تحضّر دائرة منعة بولاية باتنة، خلال هذه الأيام، نشاطا مكثّفا للاحتفال بقدوم فصل الربيع، والذي يقام له مهرجان شعبي يطلق عليه ثافسوث ، وهو من الطقوس والعادات والتقاليد المميزة ابتهاجاً بقدوم فصل الربيع، والذي يعبّر عن ارتباط المنطقة بهويتها الأمازيغية، وتمسكها بتقاليد الأجداد. حيث تعرف المنطقة، وككل عام، احتفالات واسعة بدخول فصل الربيع، والذي يطلق عليه بالأمازيغية اسم ثافسوث ، وذلك يومي ال27 و28 من شهر فيفري الحالي، ولإحياء التظاهرة، تم برمجة العديد من النشاطات خلال المهرجان الذي يدوم ليومين، أين سيعرف اليوم الأول، ورشات تربوية فنية للأطفال حول الكتابة بالأمازيغية، والعديد من العروض المسرحية والفكاهية بالأمازيغية، ومحاضرات علمية من مناقشات فكرية، وتدخلات لمفكرين وأساتذة حول الهوية الأمازيغية، ومنتدى لكتاب الأوراس، ليعرف اليوم الثاني استقبال الوفود والزوار، أين سيكتشفون المنطقة بزيارة لأهم المناطق السياحية على غرار القرية التاريخية القديمة ثاقليحث ، التي يعود تاريخها إلى أزيد من خمسة قرون خلت والتي تصبح معرضا لأهم الأدوات والألبسة التقليدية في لوحات فنية فولكلورية لأطفال القرية، وكذا زاوية سيدي بلعباس والتي يتواجد بها ضريحي أبناء القائد التاريخي أحمد باي. والتمتع بالعروض الفولكلورية الأوراسية التي يقدمها أبناء المنطقة بالبارود وركوب الخيل، ومباريات ثاكورث وهي شاكلة رياضة الهوكي والمشكّلة من بقايا أقمشة قديمة أو حلفاء بأعمدة خشية معكوفة تنجز خصيصا للعبة التي لها قواعدها وقوانينها، حسب اللاعبين سواء كانوا نساء أو رجالا. وللإشارة، ثافسوث تعني بداية السنة الفلاحية، حيث كان الأجداد يحتفلون به قديما فرحا بخروج فصل الشتاء، واعتدال المناخ بدخول فصل الربيع، وهو ما يسمح بالجد والنشاط في خدمة الأرض. وسيعرف نهاية المهرجان، كعادة الاحتفال به، تقديم وجبة الغداء للحضور من الزوار على المنطقة والمتمثلة في الأكلات الشعبية الأوراسية، التي تحضرها نساء القرية.