أجمع مشاركون في لقاء وطني نظم أول أمس ببومرداس، على أهمية استحداث (بنك معلومات) للمخطوطات الوطنية القديمة المكتوبة باللغتين العربية والأمازيغية عبر كل التراب الوطني بغرض استعادة مكانة الجزائر الأكاديمية في المجال من خلال تراثها القديم المكتوب والشفهي. وشدد آخرون على غرار الدكتور جمال الدين مشهد من جامعة بجاية المشارك في فعاليات الملتقى الوطني حول (البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي)، على أهمية مرافقة الدولة للمبادرات الفردية والجمعوية في المجال بغية تكريس مثل هذه الهيئات البنك. ودعا الدكتور مشهد الأخصائي في جمع المخطوطات والتراث الأمازيغي، إلى ضرورة تثمين عقد مثل هذه الملتقيات لفائدتها وتوسيع وتشجيع مجالات البحث والانفتاح على المخطوطات المكتوبة بمختلف اللغات عبر الوطن وتشجيع الباحثين في المجال وعقد دورات تكوينية في فن جمع المخطوطات والحفاظ عليها. ومن جهته، دعا البروفيسور جميل عيساني من نفس جامعة بجاية والأخصائي في المخطوطات الأمازيغية القديمة بعدما أكد بأن اكتشاف المخطوطات الأمازيغية عبر العالم فتح المجال لبعث مخابر في الجامعات خارج الجزائر وظهور باحثين في المجال، إلى ضرورة فتح تخصص ترميم وحماية التراث الوطني القديم في مختلف جامعات ومعاهد الوطن نظرا للنقص الكبير في المجال. كما رافع من أجل رصد ميزانيات خاصة لهذا الغرض والعمل على توعية مالكي المخطوطات حول أهمية وضعها في المتناول والعمل على إنجاز قاموس عربي أمازيغي وجرد علمي لتراث ومخطوطات الموجودة حاليا في مختلف المخازن (المكتبات الخاصة والعامة والزوايا) عبر الوطن. في كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى الذي عرف حضور أساتذة من مختلف جامعات الوطن وباحثين وأئمة مساجد وطلبة، ذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بأن هذا الملتقى يندرج ضمن قافلة ثقافية تجوب مختلف ولايات الوطن منذ 10 سنوات وحطت رحالها ببومرداس، باعتبارها تزخر ب(عطاء ثقافي أمازيغي خدم التراث الروحي الإسلامي والعلم) بمختلف فنونه. واجتمع لهذا الملتقى -يضيف الوزير- نخبة من الباحثين والفاعلين والعلماء بهدف (تأكيد الهوية والعمق الحضاري للجزائر) و(البحث في المشترك الروحي) الذي صنع خصوصية الهوية الجزائرية، وارتقى ب(الثقافة الأمازيغية إلى العالمية) بسبب ما حملته من خدمة للإسلام وللعلوم ببعدها العالمي. وتضمنت الفعالية التي حملت في طبعتها الثالثة شعار (المخطوط الديني والعلمي والتراث الشفوي في منطقة القبائل: الواقع والأفاق)، إلقاء محاضرات علمية من طرف أخصائيين وباحثين قدموا من مختلف مناطق الوطن متبوعة بنقاش مفتوح. وتمحورت المداخلات حول محاور أساسية تمثلت أهمها في (جهود صيانة وحفظ المخطوط في بلاد القبائل) و(جهود جمع التراث الديني الشفهي في منطقة القبائل)، وكذا حول (التأثير الصوفي والروحي في الشعر الأمازيغي).