لقي اللاجئون الأفارقة، منذ وصولهم، تعاطفا كبيرا من قبل الجزائريين، وقد كانت مناسبة عيد الأضحى فرصة لإبراز الجزائريين مدى تضامنهم ومد يد العون لهم، حيث قامت العديد من الأسر بتقديم مجموعة من المساعدات الإنسانية وهو ما لاحظته السياسي خلال جولة لها في العديد من شوارع العاصمة، وقد استحسن العديد من اللاجئين هذه المبادرة التي بادرت بها العديد من العائلات. تبرعات ومساعدات إنسانية لفائدة اللاجئين عرف عيد الأضحى المبارك هذه السنة حركة تضامنية وإنسانية كبيرة من قبل أغلب المواطنين الجزائريين، إذ شهدت العديد من المناطق التي تعرف تجمعات للاجئين الأفارقة زيارات وإمدادات بشتى الأنواع، على غرار الأطباق الخاصة بالعيد والتي قامت الأسر بتوزيعها على اللاجئين الأفارقة. قامت السياسي بجولة استطلاعية أول أيام العيد بالعديد من أحياء وبلديات العاصمة، وقد كانت بلدية الحراش أولى قبلتنا والتي وقفنا فيها على مدى تعاطف الجزائريين معهم، حيث وجدنا رضا الذي التقينا به وبيده طبق كبير مكون من قطع اللحم والكبد المشوية والذي كان بصدد تقديمه لإحدى العائلات المالية المتواجدة بالمكان، والذي يقول انه والكثير من أبناء حيه قد قاموا بتقديم بعض الوجبات والأطعمة لهؤلاء الأفارقة، على غرار الإعانات الأخرى مثل الألبسة والأغطية. ومن جهته، أضاف كريم قائلا لقد قمت بشراء بعض الملابس لأطفالهم بعدما لاحظت الظروف الصعبة التي يعيشونها ، ليضيف انه قام ايضا بإحضاره وجبة الغداء لهم، ليواصل على نفس المنوال في الأيام القادمة، خاصة في ظل غلق أغلب المطاعم ومحلات الفاست فود التي كان الأفارقة يستفيدون من تبرعاتها، وقد لقي هذا التضامن استحسانا كبيرا من قبل النازحين الأفارقة الذين عبّروا، ولو بلغة متلعثمة، عن شكرهم لكل من قدّم لهم يد العون وسعادتهم بتواجدهم بالجزائر التي وفرت لهم الأمن. الأفارقة يشاركون الجزائريين فرحة العيد على غرار التبرعات المقدمة لللاجئين الأفارقة، كانت لهم فرصة حضور ومشاركة الجزائريين أجواء عيد الأضحى المميزة، حيث قام المسلمون من هؤلاء بأداء صلاة العيد في المساجد ومشاركة بعض العائلات في ذبح أضاحي العيد، كما هو الحال بأحد أحياء بلدية القبة والتي كانت فيها الأجواء التضامنية كبيرة الى درجة ان بعض العائلات قامت بدعوة بعض اللاجئين من اجل ان يقاسموهم فرحة العيد، حيث يقول عابد انه قرر وبعض جيرانه دعوة اللاجئين الأفارقة ليشاركوهم الاحتفال بالعيد عن طريق المشاركة في ذبح وسلخ كباش العيد، ليضيف ان بعض الأسر المالية وجدت في إحدى المساحات الخضراء القريبة من حيه مكانا تتجمع فيه ما جعله وأبناء حيه يفكرون في استضافتهم أيام العيد، وفي ذات السياق، اضاف محدثنا انه قد قام بذبح أضحيته بمساعدة أحد الماليين الذي كان سعيدا جدا بعد ذهابه الى المسجد في الصباح، ليقوم بعدها بالمشاركة في ذبح الأضحية وهو نفس الامر للكثير من اصدقائه الذين ساعدوا بعض الأسر في نحر أضاحيها، ويقول يوسف انه لم يكن من الممكن الشعور بفرحة العيد وهم ينظرون إلينا دون ان ندعوهم لمشاركتنا خاصة وان مكان تجمعهم قريب من الحي، وهو نفس المكان الذي يقوم فيه سكان العمارات المجاورة بذبح أضاحيهم به ، ليقول من جهته، سمير وهو من سكان الحي ان الجزائريين معروفين بكرمهم وان مثل هذه التصرفات ليست بالأمر الغريب عليهم، فهم معتادون على مد يد العون لكل محتاج وأضاف ان الجزائريين قاموا بمد يد المساعدة لهؤلاء منذ قدومهم وليس من اليوم، لكن وبمناسبة العيد، زادت هذه المساعدات في مثل هذه المناسبة والتي تعد فرصة لا تعوض لتفعيل وتنمية العمل الخيري في المجتمع الجزائري ونقله الى المجتمعات الاخرى، وفي ذات الإطار، عملت العديد من الجمعيات الفاعلة على إنجاح ذلك حيث قامت هي الاخرى بتوزيع مجموعة من الوجبات الجاهزة لهم وهي المبادرة التي استحسنها الأفارقة. ونحن نتجول في شوارع العاصمة، حاولنا الاقتراب من بعض الماليين الذين كانوا منهمكين بتناول الأطعمة المتنوعة التي قدمت لهم في المساء بعد الإنتهاء من عملية الذبح لمعرفة انطباعهم وشعورهم بعد مشاركة الأسر الجزائرية أجواء عيد الأضحى، والذين كانت بادية على وجوههم علامات الفرح والسرور، لكن ورغم صعوبة التواصل معهم، الا انهم ومن خلال بعض الكلمات العربية التي تعلموها، قد فهمنا أنهم فرحون ويشكرون تضامن الجزائريين معهم.