عرفت مباراة نصف النهائي سهرة أول أمس الخميس بين غينيا الإستوائية وغانا، أحداث عنف وشغب بالمدرجات، وأدت إلى اندفاع مئات الأنصار صوب أرضية الميدان، ما تسبب في توقف اللقاء لمدة 28 دقيقة، لتكون هذه الأحداث نقطة سوداء في الجانب التنظيمي لمنافسة قارية بحجم «الكان»، وتضع رئيس «الكاف» عيسى حياتو على المحك في الهيئات الكروية العالمية، لأن العجوز الكاميروني تحدى الجميع وأصر على تنظيم الدورة في غينيا الإستوائية في ظرف قياسي، فكانت العواقب فشل ذريع شوه سمعة القارة السمراء، وفجر موجة من الغليان على هيئته. أحداث ملعب ريبولا بمدينة مالابو تسبب فيها أنصار منتخب البلد المضيف، لأنهم لم يهضموا هزيمة منتخبهم بثلاثية، فقاموا برشق أنصار غانا، وأرضية الميدان بالقارورات، ما أدى بالحكم المساعد الأول الجزائري عبد الحق إيتشعلي إلى إشعار حكم الساحة الغابوني إيريك كاستان بما يحدث خلفه، ما اضطر مئات المشجعين الغانيين للهروب من المدرجات والنزول إلى أرضية الميدان، ما تسبب في فوضى عارمة، وتصاعد الغضب بالمدرجات، خاصة بعد نجاح «النجوم السوداء» في تسجيل الهدف الثاني، ليجبر أندري أيو ورفاقه على مغادرة أرضية الميدان والالتحاق بغرف تغيير الملابس تحت حماية أمنية، لكن «سيناريو» المرحلة الثانية والذي اندلع في الدقيقة 82 كان عنيفا. هذا وقد اضطر الحكام ولاعبو المنتخبين إلى البقاء فوق الميدان، بينما قامت وحدات الأمن بالإستعانة بمروحية مع دخولها في مناوشات مع المناصرين في المدرجات لضمان الإستقرار، وتوفير الحماية أكثر لمناصري منتخب غانا واللاعبين، في مشاهد أعادت «ماما أفريكا» إلى ثمانينيات القرن الماضي، لأن الفشل في تنظيم منافسة بحجم «الكان» يضع الهيئة المشرفة على المحك، رغم أن المنظمين أجبروا الحكم على عدم توقيف المباراة نهائيا، لتجنب «فضيحة» أكبر، حيث اضطروه لاستئناف اللعب بعد توقف دام نحو 28 دقيقة. أحداث مالابو كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، كونها عبارة عن مشهد إضافي من جملة النقائص التي ميزت هذه النسخة، لتبقى الطبعة 30 للعرس الكروي القاري استثنائية، انطلاقا من ولادتها «القيصرية»، وعدم الرضوخ لضغوطات «المغاربة»، فوجد حياتو سترة الإنقاذ في غينيا الإستوائية التي وافق رئيسها تيودور نغيما مباسوغو على إحتضان الدورة قبيل 63 يوما من انطلاقتها، ما تسبب في الكثير من النقائص في الجانب التنظيمي. متاعب حياتو في هذه الدورة انطلقت من مشكل عدم توفر الفنادق، ثم عدم صلاحية الملاعب، ما أجبر لجنة التنظيم على الاعتراف بشرعية المطالب المطروحة وإلغاء لقاءات ربع النهائي من مدينتي مونغومو وإيبيبيين، لتكون خاتمة الدور الأول عملية قرعة استثنائية لتحديد متأهل بين غينيا ومالي، في ظل حالة التساوي، وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 74 من قانون «الكان»، ما جعل الأصوات تتعالى للمطالبة بتعديل هذا النص القانوني، بحثا عن طريقة أخرى غير القرعة للحسم في أمر التساوي، قبل أن تنفجر «فضيحة» محاباة منتخب البلد المنظم في ربع النهائي، والتي نتجت عنها قبضة حديدية بين «التوانسة» وحياتو، بعد «مسرحية» كان بطلها الحكم العجوز الموريسي سيشورن، الذي ضحى بسمعته ومسيرته لتكون أحداث نصف النهائي نقطة سوداء لطخت صورة «الكان» و «الكاف» و القارة السمراء على حد سواء على الصعيد العالمي، خاصة و أن أعضاء الإتحاد الإفريقي كانوا قد جزموا بأن هذه الدورة ستكون الأحسن من حيث المتابعة الجماهيرية، لكن عدم توفر الحماية الأمنية وضع حياتو و طاقمه على صفيح ساخن، و الخروج من غينيا الإستوائية بملفات ثقيلة جعل الأصوات تتعالى بضرورة رحيل العجوز الكاميروني الذي إحتكر رئاسة «الكاف» لمدة 27 سنة، و مازال يطمح للمزيد، بعد تلميحه للترشح لعهدة أخرى في بداية 2017. ص / فرطاس عاقبت رئيس الجامعة التونسية واعلنت عن استبعاد النسور من كان 2017 في حال عدم الاعتذار أو تقديم أدلة الكاف تقصي المغرب من المشاركة في نسختي 2017 و2019 قرر المكتب التنفيذي «الكاف» المجتمع أمس معاقبة المغرب بحرمان منتخبها من المشاركة في نسختي كأس أمم إفريقيا 2017 و 2019، مع دفعه غرامة مالية تقدر بمليون دولار ، لرفض المملكة استقبال «كان «2015، بحجة مرض «الإيبولا» ومطالبتها بتأجيل الدورة. عقوبات «الكاف» المادية لم تقتصر على المليون دولار فقط، بل تعدته لتشمل عقوبة أخرى، تمثلت في دفع الجامعة المغربية لكرة القدم، مبلغ 8 ملايين و نصف المليون أورو، وذلك تعويضا عن الضرر الذي لحق الجهاز الكروي للكاف، نتيجة نقل المسابقة لدولة غينيا الاستوائية، لتصبح العقوبة المادية تراوح مبلغ 9 مليون و نصف المليون أورو. من جهة أخرى قررت الكاف معاقبة غينيا الاستوائية بلعب مباراة دون جمهور، بعد الأحداث الخطيرة التي عرفتها مباراة نصف النهائي أمام غانا، من خلال اعتدائهم على الجمهور الغاني، الذي لجأ إلى النزول لأرضية الميدان، وهو ما تسبب في توقف اللقاء لقرابة النصف ساعة، لكن عقوبة اللعب دون جمهور لا تمس لقاء الغد لتحديد صاحب المركز الثالث الذي سيلعب بنفس الملعب أمام الكونغو الديمقراطية وإنما في لقاء تصفوي قادم.كما قررت الكاف تغريم غينيا الاستوائية بغرامة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي مع التكفل بمصاريف علاج الجمهور الغاني الذي أصيب خلال هذه الأحداث. على صعيد آخر أعلن الإتحاد الإفريقي عن معاقبة رئيس الإتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء، بحرمانه من مزاولة أي نشاط تابع للكاف وأمهلته مهلة جديدة تنتهي يوم 31 مارس لتقديم اعتذار أو تقديم حجج دامغة تثبت انحياز الكاف وإرادة الحاق الضرر بالمنتخب التونسي. وأضافت الكاف في القرار الذي نشرته على موقعها على الانترنيت انه في حال امتثال الجامعة التونسية سيتم حرمان فريقها من المشاركة في كان 2017. وكات الكاف غرمت الجامعة التونسية ب50 الف دولار. قرار الكاف يأتي ذلك على خلفية اتهام تونس الإتحاد الإفريقي بالفساد عقب المباراة التي جمعت المنتخب التونسي ومنتخب غينيا الاستوائية.