تحيا هذه الايام عدة تشكيلات سياسية محسوبة على تيار المعارضة في الجزائر،على وقع مشاكل جمة، تنذر بتفجر الوضع في داخل هذه التيارات التي ما فتأت تنادي بالديمقراطية وحرية التعبير لكن يبدو ان صدورها لم تعد تتسع حتى لبعض اراء المناضليين في نفس التشكيلة السياسية، مما جعلها تدخل في صراعات وتصفيات حسابات، وحالات طرد و استقالات، ووعد ووعيد داخل احزاب كانت تصنف الى وقت قريب انها متجانسة ومتماسكة الافكار، الى درجة انها تكورت في جبهة اسمتها تنسيقية الانتقال الديمقراطي ، التي أجلت فيها العديد من الاجتماعات لاسباب كانت تعاني منها الاحزاب نفسها داخليا وهي الزعامة ، هذه العدوى بدورها انتقلت الى التنسيقية التي اصبحت تتروى في عقد أي اجتماع جديد على غرار مازفران 2 الذي أجل اكثر من مرة، خوفا من ان يتفجر الوضع وينهى كتلة هذه الاحزاب نهائيا، بعد بروز انشقاقات داخلية في مختلف التشكيلات التي تضمها هذه التوليفة السياسية. رغم أن الهاشمي جعبوب نائب رئيس حركة مجتمع السلم، تكتم عن الخوض في أسباب استقالته مؤخرا من منصبه في الحركة، الا أن المتتبع لنشاط حمس، والقبضة الحديدية التي يسير بها عبد الرزاق مقري الحركة، يقرأ الامر على ان جعبوب متحفظ جداعن ما يقوم به مقري داخل تركة محفوظ نحناح، خطوة جعبوب الرافضة لتصرفات مقري التي جاءت على شكل استقالة، عبر عنها العديد من اطارات الحزب في وقت مضى، بانتقادات شديدة ضد سياسة مقري الذي اتهم بالانفراد بالقرار في الحركة، جعله يهدد العديد من الاطارات الثقيلة في الحركة باللجوء الى لجنة الانضباط كطريقة لقمع الاراء المخالفة له على غرار ما توعد به الشيخ ابو جرة سلطاني في جوان الماضي، قبل ان يصرح هذا الاخير بأنه منضبط !. حمس ليست الاستثناء في هذه الصراعات الحزبية الداخلية، التي انتقلت مثل العدوى الى ان طالت حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الارسيدي الذي بدأت فيه بوادر أزمة خانقة تلوح في الافق، بعد تصريحات مناضله نجل الشهيد عميروش، نور الدين ايت حمودة والذي اتهم مؤخرا قيادة حزبه بالانفراد بالقرارات، رد الارسيدي كان سريعا ورغم أنه أكد عدم لجوئه لرفع أي دعوى قضائية ضد ايت حمودة، الا انه تبرأ منه تماما وقال أنه غير مرغوب فيه في الحزب، بحجة عدم تجديد عضويته منذ سنة 2012! . حزب جيل جديد بدوره، ورغم أنه حديث النشأة، الا أنه رمى بحجر اخر وسط المياه غير الراكدة من التشنجات التي تعيشها احزاب المعارضة داخليا، حيث عاش حزب جلالي سفيان على وقع صراعات واستقالات من المكتب السياسي، وفجر حينها الناطق الرسمي للحزب سفيان صخري، قنبلة من العيار الثقيل، أكد فيها ان رئيس الحزب يتلقى تعليماته من السفارة الفرنسية، مما جعل هذه التشكيلة السياسية الفتية تدخل في ارتباك كبير، خاصة بعدما ذهب رئيس الحزب جلالي سفيان بعيدا في تهديداته من خلال جر عدة مناضلين الى اروقة العدالة بتهمة القذف، بعدما فشلت هئيات الحزب في احتواء الازمة. فاذا كان هذا هو الوضع المتعفن الذي تعيشه عدة احزاب المعارضة، والمنضوية تحت تنسيقية الانتقال الديمقراطي، فان هذه الاخيرة بدورها قد تشهد هزات مثل الاحزاب التي تشكلها، خاصة وان العديد من المتتبعين يرون ان تأجيل انعقاد مزفران 2 مرده الى الخلافات الزعماتية التي تعيشها التنسيقية والتي اتضحت جليا خلال الصراع بين مقري وجاب الله، الذي لم يكن يحضر اجتماعات التنسيقية مما جعل العديد من زملائه وقتها يتهمونه بالنرجسي والتعالي، والاجتماع الاخير الذي عقد في نوفمبر الماضي في مقر حركة النهضة، والذي لم تحضره قيادات حزب العدالة والتنمية، يؤكد حجم الهوة المتسعة بين رؤوس الكبيرة في التنسيقية والتي تهدد بنسف اجتماع مازفران2 المؤجل، ويبقى السؤال المطروح كيف لهذه الاحزاب التي صدعت اذان المواطنين؟، بشعارات رنانة على غرار الديمقراطية وحرية الرأي التعبير لا تستطيع ان تطبقها حتى وسط صفوفها، أن تعد الشارع الجزائري بمفاهيم اخفقت بتطبيقها حتى على مستوى ضيق؟!.