أصدرت، مؤخرا، الأستاذة في القانون بجامعة باتنة، فريدة بلفراق، مؤلف يعد دراسة عن مفهوم ”الإرعاب”، صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردنية، تطرقت من خلاله إلى التعريف بظاهرة الإرعاب، التي تعني أيضا الإرهاب لكن بمفهوم آخر. وتضمن الكتاب الذي يحمل عنوان ”الارعاب بين التعريف و التصنيف”، مفاهيم الارعاب في القانون الدولي والتشريعات الوطنية، حيث تطرقت الدكتورة بلفراق عبر 276 صفحة، إلى اصل كلمة الإرعاب ومفاهيمها، وكذا أصول هذه الكلمة التي قالت الكاتبة في مقدمتها أن ظاهرة الإرعاب تعد من بين أكبر عوامل التوترات في العلاقات الدولية وتشكل تهديدا لأمن وسلامة الإنسانية. وحاولت الأستاذة فريدة بلفراق إيجاد تعريف لمصطلح الإرعاب، والذي يعني - حسبها - العمل المصحوب بالعنف والتخريب، والذي يؤدي الى التدمير المادي و المعنوي للطرف الواقع عليه، مهما كان نوع هذا العمل وهدفه والغاية منه، حيث عادت الأستاذة في دراستها إلى كشف استعمال هذه الظاهرة من طرف الدول الرائدة والفاعلة في الساحة الدولية بسياساتها المهيمنة على عالمنا، لتسلط هذه القوى معالم التخويف والاضطراب والقلق على الدول الضعيفة والهشة في بنياها السياسية والاجتماعية، لتستضعفها أكثر وتنزف ثرواتها. وجاءت دراسة الكاتبة عبر ثلاثة فصول تحدثت من خلالها عن أساليب الإرعاب ومفهومه في الفقه والقانون الدوليين وموقف التشريعات المقارنة من ظاهرة الإرعاب، وكذا الإرعاب بين المفهوم والتمييز. كما قسمت الدكتورة هذه الفصول إلى مباحث عرفت من خلالها تعاريف الإرعاب ومفهوم الجريمة فيه، وكذا المفاهيم القانونية للإرعاب ووضعيتها في القانون الدولي، إلى جانب الاتفاقيات الدولية لإعادة الاستقرار والأمن داخل وخارج الدول التي مستها هذه الظاهرة، على غرار الاتفاقيات العربية المكافحة للإرعاب. وتطرقت الكاتبة بلفراق في المؤلف إلى مواقف الجزائر القانونية والتشريعية لتجريم هذه الظاهرة ومكافحتها، خاصة أن الجزائر عانت من هذه الطاهرة بشكل جعلها تكون من الدول الرائدة في تعرضها لهذه الآفة الخطيرة، حيث عانت الجزائر من تأثيرات الإرعاب الذي أدى الى تدمير البنى التحتية وأضرار مادية جسيمة خلف على إثرها 200 الف قتيل. كما تطرقت الباحثة الى سياسة قانون الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية، اللذين سعيا إلى تحقيق السلم والأمن في الجزائر. واستندت الباحثة والاستاذة في القانون بجامعة باتنة في دراستها، إلى العديد من الكتب والدراسات الدولية التي خصت ظاهرة الإرعاب، كما استندت الى الجرائد الرسمية للدول التي مستها هذه الظاهرة، إضافة الى مراجع لأشهر وأكبر الكتاب والباحثين والمفكرين، الذين أصدروا بحوثا وكتبا تطرقوا من خلالها إلى الارعاب. للإشارة تشغل فريدة بلفراق، منصب أستاذة في القانون بجامعة حاج لخضر بباتنة، كما قامت الاستاذة بإلقاء العديد من المحاضرات في مؤتمرات دولية. ونذكر من بين إصدارات الدكتورة ديوان شعر بعنوان ”حب وإرهاب” وكذا دراسات حول مدى تأثير الارهاب الدولي على حق تقرير المصير، وكذا واقع العلاقات الدولية بين العالم الاسلامي والمغرب في ظل المتغيرات الدولية الحالية.