تعد الثروة الغابية لولاية سوق أهراس المتشكلة من غطاء نباتي متنوع وغابات كثيفة متناسقة مع مناخ المنطقة مصدرا اقتصاديا وعاملا لجذب مشاريع استثمارية للاستجمام والترفيه وتثبيت السكان في مناطقهم الأصلية. وتضم غابات المنطقة المتكونة على وجه الخصوص من أشجار الصنوبر الحلبي والسرول وبلوط الفلين وغيرها من النباتات جداول وأحواض مائية على غرار وادي الشارف وعين الدالية اللذان يعدان الممونان الرئيسيان لسدي كل من عين الدالية (82 مليون متر مكعب) ووادي جدرة. واستنادا لمحافظ الغابات بسوق أهراس، بارودي بلحول، فإن هذه الثروة تتوزع بين أشجار الصنوبر الحلبي ب 43625 هكتار وبلوط الزان والفلين ب 23431 هكتار، فيما تحتل المساحة المتبقية والتي هي عبارة عن أحراش وسرول وبلوط أخضر وكاليتوس مساحة 21878 هكتار. وقد أضفت الأشجار الغابية بغطائها الأخضر سحرا وجمالا على المنطقة، لا سيما الشطر الشمالي منها الذي يضم أشجار الفلين والخلنج والقطلب والبلوط والسرو، فيما يجد الزائر والمتجول بجنوبها العديد من النباتات مثل الإكليل والحرمل والحلفاء والعرعار وهي الثروة التي ساهمت في الحفاظ على أنواع حيوانية كثيرة منها الأرنب البري والحجل والضبع والخنزير والآيل البربري، حسب ما أضافه ذات المسؤول. وقام مسؤولو محافظة الغابات بالولاية باعتماد مخططات تنموية واعدة من أجل المحافظة عليها حيث تم تخصيص غلاف مالي ب 6 مليار د.ج وجه أساسا لإنجاز 30 عملية لتشجير 1300 هكتار من شأنها تعويض المساحات التي أتلفت خلال السنوات الأخيرة بفعل الحرائق ببلديات كل من المشروحة ولحنانشة وسيدي فرج وعين الزانة وأولاد ادريس وتاورة. --مشاريع واعدة لإقلاع قطاع الغابات وأفاد بلحول بأنه قصد ضمان إقلاع قطاع الغابات وجعله عاملا مساهما لخلق الثروة واستحداث مناصب شغل سيشرع قريبا في عملية واسعة تتمثل في استحداث 4 مشاريع استثمارية للاستجمام والترفيه داخل الأملاك الغابية الوطنية وذلك بغابات كل من الجليل (الدريعة) وفغنات (لحدادة) والماء لحمر (عين الزانة) وغابة بوسسو (تاورة) وذلك على مساحة 5 هكتارات لكل غابة.كما سيتم وسط هذه الغابات تهيئة فضاءات للراحة موجهة للعائلات من خلال إنجاز كراسي و أكشاك من الخشب وكذا تهيئة أماكن للعب الأطفال، حسب محافظ الغابات الذي أضاف بأنه سيتم برسم ذات العملية إنشاء محيطين بمشتتي السودة وقصعة الشيح ببلدية سيدي فرج على مساحة تقدر ب 56 هكتارا لإنشاء بساتين لغراسة شجيرات مثمرة ومشاتل وكذا تربية الحيوانات الصغيرة، على غرار تربية النحل والأرانب وغراسة أشجار غابية كالكاليتوس والصنوبر الحلبي. وفي مجال الاستثمار في المنتجات الغابية من نباتات عطرية وطبية، تم مطلع السنة الجارية بيع 8075 قنطار من هذه النباتات لمتعاملين اقتصاديين وذلك لتقطير مادة إكليل الجبل المستعمل في التجميل وصناعة بعض الأدوية وذلك لتصديره إلى دول أوروبية، فضلا عن بيع واستغلال نباتات الضرو والريحان واللجنج المتربعة على 13270 هكتار بغابات ولاية سوق أهراس. من جهته، أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية بالنيابة، عز الدين سلامة، بأنه سيتم تجسيد أربعة مشاريع تتمثل في حظائر للتسلية والترفيه بكل من سوق أهراس وتاورة وسدراتة والتي تحصلت مؤخرا على الموافقة من طرف اللجنة الولائية للاستثمار أن تكون قبلة مفضلة للعائلات السوقهراسية وكذا القادمة من الولايات المجاورة وتساهم في الترويج للسياحة الخضراء. ويرى العارفون بالمجال منطقة عين الزانة الحدودية (40 كلم شرق عاصمة الولاية) (بين 1300 متر و1400 متر عن سطح البحر) تعد من ضمن المناطق المؤهلة لاحتضان مشاريع استثمارية في مجال السياحة الخضراء، حيث توجد بها منطقة تسمى الماء الأحمر لا تزال عذراء ولها من المؤهلات لتصبح مركز تربص للرياضيين حيث تتوفر هذه المنطقة على كل الشروط الطبيعية لإقامة مركبات رياضية تمارس فيها مختلف أنواع الرياضات ككرة القدم والتنس والغولف وسباق الخيل والعدو الريفي. المشروحة: الخضرة الدائمة التي لا تعرف الجفاف ويمكن لزوار بلدية المشروحة (20 كلم عن سوق أهراس) وعلى ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر أن ينبهروا بالتنوع البيئي والجمالي وبطقسها البارد الذي يجبر الزائر على ارتداء ملابس دافئة وهي البلدية التي تضم عدة مناطق طبيعية جميلة وآثار من الحقبة الاستعمارية من أهمها المركز الرئيسي لقيادة القاعدة الشرقية بقرية المزرعة، حسب مسؤولي مصالح الولاية. ومن شأن إنشاء حديقة للتسلية وتربية الحيوانات بمنطقة المشروحة أن يكون قطبا يستقطب الزوار من شرق البلاد، لا سيما بعد أن وقع الاختيار على منطقة التوسع السياحي المغاسل لاحتضانها حيث أن هذه الجهة تتوفر على مناطق عذراء لم تكتشف بعد لوعورة مسالكها وهي بحاجة لمستثمرين لإقامة هياكل لعلاج أمراض الربو والأمراض الصدرية.تجدر الإشارة إلى أن الغابات تستحوذ على 22 بالمائة (94 ألف هكتار) من المساحة الإجمالية لولاية سوق أهراس (436 ألف هكتار) وتتكون من 50 ألف هكتار من غابات الصنوبر الحلبي و23 ألف هكتار من البلوط الفليني وبلوط الزان ببلديات كل من المشروحة وأولاد إدريس وعين الزانة.