة، والسكنات الترقوية ذات الطابع التجاري 15 بالمائة. وقد سمحت هذه البرامج السكنية بتقليص العجز المسجل بشكل معتبر وتقليصه إلى حوالي 400 ألف وحدة سكنية وهو مستوى مقبول حسب تبون، وتتوقع الجزائر بحلول 2018 امتصاص العجز كليا ووضع حد نهائي لأزمة السكن التي استمرت عشرات السنين ووصلت إلى مستويات لا تحتمل. وفيما يتعلق بالقضاء على البيوت القصديرية فقد تم اسكان ما يقارب 200 ألف عائلة كانت تقطن في بيوت قصديرية في سكنات جديدة في الفترة من 2005 إلى 2015 منها 45 ألف عائلة في الجزائر العاصمة.وبذلك أصبحت الجزائر العاصمة أول عاصمة إفريقية وعربية نجحت في تحدي القضاء على البيوت القصديرية المتواجدة بها والتي كانت تشوه صورتها على الصعيدين المعماري و العمراني. ويشجع مؤتمر الأممالمتحدة للإسكان والتنمية الحضرية على بناء بلدات ومدن مستدامة اجتماعيا وبيئيا، حيث يشكل هذا البرنامج مركز التنسيق لجميع مسائل التوسع الحضري والمستوطنات البشرية في منظومة الأممالمتحدة.