تُراهن مؤسسات فرنسية ومعها متعاملون فرنسيون على الاستثمار في الجزائر للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بكل الشركات دون استثناء وتجعلها مهددة بالتوقف عن النشاط والإفلاس ومصيرها مجهولا، وتسابق هذه المؤسسات نظيراتها والزمن في الوقت ذاته منذ الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للحصول على المشاريع واستعادتها المكانة التاريخية التي بدأت في التراجع لصالح قوة الاقتصادية جديدة هي الصين. وقد جسد هذا التوجه منتدى الشراكة الفرنسي الجزائري المندرج ضمن خارطة السياسة الاقتصادية الفرنسية، حيث أدى 63 بالمائة من المؤسسات المشاركة في طور عقد اتفاق شراكة تقنية أو تكنولوجية، 20 بالمائة من المشاركين وجدوا شريكا مهتمّا بتأسيس مؤسسة مشتركة بالجزائر اتفاق شراكة ثنائية على صيغة قاعدة 49/51، وبهذا شرعت 25 شركة في مفاوضات قد ينبثق عنها اتفاق شراكة في المستقبل القريب. ووقّعت تسع شركات على اتفاقات شراكة مع عملاء ينشطون في قطاعات التعليب الخفيف لفرع الحليب، عتاد الري، عتاد المخابز الصناعية، عتاد وأنظمة الأوزان الصناعية، مناولة في قطاع السيارات والميكانيك، خبرة في البيئة والقطاع البيئي - التكنولوجي، عتاد المراقبة، نظام التزويد بالكهرباء بدون انقطاع ومعدات تقويم العظام. وعموما أتاحت المحادثات الدقيقة والمكثّفة للمؤسسات التعرّف أكثر والمضي قُدُما في المفاوضات. وقد استفاد هذا المنتدى من دعم ثلاث مناطق فرنسية هي ”نور با دو كالي” مُمَثَلا بسبع أقطاب تنافسية و”بروفونس ألب كوت دازور” ممَثَّلة بغرفة الصناعة والتجارة الجوارية والمشاركة القوية لعشر مؤسسات، وأخيرا منطقة ”الألزاس” مُمثَّلة بغرفة التجارة والصناعة للألزاس على رأس وفد يضم 6 مؤسسات في الأمن الصناعي، بينما حضره ممثلون عن الشركات والمؤسسات الفرنسية والجزائرية، كان مناسبة للتطرق إلى تحديات العصرنة الصناعية والوسائل التي من شأنها تعزيز علاقات الشراكة بين مؤسسات. البلدين فيما يتعلق بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتطوير والتكوين المهني، في وقت أتاح المنتدى، الذي نظمته أوبيفرانس والوكالة الجزائرية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لما يعادل 49 مؤسسة فرنسية تم انتقاؤها بحرص (في حين كان يُرتقب اختيار 40 مؤسسة في البداية) وحوالي 100 مؤسسة جزائرية تنشط 40 منها في القطاع العمومي بالالتقاء على أساس برنامج يسطر 310 موعد، وأثبتت هذه الطريقة في الاختيار نجاعتها، لأنه وحسب الدراسات التي أُنجزت عند انتهاء أشغال المنتدى.