قررت مجموعة من الصحفيين والحقوقيين، تنظيم وقفة تضامنية مع قضية "الفجر"، المحرومة من الإشهار، يوم السبت المقبل أمام مقر السفارة الجزائرية بباريس، من أجل التأثير على الرأي العام الدولي وحشد مساندة لصالح الجريدة المهددة بالاختفاء من الساحة الإعلامية بعد سنوات من المساهمة في صناعة الرأي العام. ومن المقرر أن تنظم الوقفة على الساعة الثالثة مساء. وجاءت الوقفة التضامنية بدعوة من الإعلامية، صبرية دهيليس، للتأكيد على حماية حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان بالجزائر، حيث دعا منظمو الوقفة إلى المساهمة في الهبة التضامنية حفاظا على استمرار "الفجر" وحماية لحرية التعبير في الجزائر. وبالمقابل تواصل لجنة التضامن مع "الفجر" التي أسست مؤخرا لمساندة مديرة الصحيفة حدة حزام والدفاع عن حرية التعبير ومناهضة استعمال الإشهار حجة لدفع صحف إلى الاختفاء، حشد الدعم والمساندة من جميع شرائح المجتمع، وتحديد الخطوة القادمة بعدما رفض وزير الاتصال استقبال وفد عن اللجنة مؤخرا لمناقشة قضية جريدة "الفجر". كلمة تضامن: صبرينة محمديوة صحافية سابقة ب"الفجر" يحزنني الوضع المأساوي الذي آلت إليه جريدة "الفجر" التي تسيرها السيدة حدة حزام، التي أكن لها كل التقدير والاحترام، وهي التي منحتني الفرصة للولوج إلى عالم الصحافة في وقت سدت فيه كل الأبواب في وجهي، فلم أجد أي عمل في أي وسيلة إعلامية بعد تخرجي من الجامعة بسبب غياب الخبرة المهنية. لن أنسى أبدا فضل السيدة حزام وأنا التي طرقت باب مكتبها قبل أكثر من 12 عاما من اليوم ففتحته أمامي دون أي وساطة واستقبلتني بصدر رحب ومنحتي فرصة العمل. فبعد أقل من شهر فقط من تربص في الجريدة لم تبخل علي هذه السيدة المحترمة بمنحي منصب عمل بأجر مناسب والحماية الاجتماعية، وهو ما لم تكن توفره وسائل إعلامية أخرى، كانت تستغل الصحافيين المبتدئين لعدة أشهر وحتى لسنة أو أكثر قبل تسوية وضعيتهم القانونية والتصريح بهم لدى مصالح الضمان الاجتماعي. وعملت في "الفجر" قرابة العامين تقريبا في كل الأقسام، من محلي ومجتمع وحتى ثقافي ثم وطني ودولي، في تجربة مكنتني من اكتساب خبرة ساعدتني فيما بعد في إيجاد عمل آخر في وسيلة إعلامية عمومية. فكانت "الفجر" مدرستي الأولى التي علمتني أولى مبادئ مهنة المتاعب والتي أبقى أفتخر وأعتز لأني اشتغلت بها. واليوم وهذه الجريدة التي اعتبرها "مدرسة" تمر بأوقات صعبة تبقى آمالي وأعتقد أنها آمال كل الصحافيين، أن تخرج من هذه الأزمة بسلام سواء تعلق ب"الفجر" أو بباقي الجرائد الأخرى التي تعاني من صعوبات مالية، على الأقل من أجل الحفاظ على لقمة عيش العشرات من الصحافيين والعمال.